قصص

شعبية من الصين

شرق وغرب
شرق وغرب

تكشف‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬للشعوب‭ ‬خباياها‭ ‬وتصوراتها،‭ ‬وفلسفتها‭ ‬الفطرية‭ ‬التى‭ ‬نشأت‭ ‬من‭ ‬الاحتكاك‭ ‬المباشر‭ ‬بالطبيعة‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬بمجمرة‭ ‬الفن‭ ‬الحديثة‭. ‬وعبر‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬نلتقط‭ ‬التشابهات‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حتى‭ ‬أى‭ ‬تواصل‭ ‬بينها‭. ‬هنا‭ ‬نقدم‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬الصينية.

تاجر‭ ‬القماش

يحكى‭ ‬أن‭ ‬تاجر‭ ‬قماش‭ ‬سافر‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬تشينغتشو،‭ ‬وصدفة،‭ ‬مضى‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬المعابد،‭ ‬فألفه‭ ‬قديمًا‭ ‬متداعيًا،‭ ‬فإذ‭ ‬بألم‭ ‬شديد‭ ‬ينخر‭ ‬قلبه‭. ‬أخبره‭ ‬كاهن‭ ‬المعبد‭ ‬أن‭ ‬بوذا‭ ‬سيحقق‭ ‬المجد‭ ‬بفضل‭ ‬الأبناء‭ ‬المخلصين‭ ‬الذين‭ ‬يساعدون‭ ‬فى‭ ‬إصلاح‭ ‬بوابة‭ ‬المعبد‭. ‬وافق‭ ‬تاجر‭ ‬القماش‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬أموال‭ ‬لترميم‭ ‬بوابة‭ ‬المعبد،‭ ‬فغبط‭ ‬الكاهن‭ ‬وأدخله‭ ‬إلى‭ ‬القاعة‭ ‬الرئيسية‭ ‬وأحسن‭ ‬ضيافته،‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬ترميم‭ ‬المعبد‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬فأحس‭ ‬التاجر‭ ‬بالحرج‭ ‬ورفض‭ ‬طلبه،‭ ‬فأصر‭ ‬الكاهن‭ ‬على‭ ‬طلبه،‭ ‬وبدأ‭ ‬حديثه‭ ‬يغدو‭ ‬أكثر‭ ‬شراسة‭ ‬ووقاحة،‭ ‬فسرت‭ ‬الرهبة‭ ‬فى‭ ‬أوصال‭ ‬التاجر،‭ ‬وأعطاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬مال‭. ‬وحينما‭ ‬هم‭ ‬بالانصراف،‭ ‬اعترض‭ ‬الكاهن‭ ‬طريقه‭ ‬قائلًا‭: ‬اأنت‭ ‬لم‭ ‬تعطنى‭ ‬المال‭ ‬بنية‭ ‬خالصة،‭ ‬فكيف‭ ‬ستخلص‭ ‬لى‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬أقتلك‭!‬ب‭ ‬اقتربت‭ ‬السكين‭ ‬المشحوذة‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬التاجر،‭ ‬وراح‭ ‬يتوسل‭ ‬إلى‭ ‬الكاهن‭ ‬أن‭ ‬يتركه،‭ ‬فلم‭ ‬يستمع‭ ‬إليه،‭ ‬فتوسل‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬يدعه‭ ‬يقتل‭ ‬نفسه‭ ‬شنقًا‭. ‬

وافق‭ ‬الكاهن‭ ‬وأدخله‭ ‬غرفة‭ ‬مظلمة‭ ‬ليشنق‭ ‬نفسه،‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬كان‭ ‬يمر‭ ‬بالصدفة‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬المعبد‭ ‬جنرال‭ ‬من‭ ‬فانغهاى،‭ ‬فرأى‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬امرأة‭ ‬فى‭ ‬رداء‭ ‬أحمر‭ ‬تدخل‭ ‬المعبد،‭ ‬فارتاب‭ ‬فى‭ ‬الأمر‭. ‬نزل‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬جواده‭ ‬ودلف‭ ‬إلى‭ ‬المعبد،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬فتش‭ ‬أرجاءه،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬أثرًا‭ ‬للمرأة‭ ‬ذات‭ ‬الرداء‭ ‬الأحمر،‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الغرفة‭ ‬المعتمة‭ ‬فوجدها‭ ‬موصودة‭ ‬بقفل‭ ‬على‭ ‬بابها‭. ‬أبى‭ ‬الكاهن‭ ‬أن‭ ‬يفتحها‭ ‬متذرعًا‭ ‬بأن‭ ‬شيطانًا‭ ‬يسكنها،‭ ‬فاستشاط‭ ‬الجنرال‭ ‬غضبًا‭ ‬وحطم‭ ‬الباب‭ ‬ومضى‭ ‬إلى‭ ‬الداخل،‭ ‬فرأى‭ ‬التاجر‭ ‬معلقًا‭ ‬على‭ ‬عارضة‭ ‬خشبية،‭ ‬فأسرع‭ ‬وأنقذه‭. ‬استفاق‭ ‬التاجر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انكشف‭ ‬المستور،‭ ‬سأل‭ ‬الجنرال‭ ‬الكاهن‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬ذات‭ ‬الرداء‭ ‬الأحمر‭.‬

