عاجل

حكايات| أبو صمادة تكتسي بالأحمر.. قرية «مولعة» بزراعة وتجفيف الشطة

مزارعو القرية يجمعون حصاد الشطة
مزارعو القرية يجمعون حصاد الشطة

لكل قرية في مصر حكاية، ولكن "أبو صمادة" وحدها بألف حكاية، بعد أن احتفظت لنفسها بموقع عالمي على خريطة الشطة والعطارة من الفلفل والكمون.

على أرض البحيرة، وتحديدا مركز الدلنجات، يعمل أكثر من 90% من أهل قرية أبو صمادة في زراعة الشطة وتجفيفها؛ حيث تنتشر بها المطاحن الخاصة بالشطة بعد تجفيفها وتعبئتها وبيعها بالأسواق.

في الشوارع وعلى أسطح المنازل وفي "الأجران" وعلى جانبي الترع، تكتسي الأرض باللون الأحمر في موسم الحصاد، فلا توجد سيدة مسنة أو فتاة أو رجل إلا ويعملون في جني المحصول الذي يدر لهم دخلا ماديا يستطيعون من خلاله تلبية مطالب أسرهم على مدار العام.

الحاج حامد محمد الجزايري، مزارع وموظف بالتعاون الزراعي في أبو صمادة تحدث عن قصة القرية مع إنتاج الشطة، فيقول: "توارث أهل القرية هذه الزراعة منذ سنوات طويلة؛ حيث يقومون بزراعة مساحات كبيرة بالمحصول وتجفيفها وبيعها لأصحاب المطاحن المنتشرة بالقرية والتي تقوم بدورها بتصنيعها وطحنها وبيعها للتجار بأسواق المحافظات".

من أموال الشطة، قدم أهالي أبو صمادة نموذجا غير عادي في رصف الشوارع الداخلية وإنشاء مشروع الصرف الصحي، ووحدة غسيل كلوي ووحدة حضانات للأطفال، فيما تتزايد الأحلام لإنشاء مدرسة ابتدائية بمساعدة حكومية.

ويتحدث الحاج أيمن الصعيدي، مزارع وصاحب مطحن، عن أن صناعة الشطة تمر بعدة مراحل تبدأ من زراعتها التي تستغرق 6 أشهر وهو موسم زراعي كامل، ثم الجني ثم التجفيف، ويقوم به المزارع ثم الطحن.

ويتم إضافة كميات من زيت الطعام على الشطة قبل طحنها بنحو 15 كيلوجرام زيت على كل طن شطة، ثم يتم وضعها في أكياس بلاستيك من الداخل، وتوضع في شيكارة سيسل مدون عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية، بحسب الحاج الصعيدي.

أما عملية الطحن تسبقها عملية الغربلة والتنظيف وهي أهم مرحلة، وهنا يقول الصعيدي: "نحرص على جودة المنتج وكفاءته قبل طرحه بالأسواق، وبجانب الشطة يعمل أهل القرية في تعبئة العطارة؛ حيث موسم الجني بدأ بنهاية  شهر أغسطس الجارى ويستمر لمدة 3 أشهر وهو عيد سنوي لأهل القرية التي لا يخلو منزلا أو حقلا من كميات الشطة منها".

في كل عام يستأجر صبحي إبراهيم الشافعي 3 أفدنة  لزراعتها، فمتوسط إنتاج الفدان يتراوح ما بين طن ونصف وطن وربع، ويعاونه في العمل والدته وزوجته وأفراد الأسرة لتوفير أجر يومية العامل وهو 100 جنيه، ثم يقوم بعد ذلك ببيع الكيلو بسعر 10 جنيهات لأصحاب المطاحن بعد تجفيفها.

"عالية"، سيدة بسيطة مرسوم على وجهها خريطة القرية الزراعية، لم تقف متفرجة على جيرانها في زراعة الشطة؛ بل قامت بزراعة مساحة صغيرة وتجفيفها وبيعها للمساعدة في تكاليف الحياة والإنفاق على أسرتها وتخزين احتياجات منزلها.

وعلى سطح منزلها، تتولى "عالية" تجفيف الشطة؛ حيث تستغرق عملية التجفيف من أسبوع لأسبوعين حسب حرارة الجو، وهو أمر تشهده جميع بيوت القرية التي تعمل في تجفيف الشطة وبيعها نظرا لشهرتها بين القرى بذلك.

وما بين هذا وذاك يفتخر شوقي الدميني (مزارع) بما تقدمه أبو صمادة من إنتاج الشطة، فكل بيت مصري يحرص على استخدامها في طهي الطعام بجانب فائدتها صحيا في تنشيط الدورة الدموية.

وهنا تختتم "منى" - ربة منزل، الحديث عن أنها تعمل بالأجر هي وأمها لدى أحد المزارعين في فرز الشطة مقابل 10 جنيهات للشيكارة، وتقوم بتعبئة من 5 إلى 6 شكائر يوميا تستطيع بها الإنفاق على حياتها.