كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وعدد من أنصاره في الحزب الجمهوري، كثفوا اتصالاتهم لوقف محاولة الديمقراطيين عزله عن منصبه خلال الأيام المقبلة.
وذكر التقرير أنه "خلف الأبواب المغلقة" يشجع ترامب وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، الحلفاء على التصدي للمساءلة المحتملة، التي قد تفضي إلى العزل، عبر إصدار بيانات أو نشر تغريدات على موقع "تويتر" تؤكد إدانة هذه الخطوة.
ومن المقرر أن يطرح الديمقراطيون بمجلس النواب تشريعًا اليوم الاثنين، يدعو لمساءلة ترامب بدعم 180 نائبًا بغرض عزله. واتهمت مسودة المساءلة ترامب بـ"التحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة" في محاولة لقلب نتيجة الانتخابات التي خسرها أمام جو بايدن.
وتداول الأعضاء الديمقراطيون بمجلس النواب تهما رسمية قد تفضي إلى مساءلة الرئيس. وطلبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أيضا من الأعضاء إعداد مسودة تشريع يهدف لتفعيل التعديل الـ٢٥ بالدستور الأمريكى الذى يسمح بعزل الرئيس إذا أصبح عاجزا عن القيام بواجباته الرسمية.
وقالت بيلوسى إن ترامب "ارتكب أمرا خطيرا للغاية يستوجب مقاضاته"، وذلك وفقا لمقتطفات من مقابلة لها مع شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية.
وكان ترامب قد دعا أنصاره إلى الخروج والاحتشاد بالتزامن مع جلسة للكونجرس الأربعاء الماضي للتصديق على فوز بايدن، لكن الحشود اقتحمت الكونجرس وسيطرت عليه لفترة وجيزة قبل أن يتم طردها إلى الخارج وقد قتل أحد عناصر الشرطة وأربعة آخرين خلال المواجهات التي أصابت العالم بالصدمة.
وباتت فرصة الديمقراطيين فى عزل ترامب أكثر من أى وقت مضى، بعدما ذكرت تقارير إخبارية مساء أمس الأول أن نائب الرئيس مايك بنس، لوح باحتمال العزل بناء على التعديل الـ25 من الدستور، نائيا بنفسه عن الرجل الذى ظل يدعمه لسنوات في البيت الأبيض. واشترط بنس لعزل ترامب، تصرف الأخير بـ"عدم استقرار أكثر". ولتفعيل التعديل يجب على بنس وعلى أغلبية حكومة ترامب إعلانه غير قادر على أداء مهام الرئاسة.
والتعديل 25 تم تبنيه بعد اغتيال الرئيس, جون كينيدى عام 1963، ويهدف إلى حل المواقف التي يمنع فيها المرض أو الوفاة الرئيس من أداء واجباته، أو الاستقالة.
لكن عزل ترامب عبر مسائلته، وهو المسعى الذي يطلقه الديمقراطيون اليوم، لا يزال احتمال مستبعدا، فأي مساءلة في مجلس النواب ستفضى إلى محاكمة بمجلس الشيوخ الذي لا يزال فى عطلة ولن يجتمع حتى 19 يناير.
وقال مصدر مطلع إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بعث بمذكرة إلى رفاقه الجمهوريين بالمجلس تشير إلى أن أى محاكمة لترامب لن تبدأ حتى خروجه من السلطة.
وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى موافقة الثلثين. وسيتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ فى وقت لاحق من هذا الشهر, بعد أن أقرت جورجيا نتيجة جولة انتخابات الإعادة على مقعدين فاز بهما الحزب الديمقراطي.
وتسبب دور ترامب في التشجيع على الفوضى، الأربعاء الماضي، في صدع يزداد اتساعا داخل الحزب الجمهوري. وقالت السناتور الجمهورية ليزا مركاوسكي، إنه ينبغي على ترامب التنحي فورا، كما اعتبر السناتور الجمهوري بات تومي أن ترامب "ارتكب جرائم تستوجب مساءلته".
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الأول، أن البيت الأبيض دفع كبير ممثلي الادعاء الفيدرالي في أتلانتا إلى الاستقالة قبل جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا، لأن الرئيس المنتهية ولايته ترامب كان مستاء لأنه لم يفعل ما يكفي للتحقيق في مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات.