فى‭ ‬الحقيقة،‭ ‬لم‭ ‬تمض‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المعبد‭ ‬امرأة‭ ‬ذات‭ ‬رداء‭ ‬أحمر،‭ ‬ففطن‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬بوذا‭ ‬قد‭ ‬تجسد‭ ‬فى‭ ‬هيئة‭ ‬المرأة‭ ‬حتى‭ ‬ينتبه‭ ‬الجنرال‭ ‬وينقذ‭ ‬حياة‭ ‬التاجر‭. ‬قتل‭ ‬الجنرال‭ ‬الكاهن‭ ‬وأعاد‭ ‬المال‭ ‬إلى‭ ‬التاجر،‭ ‬فشكر‭ ‬التاجر‭ ‬بوذا‭ ‬على‭ ‬إنقاذه‭ ‬لحياته‭ ‬من‭ ‬موت‭ ‬محقق‭ ‬وأعاد‭ ‬النقود‭ ‬لترميم‭ ‬المعبد‭. ‬ومنذ‭ ‬وقتها‭ ‬لم‭ ‬تنطفئ‭ ‬البخور‭ ‬داخل‭ ‬المعبد‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬روى‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬اتشاو‭ ‬فانغ‭ ‬يوانب‭.‬

زوجة‭ ‬التاجر

يُحكى‭ ‬أن‭ ‬تاجرًا‭ ‬من‭ ‬تيانجين‭ ‬رغب‭ ‬فى‭ ‬السفر‭ ‬بعيدًا‭ ‬للتجارة،‭ ‬وقبيل‭ ‬السفر،‭ ‬كى‭ ‬يجمع‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬اقترض‭ ‬من‭ ‬تاجر‭ ‬ثرى‭ ‬بعض‭ ‬الفضة،‭ ‬ولسوء‭ ‬الحظ‭ ‬رآه‭ ‬ليلتها‭ ‬أحد‭ ‬اللصوص‭. ‬وفى‭ ‬المساء‭ ‬اختبأ‭ ‬اللص‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬حتى‭ ‬عودته،‭ ‬لكن‭ ‬بسبب‭ ‬سعادة‭ ‬التاجر‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬وخرج،‭ ‬فانتظر‭ ‬اللص‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬طويلًا،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬سمع‭ ‬زوجة‭ ‬التاجر‭ ‬تتقلب‭ ‬فى‭ ‬فراشها‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬وكأن‭ ‬النوم‭ ‬يجافيها،‭ ‬حتى‭ ‬انفتح‭ ‬باب‭ ‬صغير‭ ‬فى‭ ‬الجدار،‭ ‬وشاع‭ ‬الضوء‭ ‬فى‭ ‬جنبات‭ ‬الغرفة،‭ ‬ودلفت‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬حسناء‭ ‬شابة‭ ‬ممسكة‭ ‬حبلًا‭ ‬فى‭ ‬يدها،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬حافة‭ ‬الفراش،‭ ‬وأعطت‭ ‬الحبل‭ ‬إلى‭ ‬زوجة‭ ‬التاجر،‭ ‬فدفعت‭ ‬يدها‭ ‬بعيدًا،‭ ‬فمدت‭ ‬الحسناء‭ ‬يدها‭ ‬ثانيةً‭ ‬فى‭ ‬إصرار،‭ ‬فأمسكت‭ ‬بالحبل‭ ‬ونهضت‭ ‬من‭ ‬الفراش،‭ ‬ولفته‭ ‬حول‭ ‬عنقها‭ ‬وشنقت‭ ‬نفسها‭. ‬غادرت‭ ‬الحسناء‭ ‬وانغلق‭ ‬الباب‭ ‬الصغير‭ ‬الذى‭ ‬ظهر‭ ‬فجأة‭ ‬فى‭ ‬الجدار،‭ ‬فاعترت‭ ‬الدهشة‭ ‬اللص،‭ ‬وفى‭ ‬مثل‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭ ‬فتح‭ ‬الباب،‭ ‬وفر‭ ‬هاربًا‭.‬

