أصبحت نظراتها كنظرات سقيم يرى الحياة من وراء نقاب الموت، تطلق صرخات مدوية من بين ثنايا فمها، وهي معلقة بسقف الغرفة كالذبيحة، تتأوه، وتستغيث، تئن أنينا يذوب له الصخر، ويتصدع له القلب، ونبرات صرخاتها يشوبها وجعا شديدا، وألم دفين، تتوسل إلى زوجها الذي يحمل بين ضلعيه حجر صوان، وتجرد من كل معاني الإنسانية، والرحمة، أن يفك وثاقها، ويرحمها، وتتلوى ذات اليمين، وذات الشمال، لكن دون جدوى.
أقرأ أيضا| مباحث القاهرة تكشف إدعاء فتاة باختطافها بمدينة نصر
سارع الجيران على صوت صرخاتها، واستغاثتها، يطالبون الزوج، بتهدئة الأمر، ولم يعلموا بأنها معلقة بسقف الغرفة، وأوهمهم بأنه يقوم بتأديبها، وحبسها داخل الغرفة، بينما تزداد، وتعلو صرخاتها، وتصدى الزوج لهم بعدم الدخول، وانصرف الجميع معتقدين بأنه سوف يطلق سراحها، خاصة بعدما خمد صوتها، ولكن وقعت المفاجأة على رؤوسهم كالصاعقة، بعد مرور ٤ أيام حيث رائحة كريهة تنبعث من داخل الشقة أزكمت أنوفهم، وأسرعوا بطرق باب الشقة، وتملكتهم الحيرة حيث الزوج كأنه فص ملح وذاب، وانطلقت صرخات، ونحيب النساء عندما وقعت أعينهم على الزوجة معلقة بالسقف، ووجود سلك كهربائي حول رقبتها، ولم يتحمل أحد المشهد أو الرائحة، وقاموا بالاتصال بقسم شرطة شبرا الخيمة.
وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة بمنطقة بهتيم، وتم عمل التحريات المكثفة، والتي أفادت بأن الزوجة المجني عليها متزوجة عرفيا من شاب يصغرها ب_١٨ عاما، وألقي القبض عليه، وذكر بأنه غيور عليها، وأنها اعتادت الخروج دون إءذنه، والعودة في أوقات متأخرة من الليل، مما دفعه إلى الاعتداء عليها بالضرب أكثر من مرة، لكنها كانت تعانده، وتهرب من بيت الزوجية.
وفي يوم الواقعة قام بتعليقها بسقف الغرفة، من قدميها ويداها، وعندما حاول الجيران إنقاذها، منعهم من الدخول، وأنه يقوم فقط بتأديبها، ومنعها من الخروج، لكنها ازدادت صرخاتها، ففقد أعصابه، وقام بلف سلك كهربائي حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وفر هاربا.
وأحيل الزوج الغيور إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وإحالته إلى محاكمة عاجلة، بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد والتمثيل بالجثة.
