بدون تردد

التفاؤل الحذر!!

محمد بركات
محمد بركات

لعلنا لانخالف الواقع فى قليل أو كثير إذا ما قلنا،...، إن التفاؤل الحذر هو رد الفعل السائد لدى المتابعين والمهتمين بالشأن العربى العام، تجاه اتفاق المصالحة الذى تم التوصل إليه فى قمة مجلس التعاون الخليجى الأخيرة.

والتفاؤل الحذر لايعنى عدم الترحيب بما تم انجازه وتحقيقه، فى محافظة "العلا" شمال غرب المملكة العربية السعودية،...، بل على العكس هناك بالفعل ترحيب بالانجاز، ولكنه أيضا ترحيب مشمول بالأمل، فى أن يتم الالتزام بروح ونص ماتم الاتفاق عليه، بحيث يتحول الى واقع واضح وملموس وقائم على الأرض فى ظل مصالحة حقيقية.

وهناك أيضا تقدير للجهود المكثفة والمشكورة التى بذلها أمير دولة الكويت الراحل وايضا سلطان عمان الراحل، من أجل الوصول الى تفاهمات، يتم بموجبها تجاوز الخلافات ورأب الصدع العربى.

وفى اطار المصارحة الواجبة نقول إن هذا الحذر وذلك الأمل، يعودان فى الأساس الى المحاولات والتجارب السابقة التى جرت لتجاوز الخلافات، ولكنها لم تسفر عن النتائج المرجوة، وهو ما نأمل جميعا فى عدم تكراره.

وفى هذا الاطار نستطيع التأكيد على أن ترجمة اتفاق "العلا" إلى حقيقة على أرض الواقع، يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل الصادق والأمين لدعم التعاون العربى المشترك ووحدة الصف فى مواجهة التحديات الجسام، التى تواجه الأمة العربية بصفة عامة ومنطقة الخليج على وجه الخصوص.

وللوصول الى ذلك لابد من السير بخطى متسارعة، لوقف كل صور التدخل فى الشئون الداخلية للدول، والحرص الكامل على وقف كل الأعمال المهددة لأمن وسلامة الدول الشقيقة،...، فهل يحدث ذلك؟!