طلع‭ ‬الفجر،‭ ‬وعلم‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ ‬بانتحار‭ ‬زوجة‭ ‬التاجر،‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬أبلغوا‭ ‬الشرطة‭. ‬جاءت‭ ‬الشرطة‭ ‬وقبضت‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬الجيران،‭ ‬وأذاقوه‭ ‬شتى‭ ‬ألوان‭ ‬العذاب،‭ ‬فلم‭ ‬يحتمل‭ ‬التعذيب،‭ ‬واضطر‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬زوجة‭ ‬التاجر،‭ ‬وصدر‭ ‬قرار‭ ‬بإعدامه‭ ‬فى‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭.‬

أحس‭ ‬اللص‭ ‬بالظلم‭ ‬الذى‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الرجل،‭ ‬فوصل‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الشرطة‭ ‬وأخبرهم‭ ‬بحقيقة‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬الليلاء‭. ‬لم‭ ‬تصدق‭ ‬الشرطة‭ ‬اعترافات‭ ‬اللص،‭ ‬فعذبته‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬لكنه‭ ‬ثبت‭ ‬على‭ ‬أقواله،‭ ‬وأقر‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬رآه،‭ ‬وبرأ‭ ‬الجار‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬قتل‭ ‬زوجة‭ ‬التاجر‭. ‬راحت‭ ‬الشرطة‭ ‬تستقصى‭ ‬عن‭ ‬جيران‭ ‬آخرين،‭ ‬فأجمع‭ ‬الجيران‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬زوجة‭ ‬المالك‭ ‬القديم‭ ‬الشابة‭ ‬انتحرت‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البيت،‭ ‬وكان‭ ‬شكلها‭ ‬وعمرها‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬اعترافات‭ ‬اللص،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬الحسناء‭ ‬التى‭ ‬رآها‭ ‬اللص‭ ‬هى‭ ‬تلك‭ ‬الزوجة‭ ‬المنتحرة‭.‬

يقال‭ ‬إن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يموتون‭ ‬موتة‭ ‬بشعة،‭ ‬دائمًا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬أناس‭ ‬آخرين‭ ‬ليحلوا‭ ‬محلهم‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬حقيقي؟‭!‬

بيت‭ ‬الأشباح

يُحكى‭ ‬أن‭ ‬لى‭ ‬قونغ‭ ‬الذى‭ ‬يقطن‭ ‬فى‭ ‬تشانغشان‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬عم‭ ‬لى‭ ‬دا،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تظهر‭ ‬أشياءٌ‭ ‬غريبة‭ ‬فى‭ ‬بيته‭. ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬رأى‭ ‬لى‭ ‬قونغ‭ ‬مقعدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬بهو‭ ‬البيت،‭ ‬وكان‭ ‬المقعد‭ ‬مصنوعًا‭ ‬من‭ ‬لحم‭ ‬أحمر‭ ‬طري‭! ‬ارتعد‭ ‬لى‭ ‬قونغ‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬ولأنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشىء‭ ‬الغريب،‭ ‬سار‭ ‬واقترب‭ ‬من‭ ‬الأريكة‭ ‬وراح‭ ‬يتحسسها،‭ ‬فالتوى‭ ‬المقعد‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬مثل‭ ‬قطعة‭ ‬لحم‭ ‬طرية،‭ ‬ففزع‭ ‬وأطلق‭ ‬قدميه‭ ‬وركض،‭ ‬وعندما‭ ‬لوى‭ ‬عنقه‭ ‬يتطلع،‭ ‬رأى‭ ‬هذا‭ ‬الشىء‭ ‬قد‭ ‬صار‭ ‬له‭ ‬أرجل،‭ ‬وراح‭ ‬يتحرك‭ ‬ويختبئ‭ ‬شيئًا‭ ‬فشيئًا‭ ‬داخل‭ ‬الحائط‭. ‬ومرة‭ ‬أخرى،‭ ‬أبصر‭ ‬عصا‭ ‬بيضاء‭ ‬طويلة‭ ‬معلقة‭ ‬على‭ ‬الحائط،‭ ‬وقد‭ ‬بدت‭ ‬لامعة‭ ‬ومصقولة،‭ ‬وعندما‭ ‬اقترب‭ ‬وراح‭ ‬يلمسها،‭ ‬انزلقت‭ ‬العصا‭ ‬الخشبية‭ ‬فى‭ ‬خفة،‭ ‬وراحت‭ ‬تتلوى‭ ‬مثل‭ ‬أفعى‭ ‬لزجة،‭ ‬وتسللت‭ ‬داخل‭ ‬الحائط‭ ‬واختفت‭ ‬كسراب‭. ‬

