بقلم مصرى

وحيد حامد

الراحل وحيد حامد
الراحل وحيد حامد

بقلم: صلاح سعد

وهكذا رحل الكاتب وحيد حامد بعد أن حظى بالتصفيق والتكريم من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة.. أمهله القدر حتى يجنى ثمار فكره وهو مازال حيا وليس بعد مماته !! وحيد حامد ليس مجرد مؤلف حواديت ولكنه صاحب فكرة ورؤية اجتمعتا معا فى كل أعماله السينمائية والتليفزيونية التى قد تختلف بشأنها الآراء ولكنها تتفق فى النهاية مع كونها أعمالا تخاطب وعى الجمهور وإدراكه !! لم ألتقِه الا من خلال أعماله الساخرة والتى تطرح هموم الوطن وأوجاعه ومعاناته من الارهاب والفساد.. فى فيلم "طيور الظلام" كانت هناك مبارزة فنية فى الاداء كشف من خلالها الاقنعة الزائفة لمن يتاجرون بالأديان ويعبثون بالقيم والاخلاقيات.. وفى "اللعب مع الكبار" تطرق لمافيا الفساد التى تعبث بمقدرات الوطن واهله.. حتى افلامه الكوميدية مثل "اضحك الصورة تطلع حلوة" لم تخل من النقد للاوضاع الاجتماعية والنماذج المرفوضة فى مجتمعنا كما ظهر ذلك جليا فى المعالجة السينمائية التى قدمها فى فيلم "عمارة يعقوبيان" لعادل امام.. وكان فى كل أعماله لا يخشى المواجهة بل يتصدى بكل قوة للقضايا التى يطرحها رغم المخاوف التى تثيرها هذه المواجهة على حياته الشخصية كما حدث فى مسلسل "الجماعة" الذى تعرض فيه لنشأة جماعة الاخوان المنحلة ودورها الارهابى رغم كل المخاوف التى كانت تهدد حياته نفسها.. وكما قلت من قبل قد تختلف مع أعمال وحيد حامد ولكنها فى النهاية تحظى بالتقدير والاحترام لأن صاحبها صاحب فكر ورؤية.