توترات الجارتين| «السودان وإثيوبيا» على صفيح ساخن.. أيهما الأقوى عسكريا؟

التوترات على الحدود السودانية - الإثيوبية
التوترات على الحدود السودانية - الإثيوبية

التوترات على الحدود السودانية - الإثيوبية، مازالت تتصاعد يوما عن الآخر، في وقت يخشى مراقبون من تطور النزاع الحدودي إلى حرب شاملة بين البلدين الجارتين، ومؤخرا حذرت إثيوبيا؛ السودان من نفاد صبرها، إزاء استمرار جارتها في الحشد العسكري في منطقة ضمن الحدود الدولية للسودان، رغم محاولات نزع فتيل التوترات بالدبلوماسية.

 

اشتعال النزاع
النزاع الحاصل الآن بين السودان وإثيوبيا، اشتعل إثر استرداد الجيش السوداني لأراضي حدودية كانت تسيطر عليها إثيوبيا منذ عقود، وبعد إعلان الجيش السوداني، أن ميليشيات إثيوبية نصبت كمينا لقوة سودانية داخل حدود البلاد الدولية، قتل خلالها 3 جنود وضابط برتبة رائد، ورد الجيش السوداني بشن هجوم في 16 ديسمبر الماضي من عام 2020، واسترد بموجبه أراضي سودانية يقوم بفلاحتها إثيوبيون.

 

 

وتشهد المناطق المتاخمة للحدود بين الدولتين صدامات بين القوات السودانية، وقوات إثيوبية تزعم أديس أبابا أنها ميليشيات محلية، وقال الجيش السوداني إنها تابعة للجيش الإثيوبي، مؤكدا إلحاقه بها خسائر فادحة.

 

سيطرة منذ عقدين
والقوات الإثيوبية تسيطر منذ أكثر من عقدين على منطقتي «الفشقة الكبرى والصغرى»، ويقوم مزارعون إثيوبيون بفلاحتها، وأنشئوا قرى ومجمعات سكنية إثيوبية داخل الحدود السودانية، مستغلين تساهل حكومة الرئيس المعزول عمر البشير مع حكومة أديس أبابا؛ حينها.

 

والتوترات على الحدود بين الجارتين، تأتي في وقت تحاول فيه إثيوبيا والسودان ومصر حل خلاف ثلاثي حول سد النهضة الإثيوبي، ومنذ يومين أعلنت مصر والسودان فشل الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لدولتيهما، إضافة إلى إثيوبيا، في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي.

 

اقرأ أيضا| طائرة عسكرية إثيوبية تخترق حدود السودان.. والخرطوم ترد

 

 

مقارنة رقمية
«بوابة أخبار اليوم»، ترصد في السطور القادمة مقارنة بين الجيشين الإثيوبي والسوداني، والقدرات العسكرية لكل منهما وفقا للإحصائيات المعلنة بموقع «جلوبال فير بور»..

 

ووفق الموقع الأمريكي، يحتل الجيش السوداني المرتبة رقم 76 عالميا بين أقوى 138 جيشا حول العالم، بينما يحتل الجيش الإثيوبي المرتبة رقم 60 عالميا.

 

مساحة السودان تتجاوز 1.8 مليون كم مربع، مقابل 1.1 مليون كم مربع مساحة إثيوبيا، ويتجاوز عدد سكان السودان 43 مليون نسمة، مقابل 108 ملايين نسمة تعداد سكان إثيوبيا، ويصلح للخدمة العسكرية 15 مليون نسمة بينهم 1.1 مليون شخص يصلون إلى سن التجنيد سنويا في السودان، مقابل 25 مليون نسمة في إثيوبيا.

 

 

وتصل ميزانية دفاع الجيش السوداني إلى مليارين و 470 مليون دولار، بينما تصل ميزانية دفاع الجيش الإثيوبي 350 مليون دولار فقط. وتتكون قوات الجيش السوداني من 104 آلاف جندي عامل في السودان، إضافة إلى 85 ألف في قوات الاحتياط، بينما الإثيوبي تتكون قواته من 162 ألف جندي ولا توجد لديهم قوات احتياطية.

 

الجيش السوداني، يمتلك 190 طائرة بينها 46 مقاتلة و 38 طائرة هجومية و 22 طائرة نقل عسكري و 11 طائرة تدريب و 73 مروحية بينهما 43 مروحية هجومية، بينما تمتلك إثيوبيا 86 طائرة حربية، بينها 24 مقاتلة و 9 طائرات نقل عسكري و 20 طائرة تدريب، و33  مروحية 8 منها هجومية.

 

 

أما على مستوى الدبابات والمدرعات، فيمتلك الجيش السوداني 690 دبابة و 400 مدرعة و 10 مدافع ذاتية الحركة، ولا يمتلك مدافع ميدان أو راجمات صواريخ، أما الإثيوبي يمتلك 400 دبابة و 114 مدرعة و 67 مدفعا ذاتي الحركة و 650 مدفعا ميدانيا و 183 راجمة صواريخ.

 

وعلى المستوى القوات البحرية، يمتلك الجيش السوداني أسطولا يتكون من 18 سفينة حربية بينها 12 سفينة حماية ساحلية، أما إثيوبيا فليس لديها أسطولا بحريا.

 

لجان حدودية
ومنذ أكثر من عقود تجري لجان حدودية مشتركة بين السودان وإثيوبيا، مباحثات على وضع العلامات الحدودية بين البلدين، وفي آخر اجتماع لهذه اللجنة في مايو الماضي من عام 2020 بأديس أبابا، اتفق الطرفان على إعادة وضع العلامات الحدودية بين البلدين وزيادة عددها، ابتداء من أكتوبر 2020، على أن تنتهي من أعمالها في أبريل، ولم يكن لإثيوبيا أي احتجاج على الحدود بين الدولتين وفق اتفاقية ترسيم الحدود في 1902.

 

لكن الجانب الإثيوبي رفض في آخر اجتماع للجانبين في الخرطوم، عقب الاشتباكات الحدودية، الاعتراف بالحدود المتفق عليها، وتبنى موقفا جديدا يدعو للتفاوض مجددا على الحدود، وهو ما رفضه الجانب السوداني، وفشل الاجتماع الذي كان مخططا له في وقف التوتر والعودة لطاولة التفاوض، بل طالب الإثيوبيون الجانب السوداني بالعودة لأوضاع ما قبل العمليات العسكرية وتعويض المزارعين الإثيوبيين.

 

اقرأ أيضا| مفوضية الحدود السودانية: تعديات أثيوبيا ليست جديدة..ولدينا وثائق تثبت سيادتنا على الأرض