وفى‭ ‬العام‭ ‬السبعين‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬كانغشى،‭ ‬روى‭ ‬الأستاذ‭ ‬وانغ‭ ‬جون‭ ‬شنغ،‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬يعطى‭ ‬درسًا‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬لى‭ ‬قونغ،‭ ‬ذات‭ ‬مساء‭ ‬أضيئت‭ ‬المصابيح،‭ ‬وارتدى‭ ‬الأستاذ‭ ‬وانغ‭ ‬حذاءه‭ ‬واستلقى‭ ‬على‭ ‬الفراش،‭ ‬وفجأةً‭ ‬رأى‭ ‬شخصًا‭ ‬قصيرًا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬طوله‭ ‬ثلاث‭ ‬بوصات‭ ‬قد‭ ‬دلف‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وفى‭ ‬مثل‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭ ‬خرج‭ ‬ثانيةً،‭ ‬وبعد‭ ‬لحظات،‭ ‬أدخل‭ ‬رجلان‭ ‬قصيران‭ ‬تابوتًا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬طوله‭ ‬أربع‭ ‬بوصات‭ ‬ووضعوه‭ ‬على‭ ‬مقعدين‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬التجهيزات‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬بعد،‭ ‬فرأى‭ ‬امرأة‭ ‬تقود‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخادمات‭ ‬الصغيرات‭ ‬وجميعهن‭ ‬أقزام‭ ‬مثل‭ ‬الرجل‭ ‬السابق‭. ‬ارتدت‭ ‬المرأة‭ ‬ملابس‭ ‬الحداد‭ ‬وعقدت‭ ‬خيوطًا‭ ‬حول‭ ‬خصرها،‭ ‬وغطت‭ ‬رأسها‭ ‬بوشاح‭ ‬أبيض،‭ ‬ووضعت‭ ‬كمها‭ ‬على‭ ‬فمها،‭ ‬وراحت‭ ‬تبكى‭ ‬بصوت‭ ‬خفيض‭ ‬أشبه‭ ‬بصوت‭ ‬الزيز‭. ‬راح‭ ‬الأستاذ‭ ‬وانغ‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المشهد‭ ‬الغرائبى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬حتى‭ ‬وقف‭ ‬شعر‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬وطفق‭ ‬يرتجف‭ ‬وكأنه‭ ‬صار‭ ‬مثل‭ ‬لوح‭ ‬الثلج‭. ‬صرخ‭ ‬صرخة‭ ‬عالية‭ ‬وحاول‭ ‬الهرب،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يقو‭ ‬على‭ ‬الهرب،‭ ‬ونزل‭ ‬واختبأ‭ ‬تحت‭ ‬الفراش‭ ‬وهو‭ ‬يرتجف‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬وعندما‭ ‬سمع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬صرخته‭ ‬المدوية،‭ ‬هرعوا‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭.‬

‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬كان‭ ‬الأقزام‭ ‬وكل‭ ‬الأشياء‭ ‬الصغيرة‭ ‬قد‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭.‬

موت‭ ‬الكاهن

‭ ‬يُحكى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬قد‭ ‬سافر‭ ‬راهب‭ ‬طاوى‭ ‬فى‭ ‬رحلة،‭ ‬وكان‭ ‬الليل‭ ‬قد‭ ‬أسدل‭ ‬بستاره‭ ‬الأسود،‭ ‬فمكث‭ ‬الليل‭ ‬فى‭ ‬معبد‭ ‬فى‭ ‬الخلاء‭. ‬جال‭ ‬ببصره‭ ‬فى‭ ‬أرجاء‭ ‬المعبد،‭ ‬فرأى‭ ‬غرفة‭ ‬الكاهن‭ ‬مغلقة‭ ‬بإحكام،‭ ‬فمد‭ ‬حصيرة‭ ‬وجلس‭ ‬القرفصاء‭ ‬فى‭ ‬الرواق‭. ‬اشتدت‭ ‬عتمة‭ ‬الليل،‭ ‬وملأ‭ ‬السكون‭ ‬الأرجاء،‭ ‬فسمع‭ ‬صوت‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬وغلقه،‭ ‬وفى‭ ‬غمضة‭ ‬عين،‭ ‬رأى‭ ‬الكاهن‭ ‬وهو‭ ‬يسير‭ ‬نحوه‭ ‬وجسده‭ ‬تكسوه‭ ‬الدماء،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الكاهن‭ ‬لم‭ ‬يره‭ ‬وتظاهر‭ ‬الراهب‭ ‬أيضًا‭ ‬بعدم‭ ‬رؤيته‭. ‬دلف‭ ‬الكاهن‭ ‬إلى‭ ‬البهو،‭ ‬وصعد‭ ‬على‭ ‬كرسى‭ ‬بوذا،‭ ‬وضحك‭ ‬ضحكة‭ ‬شيطانية‭ ‬وهو‭ ‬يمسك‭ ‬برأس‭ ‬بوذا،‭ ‬وجلس‭ ‬طويلًا‭ ‬ثم‭ ‬غادر‭. ‬

