مجدى حجازى
كل عام ومصر "المحبة" بخير، لقد احتفل المصريون بعيد الميلاد المجيد بمشاعر ملأتها الألفة والغبطة، تحت راية "الله محبة".
ورغم أننا نعيش أيامًا لا صوت يعلو فيها فوق الإجراءات الاحترازية فى مواجهة فيروس "كورونا" اللعين، إلا أن الشارع المصرى حرص على تصوير المحبة فى أبهى صورها، مؤكدًا المقولة الخالدة للأنبا شنودة: "مصر وطن يعيش فينا، وليس بلدا نعيش فيه".
إن شدة المحبة التى يعيشها المصريون الآن بين أبناء الوطن، هى نتاج حضارى يعكس حرص الجميع على إعلاء قيمة الانتماء، فى ذات الوقت الذى يعلن فيه عن عظمة وقوة النسيج المجتمعى فى مجابهة التحديات، عازمون على نبذ التعصب باختلاف أشكاله، وعن قناعة بوحدة المصير الذى يواجههم، فاجتمعوا على قلب رجل واحد فى محاربة الإرهاب ودحره أينما وجد.
إذا كانت تلك الملامح ترسم صورة عظيمة لمصرنا التى نريدها، فإننا بصدد استعادة أصول تاريخنا المشرق − الذى كان لنا − قبل أن تحاول جماعات الشر والأفكار الشيطانية إثارة العبث، ظنًا منهم أن لديهم ما يمكنهم من خوض محاولة لمداهمة مقدرات الوطن.. ولكن غاب عنهم أن الإرادة المصرية الوطنية، ترابض بالمرصاد لكبح جماح سعيهم − كعهدها − على مر العصور، حيث استنفرت قدرتها وقوتها ووقفت كحائط صد، كلل الله جهودها بالنجاح، وتحقق النصر لخير أجناد الأرض.
الله محبة.. إذا كانت يد الله فوق يد المخلصين من أبناء هذا الشعب، فإن المحروسة لا تعرف للفرقة سبيلًا، حيث تكمن عظمتها فى وحدتها وتشابك أيادى أبنائها، فالوطن للجميع والدين لله.. عاشت مصر حرة أبية، أعانها الله على دحض الفتن، ونصرها الله على مؤامرات الخسة، فهى كنانة الله فى أرضه من أرادها بسوء قصمه الله.
ما أحلاك يا مصر، فقد حباك الله بقائد عاشق، قادر على رعاية مقدراتك، لا يغيب عنه تقدير ضراوة التحديات، بل إن بصيرته النافذة تمكنه من صياغة الاستراتيجيات القادرة على بناء مصر الجديدة التى فى خاطره، وهو ما يؤكده حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على محاربة الفساد، حتى تصبح مصر دولة خالية من الفساد.. وكذلك إصراره على تخليص دواوين الدولة من الإخفاق الإدارى الذى ينخر فى جنباتها نصرة للمظلومين من المواطنين، وعملًا على تحقيق آمالهم وأحلامهم فى حياة كريمة.
الله محبة.. قيمة أصيلة تضئ على جباه المصريين، وتتوج رؤوسهم بتيجان تزينها كمشاعل تنير الطريق إلى مستقبل آمن يحفظ مصر بمنأى عن التطرف.. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.