بعد تريند «هاني»| الإفتاء توضح حدود الصداقة بين الجنسين

مشهد من المسلسل
مشهد من المسلسل

تصدر محركات البحث تريند بعنوان «ده هاني» مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات من البعض عن سره، وسخرية عدد آخر.

وجاء التريند بسبب مشهد في مسلسلة للفنانة أروى جودة، عنوانه «هذا المساء»، يجمعها مع زوجها الفنان إياد نصار «أكرم» والفنان محمد سليمان «هاني»، حيث عاد زوجها من خارج المنزل ليجدها قادمة مع «هاني» من الدور العلوي وحين سألها عن سبب قدومهما من غرفة النوم ردت باستنكار «ده هاني».

وهو ما تداولته العديد من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وضعها في كوميكس ساخر.

وأكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الصداقة في حد ذاتها ليس لها حل أو حرمة، وإنما ما يكتنفها من أفعال، فإن حلالاً فهي حلال، وإن كانت حرامًا فهي حرام، لأن الفرع يتبع الأصل في الحكم.

من حانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية، لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والجامعات والعمل وغيرها لا مانع منه شرعًا إذا كان ذلك في حدود الآداب والتعاليم الإسلامية، ولم تكن هناك خلوة محرمة.

واستدلت بما ورد عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» أخرجه البخاري في صحيحه.

وأوضحت أن هذا الحديث يدل على جواز الاختلاط بالمرأة الأجنبية ما دام ذلك في حدود الآداب الإسلامية، وقد قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: «وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ جَوَازُ مُخَاطَبَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ وَالسُّؤَالُ عَمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَصْلَحَةُ».

وأضافت أنه يجب على المرأة التي تتعرض لمخالطة الرجال الالتزام بالحشمة في ملابسها، فعليها أن ترتدي ملابس فضفاضة لا تصف ولا تشف عما تحتها ولا تظهر جسدها، ويجب على الرجل والمرأة أن يلتزما بغض البصر عن العورات، فقد قال تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» [النور: 30، 31].

وأشارت إلى أنه إذا لم يلتزم كل من الرجل والمرأة بآداب وتعاليم الإسلام، وكان اختلاطهما مثار فتنة ومؤديًا إلى المحرمات فإن الاختلاط يكون حرامًا شرعًا.

 

اقرأ أيضا:  قتلت زوجها طعناً.. و«الفيسبوك» يفضح جريمتها