فى‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالى،‭ ‬رأى‭ ‬الراهب‭ ‬الباب‭ ‬موصودًا‭ ‬بإحكام،‭ ‬فأحس‭ ‬بدهشة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬قريته‭ ‬وحكى‭ ‬للأهالى‭ ‬عما‭ ‬رأه‭ ‬ليلة‭ ‬أمس،‭ ‬فحضر‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬المعبد‭ ‬وفتحوا‭ ‬الباب‭ ‬ليتحققوا‭ ‬من‭ ‬الأمر،‭ ‬فرأوا‭ ‬الكاهن‭ ‬مقتولًا‭ ‬وملقى‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وقد‭ ‬سرقت‭ ‬جميع‭ ‬الصناديق‭ ‬والحصر،‭ ‬ففطن‭ ‬الجميع‭ ‬أنها‭ ‬محاولة‭ ‬للسرقة،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬الكاهن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يضحك،‭ ‬فما‭ ‬السبب؟‭ ‬وحينما‭ ‬فحصوا‭ ‬رأس‭ ‬بوذا،‭ ‬وجدوا‭ ‬بعض‭ ‬الجروح‭ ‬فى‭ ‬خلف‭ ‬الرأس‭ ‬وبعض‭ ‬طعنات‭ ‬السكين،‭ ‬ومختبأ‭ ‬داخله‭ ‬ثلاثون‭ ‬تايل‭ ‬من‭ ‬الفضة،‭ ‬فأخذوا‭ ‬القطع‭ ‬الفضية‭ ‬ليدفنوا‭ ‬الكاهن‭ ‬المقتول‭.‬

يقول‭ ‬إيى‭ ‬شى‭ ‬شيب‭ ‬هناك‭ ‬قول‭ ‬مأثور‭ ‬مفاده‭: ‬االثراء‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحياةب‭.. ‬نعم،‭ ‬أنه‭ ‬أمرٌ‭ ‬عظيمٌ‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬الإنسان‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتفاع‭ ‬به،‭ ‬لكنى‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬جنس‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر؟‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬مجانين‭! ‬وهذا‭ ‬الكاهن‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬البشر‭! ‬عاش‭ ‬حياته‭ ‬يجمع‭ ‬المال‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستمتع‭ ‬بما‭ ‬جناه،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬مات،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يدير‭ ‬رأسه‭ ‬ويضحك،‭ ‬كم‭ ‬يثير‭ ‬الغنى‭ ‬شحيح‭ ‬اليد‭ ‬دهشة‭ ‬الآخرين‭!‬

‭ ‬يقول‭ ‬بوذا‭: ‬اأشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تفارقها‭ ‬أو‭ ‬تفارقك،‭ ‬والشر‭ ‬وحده‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬تفارقه‭ ‬ولا‭ ‬يفارقكب

‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬راهب‭ ‬الطاوية‭ ‬بطل‭ ‬القصة‭.‬

صورة‭ ‬وجواد

يحكى‭ ‬أن‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬عاش‭ ‬فى‭ ‬لانتشينغ‭ ‬فى‭ ‬مقاطعة‭ ‬شاندونغ،‭ ‬وكان‭ ‬فقير‭ ‬الحال‭ ‬يسكن‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬متواضع‭ ‬متداعى‭ ‬الجدران،‭ ‬اعتاد‭ ‬تسوى‭ ‬شنغ‭ ‬حينما‭ ‬يستيقظ‭ ‬مبكرًا‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬جوادًا‭ ‬مستلقيًا‭ ‬على‭ ‬العشب،‭ ‬كان‭ ‬شعر‭ ‬الجواد‭ ‬أسود‭ ‬تخالطه‭ ‬خطوط‭ ‬بيضاء‭ ‬وشعر‭ ‬ذيل‭ ‬أشعث‭ ‬كأنه‭ ‬محروق،‭ ‬وفى‭ ‬الليل‭ ‬يعود‭ ‬الجواد،‭ ‬فاندهش‭ ‬تسوى‭ ‬شنغ‭ ‬وتساءل‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يأتى‭ ‬هذا‭ ‬الجواد؟

