«النواب» يبدأ إجراءات عزل ترامب الأسبوع المقبل.. سياج حديدى فى محيط «الكابيتول» وانتشار الحرس الوطنى فى العاصمة 30 يوماً

تداعيات «الأربعاء الأسود» تتوالى في أمريكا

فى مشهد غير مسبوق.. أعضاء مجلس النواب الأمريكى يختبئون أسفل المقاعد خوفا من هجوم المتظاهرين
فى مشهد غير مسبوق.. أعضاء مجلس النواب الأمريكى يختبئون أسفل المقاعد خوفا من هجوم المتظاهرين

تتوالى تداعيات الأربعاء الأسود الذى حاصر فيه الآلاف من مؤيدى الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس "الكابيتول" واقتحموه، واشتبكوا مع الشرطة بالداخل. وأعلنت شرطة الكابيتول إن ضابط شرطة يدعى بريان سيكنيك توفى فى ساعة متأخرة من مساء الخميس، متأثرا بجروح أصيب بها أثناء تعامله مع أعمال الشغب التي قادها أنصار ترامب الأربعاء، ليكون بذلك الضحية الخامسة للحادث المؤسف بعد أن كانت الاشتباكات قد أسفرت عن مقتل احدى المتظاهرات ووفاة ٣ أخرين.

فى الوقت نفسه، يبدو أن العاصمة واشنطن ستعيش تحت الحصار خلال الأسابيع القادمة، حيث بدأت عملية تشييد سياج حديدى فى محيط مبنى الكونجرس، وذلك بارتفاع 7 أقدام بحيث يصعب تسلقه، وسوف يتم الابقاء عليه لمدة شهر، أى حتى ما بعد حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن بأسبوعين.

صرح مسئولون فى وزارة الدفاع أنه ستتم تعبئة الحرس الوطنى فى العاصمة واشنطن لمدة 30 يوما، مما يضمن وجود عناصره على الأرض خلال حفل تنصيب الرئيس بايدن وما بعده.

وفى سياق متصل قدم ستيفن سوند رئيس شرطة الكونجرس الأمريكى استقالته على خلفية اقتحام الكابيتول وذلك بعد ساعات من مطالبة رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى بتنحيه.

وتأتى استقالة سوند بعد سلسلة من الاستقالات فى الحكومة وداخل إدارة ترامب اعتراضاً على أحداث اقتحام الكابيتول بتحريض من الرئيس، آخرها استقالة وزيرة التعليم الأمريكية بيتسى ديفوس وأربعة مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي الأمريكى، هم إيرين والش، كبيرة مديرى الشئون الأفريقية، ومارك فاندروف، مدير أول لسياسة الدفاع، وأنتونى روجيرو، المدير الأول لأسلحة الدمار الشامل، وروب جرينواى، مدير أول لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وكانت الاستقالات قد بدأت تتوالى منذ مساء الأربعاء حيث استقال مات بوتينجر نائب مستشار الأمن القومى.. كما استقالت سارة ماثيوز نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، وريكى نيسيتا سكرتيرة الشئون الاجتماعية فى البيت الأبيض، وستيفانى جريشام كبيرة موظفى مكتب السيدة الأولى ميلانيا ترامب.

كذلك أعلن المبعوث الأمريكى الخاص لأيرلندا الشمالية والقائم  بأعمال كبير موظفى البيت الأبيض سابقا ميك مولفينى استقالته، واستقالت إلين تشاو وزيرة المواصلات فى حكومة ترامب، هذا بجانب تراجع 6 من أعضاء مجلس الشيوخ عن تقديم احتجاجاتهم على نتائج الانتخابات خلال انعقاد جلسة الكونجرس مساء.

فى الوقت نفسه يخيم الغموض حول مصير الرئيس ترامب بعد أن قالت مصادر أن التحقيقات لن تشمل الأشخاص الذين اقتحموا المبنى فقط، بل أيضا من ساعدوهم أو من لعبوا دورا فى ذلك. بل وسيتم فحص الخطابات التى وجهها ترامب لأنصاره خلال الفترة الأخيرة.

وقال مايك شيرون المدعى العام للعاصمة واشنطن إنه من المرجح أن يتم توجيه الاتهام للرئيس ترامب فى أحداث اقتحام مبنى الكونجرس. وأن وزارة العدل سوف توجه اتهامات لكل من تشير اليه أصابع الاتهام فى هذه القضية.. ومن جانبها، دعت عمدة واشنطن موريل باوزر إلى محاسبة ترامب على الهجوم الإرهابى غير المسبوق على الديمقراطية الأمريكية.

يأتى ذلك بينما صرحت كاثرين كلارك مساعدة رئيس مجلس النواب الأمريكى  إن الديمقراطيين فى مجلس النواب الأمريكى مستعدون للمضى قدما فى إجراءات عزل الرئيس الجمهورى دونالد ترامب فى وقت مبكر من الأسبوع المقبل بعد حصار أنصاره لمبنى الكابيتول الأمريكى.

وقالت كلارك فى مقابلة مع شبكة "سى ان ان" الأمريكية "يحتاج دونالد ترامب إلى عزله من منصبه، وسنواصل العمل بكل أداة لدينا للتأكد من أن ذلك يحدث لحماية ديمقراطيتنا". إذا لم يلجأ نائب الرئيس مايك بنس الى التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكى لإزالة ترامب، "فسنمضى قدمًا فى إجراءات الإقالة".

وارتفعت أصوات عدد من السياسيين والمسؤولين الأمريكين مطالبين نائب الرئيس مايك بنس باستخدام التعديل الـ25 من الدستور الذى يسمح لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الإدارة بعزل الرئيس من منصبه باعتباره لم يعد لائقا للقيام بواجباته، ويتولى "بنس" مهام الرئيس حتى يتم تنصيب بايدن فى 20 يناير الجارى.

وكان أعضاء اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ قد قدموا طلبا إلى مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى لتطبيق المادة 25 من الدستور والتى تتيح للحكومة ان تقدم طلبا للكونجرس أن الرئيس غير قادر على ممارسة عمله وهذا الطلب لا يحتاج وقتا طويلا لتنفيذه إذ ربما يستغرق يوما واحدا.. كذلك طالبت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى بعزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من منصبه فورا بموجب التعديل 25 بالدستور. وقالت إن ترامب شخص شديد الخطورة وينبغى ألا يستمر فى المنصب.

وكانت المفاجأة مطالبة النائب الجمهورى آدم كينزينجر عن ولاية إلينوى بتطبيق المادة 25 من الدستور وعزل الرئيس بعد الفوضى التى حدثت الأربعاء فى واشنطن.

ولا يملك ترامب فى حال حدوث هذا السيناريو إلا ارسال رد إلى الكونجرس، وسيكون أمام بنس ومجلس الوزراء 4 أيام على الأكثر للرد عليه ثم التصويت على عزله داخل الكونجرس.

وتتطلب اجراءات العزل تصويت ثلثي الأعضاء، كما يمكن للكونجرس أيضا تعيين هيئة خاصة به لمتابعة أداء الرئيس بدلاً من مجلس الوزراء. وبجانب إجراءات العزل المتوقعة تنتظر ترامب أيضا دعوات قضائية من عدة جهات فى محاولة لإثبات تحريض المتظاهرين على الاعتداء على مبنى الكابيتول هذا بجانب عدد من القضايا المالية التى تنتظر خروجه من المنصب وخاصة فى ولاية نيويورك التى تحوى أعماله ومؤسساته التجارية والتى يحكمها الديمقراطيون.