هذه قصتى.. طلاق لم يحدث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أمسكت التليفون من يد والدها، صرخت بأعلى صوتها: "لم أعد زوجتك، أنا هنا فى منزل أبى، أنتظر إنهاء إجراءات الطلاق، أما أولادى فالقضاء سيمنحهم لى".. من هنا كانت بداية الشرارة، لم أدر ماذا حدث فى هذه المكالمة، وما معنى كلامها وصرخاتها فجأة أنها لم تعد زوجتى، عشت دقائق من الصدمة واللامبالاة.

لم أستطع بعدها الانتظار أمسكت بالهاتف وتواصلت مع والدها مرة أخرى، تحدث معى بنبرة صوت تحمل غضبًا شديدًا، اكتفى بكلمات محددة "علينا أن ننهى إجراءات الطلاق بسرعة، ابنتى أصبحت حرة، وأنت من اخترت ذلك ثم أغلق الهاتف غاضبا".

هالنى ما سمعته من والد زوجتى وأم أولادى، ماذا حدث لكل هذا، نعم بيننا مشاكل لكن كيف من مكالمة تليفون لم تتجاوز دقيقتين، أطلق فيها زوجتى.

زاد قلقى، تواصلت معه مرة أخرى، لم يجب، زاد قلقى أكثر، وكادت المخاوف والتساؤلات تفجر رأسى، لم أجد أمامى سوى محمد ابن خالتها الذى كان يجلس معهم أثناء إجراء المكالمة، اتصلت به، ثم وجه إلىّ سهاما من الأسئلة قبل أن أرحب به، قال "ماذا فعلت يا أسامة، فى مكالمة تليفون لم تتجاوز الدقائق تطلق زوجتك، المنزل هنا تحول إلى بركان ثائر، عمى يؤكد أنك أخبرته أن ابنته طالق ثلاث مرات فى التليفون، وزوجتك لم تتحمل ذلك فاتصلت بك وأخبرتك بإنهاء إجراءات الطلاق بأسرع وقت، حماتك ثائرة، والبيت يتوعد بالانتقام منك".

لم أصدق ما حدث، هل أنا فى حلم، هل بالفعل أخبرت "حمايا" بأن ابنته طالق ثلاث مرات، الكل يؤكد أمر الطلاق، وأنا الوحيد الذى أنفى.. لم أستوعب ما حدث، توجهت مسرعا إلى منزل أسرة زوجتى، كان البيت ثائرًا، الكل يحاول أن يلقى سهام غضبه عليا، زوجتى رفضت أن تجلس معى، وحماى تحجج أنه نائم، وحماتى أغلقت باب حجرتها فى وجهى، لم أجد سوى محمد فى انتظارى، والجميع رفضوا حتى إلقاء السلام علىّ.

أقسمت لمحمد أننى لم أطلق زوجتى، ولم أخبر والدها أنها طالق، فقط توعدتها بأن الطلاق مصيرها إذا استمرت فى منزل والدها، عبارة كثيرا ما أرددها، لكننى لم أنطق بها شفاهة وصريحة لحماى.

هدأ محمد من ثورتى وقلقى، قال لى حقيقة نحن لم نسمع شيئا، فقط عمى أخبر ابنته أثناء مكالمتك معه أنك طلقتها بالثلاث، وهنا حدث ما شاهدته بعينيك عند دخولك المنزل.

طلب منى محمد أن أغادر المنزل الآن، وأنتظر حتى تتضح الصورة.

مرت شهور وزوجتى تقاطع المنزل، فقط تتصل بالأولاد، وعندما تعلم أننى بجوارهم تغلق الهاتف، حتى اكتشفت الفاجعة الكبرى، بإقامة زوجتى دعوى إثبات طلاق أمام محكمة الأسرة، وتقضى المحكمة بعدها بإثبات الطلاق، مستندة إلى شهود وهم أفراد أسرتها وبسبب آخر أننى لم أعدها بعد مرور عدة الطلاق المزعوم.

أدركت بعد حكم المحكمة أننى وقعت فريسة لزوجتى وأسرتها، وأن كل هذه المسرحية من أجل الحصول على الطلاق من المحكمة بحجج واهية وشهادات غير حقيقية، لكننى لم أيأس، اخترت أن يكون القضاء هو الفيصل، أقمت استئنافا أمام الدائرة (79) أحوال شخصية، توسلت للقاضى أن يحقق فى القضية وألا يصدر حكمه إلا بعد مراجعة كل الأوراق وسماع الشهود .. استمع القاضى إلى شهود النفى والإثبات وطالع الأوراق، وأقسمت أمامه يمين أننى لم أطلق زوجتى، وبعد مداولة القضية أكثر من جلسة انتهت المحكمة إلى إلغاء حكم أول درجة بتطليق زوجتى طلقة بائنة ورفض دعواها بإثبات الطلاق.

لم ترضخ أسرة زوجتى للحكم، فقررت فى الفترة القادمة أن أقود نزاعا قضائيا إلى بيت الطاعة.. والله المستعان.

أسامة − المنصورة