كان‭ ‬لديه‭ ‬صديق‭ ‬مقرب‭ ‬فى‭ ‬شانشى‭ ‬يعمل‭ ‬موظفًا‭ ‬ورغب‭ ‬فى‭ ‬زيارته،‭ ‬لكن‭ ‬بسبب‭ ‬عسر‭ ‬الحال‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يمتلك‭ ‬الجواد،‭ ‬فربط‭ ‬الجواد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬مستقليًا‭ ‬على‭ ‬العشب‭ ‬وكبح‭ ‬زمامه،‭ ‬وقبيل‭ ‬السفر‭ ‬قال‭: ‬إذا‭ ‬وجدت‭ ‬الجواد‭ ‬سأمتطيه‭ ‬وأسافر‭ ‬إلى‭ ‬شانشى‭.‬

امتطى‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬الجواد،‭ ‬وسار‭ ‬الجواد‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق،‭ ‬وفى‭ ‬غمضة‭ ‬عين،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ركض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ميل‭ ‬حتى‭ ‬نزل‭ ‬الليل،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أكل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلف،‭ ‬فظن‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬أنه‭ ‬مريضٌ،‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬كبح‭ ‬زمامه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يركض،‭ ‬لكن‭ ‬الجواد‭ ‬راح‭ ‬يصهل‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬ركض‭ ‬وكان‭ ‬عفيًا‭ ‬مثل‭ ‬ليلة‭ ‬أمس‭. ‬سمح‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬أن‭ ‬يركض‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬شانشى‭. ‬اعتاد‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬أن‭ ‬يمتطى‭ ‬الجواد‭ ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬الجواد‭ ‬يبدى‭ ‬إعجابه‭. ‬وصل‭ ‬أمر‭ ‬الجواد‭ ‬إلى‭ ‬الإمبراطور،‭ ‬فعرض‭ ‬مبلغًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لشرائه،‭ ‬خشى‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬الجواد‭ ‬فرفض‭ ‬بيعه‭. ‬ظل‭ ‬الجواد‭ ‬يرافقه‭ ‬طيلة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬أحد‭ ‬عنه،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬باعه‭ ‬مقابل‭ ‬ثمانمئة‭ ‬تايل‭ ‬من‭ ‬الفضة‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬جين‭ ‬وانغ،‭ ‬واشترى‭ ‬حمارًا‭ ‬عفيًا‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬بيته‭.‬

وبسبب‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬أرسل‭ ‬الإمبراطور‭ ‬جين‭ ‬الجواد‭ ‬إلى‭ ‬لانتشينغ،‭ ‬وحينما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬هرب‭ ‬الجواد،‭ ‬وطارده‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬باب‭ ‬جار‭ ‬سوى‭ ‬شنغ،‭ ‬فراح‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬يسأله‭ ‬عن‭ ‬الجواد،‭ ‬دلف‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يره،‭ ‬فسأل‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يدعى‭ ‬تشنغ،‭ ‬فأخبره‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬جوادًا‭ ‬قد‭ ‬دخل،‭ ‬وعندما‭ ‬مضى‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬رأى‭ ‬لوحة‭ ‬للفنان‭ ‬تشاو‭ ‬زى‭ ‬آنغ‭ ‬وكانت‭ ‬لوحة‭ ‬جواد‭ ‬يشبه‭ ‬ذلك‭ ‬الجواد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يمتطيه‭ ‬بشعر‭ ‬أسود‭ ‬تخالطه‭ ‬خطوط‭ ‬بيضاء‭ ‬وشعر‭ ‬ذيل‭ ‬أشعث‭ ‬وكأنه‭ ‬محروق،‭ ‬فأدرك‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬أن‭ ‬الجواد‭ ‬هو‭ ‬شيطان‭ ‬قد‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬اللوحة‭. ‬ولأن‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬أحس‭ ‬بعجزه‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬الجواد،‭ ‬وخشى‭ ‬من‭ ‬عقاب‭ ‬الإمبراطور،‭ ‬أخبر‭ ‬تشنغ‭ ‬بالأمر‭. ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬نقود‭ ‬بيع‭ ‬الجواد‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬لدى‭ ‬سوى‭ ‬شنغ‭ ‬وقد‭ ‬تحسنت‭ ‬أحوال‭ ‬عائلته‭ ‬المادية،‭ ‬وظهرت‭ ‬أمارات‭ ‬النعمة‭ ‬عليه،‭ ‬فتطوع‭ ‬بدفع‭ ‬التعويض‭ ‬إلى‭ ‬قائد‭ ‬الحرس‭ ‬حتى‭ ‬ينجو‭ ‬من‭ ‬الموت‭. ‬امتن‭ ‬تشنغ‭ ‬إلى‭ ‬فعلته،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬باع‭ ‬الجواد‭ ‬إلى‭ ‬الإمبراطور‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭.‬

