«مندرة الحاج وجيه».. «حلالة المشاكل»

مندرة "الحاج وجيه"
مندرة "الحاج وجيه"

كتب : عمر يوسف

اعتادت مندرة "الحاج وجيه" أن تجمع كبار قرية البرمبل، بمحافظة الجيزة، فى ساعة عصارى، وقد تمتد لساعات متقدمة من الليل، بعد أن ينتهي كل منهم من قضاء عمله في الأرض الزراعية والتخلص من أعباء يومهم الشاق.

 

البعض تجمعهم روابط صداقة قوية تمتد جذورها لعشرات السنين حيث مرحلة الطفولة، والبعض الآخر عرفوا بعضهم لأول مرة فى جلسة الحاج وجيه التى تجعل الذكريات القديمة التى طواها الغبار وحفظتها ذاكرة النسيان تطفون للأعلى، والضحكات التى تدمع العيون تجدها تجلجل فى كل مكان، وذلك عندما تُدار دفة الحديث إلى موقف قديم تعرضوا له وتصرفوا فيه بطريقة مضحكة تستدعى تذكرها طوال العمر. 

 

تشهد الجلسة العديد من النقاشات والجدالات التى تكون حول حدث سعيد فى القرية واقتراب عرس شخص عليهم مساندته ودعمه فى نفقات زواجه، وفى بعض الأحيان يكون النقاش حادا حول مشاكل كبيرة بين زوجين أو أفراد أسرة واحدة يجب حلها قبل أن تصل إلى قاعات المحاكم.. إلا أن ذلك اليوم كانت الوجوه جميعها متجهمة والغضب يرسم خرائط قارات العالم على الوجوه وينفس دخان أسود من أسفل العيون المترقبة.

 

 أحيانًا يخيم صمت مرعب على المندرة وأحيانًا أخرى تتصاعد الأصوات بشكل مفاجيء وكأن هناك هجوما جديدا للتتار دون سابق إنذار.. كانت الجلسة لحل خلاف بين أخين فرق بينهم الميراث بعد موت الأب وتدخل الزوجات فى الأمر أشعل المشكلة.