قصة صورة | السمكة الذهبية المصرية الذي عثر عليها العالم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«بتري» !

كشف الباحث الأثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، عن تفاصيل هذة السمكة الذهبية المصرية ، تعود لعصر الأسرة الثانية عشر (1862 - 1750 قبل الميلاد) ، وهي عبارة عن قلادة، حيث نرى حلقة في فمها كانت تعلق من خلالها.

وقد عثر عليها العالم الإنجليزي «فلندرز بتري" في حفرياته بمصر الوسطى، وسمكتنا الذهبية هذه توجد الآن في المتحف الوطني باسكتلندا.

من هو العالم الإنجليزي «فلندرز بتري» :

لا أحد ينكر دور الآثري الإنجليزي وليام بتري بعد الإعلان عن تنقيباته الشاسعة والمعروفة في أراضي مصر وجنوبها في بدايات القرن العشرين، فقد كان سباقًا في استخراجه لآثار مهمة كانت غائبة ومنسية طوال التاريخ الممتد لمصر الذي يصل إلى العشرات من القرون، والتي أدت إلى دراسات أكاديمية عديدة غيرت المفاهيم الثابتة في علم المصريات وتاريخه. لترسخ الأطلال المصرية القديمة نفسها بعد انحسارها أمام الرأي العام العالمي آنذاك.

بلا شك، أن وليام بتري كان جبارًا في صبره أثناء عملياته الحفرية الصعبة، فقد نال بسببها شهرة واسعة، ليصبح له الفضل الكبير في اكتشافات لا حصر لها، خاصة بعد دعوة تلقاها من الروائية والصحفية الإنجليزية اميلي إدواردز إلى مصر، هذه الأديبة التي اشتهرت أكثر كعالمة لآثار مصرية التخصص، عبرت عن رحلاتها تلك في كتابها «ألف ميل فوق النيل» بعد أن سافرت مع أصدقائها إلى مصر لتكتشف سحر الأرض وثقافتها القديمة، مما دعاها للتخلي عن الأدب والرواية، ولتصبح داعية لحفظ الآثار المصرية من خطر التنمية، وانطلاقًا من أهداف نبيلة وإنسانية أبدت اهتماماً خاصًا وتركيزًا عميقًا على هذا العلم.

تنقيبات مدروسة :

اشتغل وليام بتري في التنقيب بمصر بعد أن وضع منهجيته الخاصة للانطلاق، والقائمة على أساليب أكاديمية متقدمة، حيث هو من ابتدعها وتحديدًا في عام 1880م خلال إحدى الفترات الصعبة للافتقار إلى العديد من الوسائل والأدوات اللازمة للحفر، ليرسم بدوره هندسة الأمكنة بعد مسحها بدقة، ويجري تحقيقًا حول البناء، وتحليلاً للهندسة المعمارية للقبور الملكية المصرية المكتشفة وللمعابد الكبرى.

قاوم الظروف المناخية الصعبة، ولم يبق متوهمًا كما شكك به البعض، لتتبلور المخرجات من الآثار، ويصبح له الفضل في اكتشاف واستخراج الكنوز بعد حفريات واسعة، لشعوره الشديد بالمسؤولية للحفاظ على كل ما يُكتشف من الآثار خوفًا عليها من الاندثار.

اكتشافات بلا نهاية:

وقد شهد بتري من المغامرات التنقيبية الصعبة ما لا يحصى مع فريقه الأثري فيما بعد، متميزًا في خوضه الأمكنة المرتفعة، وتسلقه لسلالم حبل في جزيرة قرب أسوان بهدف تصوير آلاف النقوش المصرية في فتراتها المبكرة وعلى منحدر خطير، بالإضافة إلى حفره التلال في دلتا النيل الشرقي حيث بقايا المعابد القديمة، ليكتشف أبو الهول الملكي والذي يقع الآن في متحف الفنون الجميلة، مرورًا باكتشافه المقابر المصرية والتي تعود للأسرة المصرية الملكية في مراحلها المتأخرة أي قبل الميلاد بحوالي ثلاثين سنة، ناهيك عن ايجاده لنقوش كاملة فوق المومياوات، واستخرج لوحات وآثاراً من قرية للعمال حيث المقبرة الملكية..ومجموعة كبيرة من الاثار رحلت أغلبها إلى لندن.

 

اقرأ أيضا

أيقونة معالم «الفن القبطي» على مر العصور‎