حكاية‭ ‬ابنة‭ ‬بو‭ ‬شينغ

‭ ‬بلغت‭ ‬ابنه‭ ‬وانغ‭ ‬موه،‭ ‬المقيم‭ ‬فى‭ ‬بوشينغ،‭ ‬الخامسة‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬البلدة‭ ‬طاغية‭ ‬يخطف‭ ‬الحسناوات‭ ‬الصغيرات،‭ ‬فانتهز‭ ‬فرصة‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وحدها‭ ‬وخطفها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬بيته،‭ ‬حاول‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬لكنها‭ ‬تمنعت،‭ ‬فضربها،‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬راحت‭ ‬تسبه‭ ‬وتقاومه،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعصت‭ ‬عليه،‭ ‬غضب‭ ‬وقتلها،‭ ‬وربط‭ ‬جثتها‭ ‬حول‭ ‬حجر‭ ‬كبير،‭ ‬وألقى‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬بركة‭ ‬خارج‭ ‬البيت‭. ‬راح‭ ‬وانغ‭ ‬موه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬ابنته‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ولم‭ ‬يجدها‭. ‬وفجأة،‭ ‬أمطرت‭ ‬السماء‭ ‬بغزارة‭ ‬وومض‭ ‬البرق،‭ ‬ودوى‭ ‬الرعد‭ ‬فى‭ ‬كبد‭ ‬السماء،‭ ‬وحلّق‭ ‬تنين‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الهواء‭ ‬ولف‭ ‬حول‭ ‬الطاغية،‭ ‬ثم‭ ‬أمسك‭ ‬برأسه‭ ‬وقتله،‭ ‬ولم‭ ‬تلبث‭ ‬سوى‭ ‬لحظات،‭ ‬حتى‭ ‬توقف‭ ‬غيث‭ ‬السماء،‭ ‬وطفت‭ ‬جثة‭ ‬الفتاة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬البركة‭ ‬وهى‭ ‬تمسك‭ ‬فى‭ ‬يدها‭ ‬برأس‭ ‬شخص،‭ ‬وعندما‭ ‬دققت‭ ‬الجموع‭ ‬الواقفة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الرأس،‭ ‬وجدوها‭ ‬رأس‭ ‬الطاغية‭.‬

‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬علمت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬بالأمر،‭ ‬حتى‭ ‬ذهبت‭ ‬واستجوبت‭ ‬عائلة‭ ‬الطاغية‭ ‬وكشفت‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭.‬

حكاية‭ ‬الحمار‭ ‬المسحور

فى‭ ‬الماضى،‭ ‬تعددت‭ ‬حيل‭ ‬السحر‭ ‬الماكرة،‭ ‬ولم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حيلة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬شاع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سحرًا‭ ‬يدس‭ ‬فى‭ ‬الطعام‭ ‬الطيب،‭ ‬يأكله‭ ‬الصغار‭ ‬دون‭ ‬وعى،‭ ‬فيخدعون‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للأذى،‭ ‬وانتشرت‭ ‬هذه‭ ‬الحيلة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬جيانغنان،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬حيلة‭ ‬أخرى‭ ‬وهى‭ ‬تحول‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬حيوان،‭ ‬ونادرًا‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السحر‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬جيانغباى،‭ ‬وموجود‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬النهر‭ ‬الأصفر‭. ‬

