هل كثرة الوضوء تُكفِّر الذنوب؟.. «البحوث الإسلامية» يجيب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ورد إلى مجمع البحوث الإسلامية، سؤال حول الوضوء، عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيس بوك»، نصه: «هل كثرة الوضوء تُكفِّر الذنوب؟».

وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، بأن الوضوء من الأعمال الصالحة التي يكفر الله بها السيئات والذنوب، وقد دل على هذا أحاديث، منها حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ- أَوْ الْمُؤْمِنُ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ».

وفي رواية : «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ». رواه مسلم.

وأضافت أن الذي عليه أهل العلم أن الذنوب التي تُكفر إنما هي الصغائر فقط، وبشرط عدم ارتكاب كبيرة لقوله- تعالى- : {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا}.[النساء: 31] .

من جانبه، أوضح مفتي الديار السابق د.علي جمعة، بعض الأحكام المتعلقة بالمسح على الخفين أثناء الوضوء.

وقال إن الخف هو ما يلبس في القدم بحيث يغطي المساحة التي يغسلها المسلم في وضوئه، فممكن أن يكون كالجورب «الشراب» ولكنه يكون من جلد أو بلاستيك أو أي مادة تصنع منها الأحذية في هذه الأيام، فإن لم يستر هذا الحذاء الكعبين، فلا يعد خفا، ولا تجري عليه أحكام المسح التي سنتناولها، والكعب هو «العظمة البارزة في نهاية القدم وبداية الساق»، وليس نهاية القدم من أسفل كما يسميه الناس اليوم، أما ما يسميه الناس اليوم كعب فهو في الحقيقة «عقب».

وأشار «جمعة» إلى أن المسح على الخفين: بديل لغسل الرجل في الوضوء، فيجوز للمسلم أن يمسح على الخف بدل أن يغسل رجله في الوضوء إذا تحققت الشروط التي سيأتي ذكرها، لما رواه سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن : «أن النبي ﷺ مسح على الخفين » [متفق عليه].

وقال إن الله عز وجل قد شرع المسح على الخفين تخفيفاً على المسلمين، والتخفيف ورفع الحرج منه الإسلام في جميع تشريعاته قال تعالى : ﴿ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج : 78].

شروط المسح على الخفين:

ولكي يكون المسح على الخفين صحيحا ومعتدا به لا بد من توافر أربعة شروط، وهي:

1- البدء بعد كمال الطهارة: فينبغي على المسلم أن يبدأ المسح على الخفين بعد الانتهاء من الوضوء بغسل الرجلين، ثم يدخل رجليه في الخفين، فلو غسل رجلاً وأدخلها في الخف لم يصح المسح عندئذ.

2- ستر الخفين لمحل غسل الفرض: فينبغي أن يكونا ساترين لمحل غسل الفرض من الرجلين، والمقصود بالستر هنا هو أن يكون حائل يمنع وصول الماء من خلاله.

3- تحمل الخفين للمشي المتوالي: ينبغي أن يتحمل الخفان السير المتوالي، وذلك بأن تكون المادة المصنوع منها قوية كالجلد ونحوه.

4- طاهرة الخفين: بمعنى أن يكون الخفان طاهرين في أنفسهما، بمعنى أن المادة المصنوع منها طاهرة، فلا يصنع من جلد كلب أو جلد خنزير مثلا، وكذلك غير متنجس يعني نظيف طاهر من تعلق النجاسات به.