نقلت قناة فوكس نيوز عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أقر فى محادثة مع زعيم الجمهوريين بمجلس النواب، كيفين مكارثي، بأنه "يشعر ببعض الذنب" بسبب الاضطرابات فى واشنطن. وقال مصدران للمحطة التليفزيونية إن مكارثى "نقل" أفكار ترامب بين الجمهوريين فى مجلس النواب.
فى تلك الأثناء، أعلن عدد من الجمهوريين فى مجلس النواب الأمريكى عزمهم طرح قرار لتوبيخ الرئيس دونالد ترامب لعلاقته بهجوم أنصاره على مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي، وكذلك إيجاد سبيل يتيح للكونجرس منعه من السعى لتولى أى منصب فيدرالى فى المستقبل.
وقال النائب الجمهورى المعتدل توم ريد فى مقال بصحيفة نيويورك تايمز إن مشروع قرار التوبيخ سيكون بدلا من عملية مساءلة "متسرعة ومثيرة للانقسام".
جاء هذا وسط تكهنات بعرقلة النواب الجمهوريين بالفعل لقرار يطالب نائب الرئيس مايك بنس بتفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكى لإعلان عدم أهلية ترامب للاستمرار فى الحكم وتولى الرئاسة بدلا منه للأيام المتبقية فى ولايته، وهو قرار يرتقب التصويت عليه خلال ساعات.
وكانت رئيسة مجلس النواب، نانسى بيلوسي، قد دعت بنس، إلى تفعيل التعديل الـ25 من الدستور، والرد على هذا الطلب فى غضون 24 ساعة من إقراره، وتوعدت فى حال الرفض بالمضى قدما والتصويت بالمجلس على مذكرة لمساءلة الرئيس بهدف عزله بتهمة "التحريض على العنف" الذى شهدته العاصمة الفدرالية.. وهو تصويت مرتقب فى وقت لاحق اليوم الأربعاء.
لكن فرصة استجابة بنس لذلك المطلب تبدو ضعيفة، لاسيما بعد إعلان مسئول بارز بالإدارة الأمريكية عن لقاء جمع بين ترامب وبنس فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض فى وقت متأخر مساء امس الأول، وهى المرة الأولى التى يتحدث فيها الرجلان مباشرة بعدما حرض ترامب أنصاره على الزحف تجاه مبنى الكابيتول حين كان بنس يرأس جلسة بحضور أسرته للتصديق على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
ونقلت رويترز عن المسئول أن ترامب ونائبه تعهدا بالعمل لمصلحة البلاد، "حتى نهاية" مدة ولايتهما. وكانت العلاقة بين الرجلين متوترة بالفعل، حيث نقلت شبكة "سى بى اس" الإخبارية أن ترامب لم يتصل بنائبه للاطمئنان على سلامته وعائلته خلال حادثة اقتحام الكابيتول، على الرغم من أن بعض الذين تسللوا إلى داخل مقر الكونجرس كانوا يهتفون شعارات داعية لـ "إعدام بنس خنقا". وفيما كانت جموع من أنصار ترامب تقتحم الكابيتول، كتب ترامب على تويتر أنّ "مايك بنس لم يمتلك الشجاعة لفعل ما كان ينبغى عليه أن يفعله لحماية بلدنا ودستورنا".
وبحسب مراقبين، فإنه حتى اذا ما أفلت ترامب من احتمال عزله او تنحيته، فإن الملياردير الجمهورى )74 عاما( يبقى مهددا بعقوبة قد تطبع مستقبله السياسى وتدخل تاريخ الولايات المتحدة. فقد يصبح ترامب أول رئيس أميركى يواجه مرتين نص اتهام فى الكونجرس ضمن إجراء عزل. ومن المتوقع أن تم تبنى النص بسهولة إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين فى مجلس النواب. وهذا يعنى فتح إجراء عزل ثان بحق الرئيس الأمريكي.
فى سياق اخر، قالت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية إن تشاد وولف القائم بأعمال وزير الأمن الداخلى أخبر موظفيه أنه سيقدم استقالته، وهى أحدث استقالة لمسئول رفيع بإدارة الرئيس ترامب اقتحام مبنى الكونجرس )الكابيتول(. فى الوقت نفسه، يستعد الرئيس المنتخب بايدن لأداء اليمين الأربعاء القادم فى الكابيتول، فى مراسم يتوقع ان يحضرها أسلافه باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش حيث سيوجه دعوة إلى الوحدة فى أمريكا المقسومة. وقالت لجنة تنظيم حفل أداء اليمين إن "أميركا الموحدة" سيكون شعار حفل تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