وذات‭ ‬يوم،‭ ‬حضر‭ ‬رجل‭ ‬إلى‭ ‬فندق‭ ‬صغير‭ ‬فى‭ ‬يانغتشو‭ ‬وهو‭ ‬يصطحب‭ ‬معه‭ ‬خمسة‭ ‬حمير،‭ ‬ثم‭ ‬ربطها‭ ‬فى‭ ‬اسطبل‭ ‬الفندق‭ ‬وأخبر‭ ‬عامل‭ ‬الفندق‭ ‬ألا‭ ‬يقدم‭ ‬إليها‭ ‬الماء،‭ ‬ثم‭ ‬انصرف‭. ‬انزعجت‭ ‬الحمير‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬شمس‭ ‬النهار،‭ ‬وراحت‭ ‬تنهق‭ ‬عاليًا‭ ‬وتركل‭ ‬بأقدامها،‭ ‬فنقل‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬الحمير‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬الظل‭ ‬الوفير،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬رأت‭ ‬الحمير‭ ‬الماء‭ ‬حتى‭ ‬ركضت‭ ‬تشرب،‭ ‬فتركها‭ ‬تشرب‭ ‬حتى‭ ‬ترتوى،‭ ‬وفى‭ ‬غمضة‭ ‬عين‭ ‬سقطت‭ ‬الحمير‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وطار‭ ‬الغبار‭ ‬فى‭ ‬الهواء،‭ ‬وتحولت‭ ‬الحمير‭ ‬إلى‭ ‬صبايا‭! ‬تعجب‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬مما‭ ‬رآه‭ ‬وسأل‭ ‬الصبايا‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬هذا،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬الحديث‭ ‬بسبب‭ ‬ثقل‭ ‬لسانهن‭. ‬نقل‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬الصبايا‭ ‬إلى‭ ‬الداخل،‭ ‬وبعد‭ ‬وقت‭ ‬عاد‭ ‬صاحب‭ ‬الحمير‭ ‬وربط‭ ‬خمسة‭ ‬خراف‭ ‬فى‭ ‬الفناء،‭ ‬وانتبه‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬الحمير،‭ ‬فسأل‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬فى‭ ‬عجالة،‭ ‬فأخذه‭ ‬وأجلسه‭ ‬وطلب‭ ‬له‭ ‬الطعام،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬الطعام‭ ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬ستعود‭ ‬الحمير‭. ‬خرج‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬وقدم‭ ‬الماء‭ ‬للخراف،‭ ‬فتحولت‭ ‬إلى‭ ‬أطفال‭ ‬صغار‭. ‬ذهب‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬وأخبر‭ ‬الشرطة‭ ‬بالأمر،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬الشرطى‭ ‬وقبض‭ ‬على‭ ‬الساحر‭ ‬وقتله‭.‬

سارق‭ ‬البط

يُحكى‭ ‬أن‭ ‬رجلًا‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬شى‭ ‬باى،‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬تزيتشون،‭ ‬سرق‭ ‬بطة‭ ‬الجيران‭ ‬وطهاها‭ ‬وأكلها‭. ‬وفى‭ ‬الليل‭ ‬أحس‭ ‬بحرارة‭ ‬تندلع‭ ‬فى‭ ‬جسده‭. ‬وبعد‭ ‬بزوغ‭ ‬الفجر،‭ ‬رأى‭ ‬سائر‭ ‬جسده‭ ‬مغطى‭ ‬بريش‭ ‬صغير‭ ‬مثل‭ ‬ريش‭ ‬البط،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬لمسه‭ ‬حتى‭ ‬أحس‭ ‬بالألم،‭ ‬فارتعد‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سبيل‭ ‬لعلاجه‭. ‬وفى‭ ‬المنام‭ ‬زاره‭ ‬شخص‭ ‬وأخبره‭: ‬اعلتك‭ ‬هى‭ ‬عقاب‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وينبغى‭ ‬أن‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬توبيخ‭ ‬صاحب‭ ‬البطة‭ ‬حتى‭ ‬يسقط‭ ‬عنك‭ ‬ريشها‭.‬ب‭ ‬لكن‭ ‬الجار‭ ‬العجوز‭ ‬رجل‭ ‬متسامح،‭ ‬وعندما‭ ‬يفقد‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬أغراضه‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬شيئًا‭ ‬على‭ ‬صوته‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬ملامحه،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬سارق‭ ‬البطة‭ ‬رجلًا‭ ‬غادرًا‭ ‬وماكرًا،‭ ‬فكذب‭ ‬على‭ ‬العجوز‭ ‬قائلًا،‭ ‬أن‭ ‬فلانًا‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬سرق‭ ‬البطة‭ ‬ودائمًا‭ ‬يخشى‭ ‬من‭ ‬لوم‭ ‬وتوبيخ‭ ‬الآخرين،‭ ‬فإن‭ ‬وبخته،‭ ‬فربما‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬السرقة‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ (‬يسرق‭ ‬بطة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭). ‬فضحك‭ ‬العجوز‭ ‬قائلًا‭: ‬من‭ ‬لديه‭ ‬متسع‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬حتى‭ ‬يوبخ‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬سلوكهم‭ ‬السيىء‭! ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬اضطر‭ ‬اللص‭ ‬لإخباره‭ ‬بالحقيقة،‭ ‬فوبخه‭ ‬وسقط‭ ‬ريش‭ ‬البطة‭ ‬عن‭ ‬جسده‭.‬