بريطانيا واسكتلندا.. حلم الاستقلال «طائح» بين جونسون وستورجن

نيكولا ستورجن وبوريس جونسون
نيكولا ستورجن وبوريس جونسون

"عليكم أن تنتظروا جيلًا كاملًا".. هكذا كان رد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على المطالب الاسكتلندية بتنظيم استفتاءٍ ثانٍ حول تقرير المصير في الإقليم، للبت في مسألة إمكانية الاستقلال عن المملكة المتحدة.

وقال جونسون، خلال مداخلة هاتفية، "الاستفتاءات، من خلال تجربتي وخبرتي المباشرة، في هذا البلد، ليست أحداثًا ممتعة".

وتابع قائلًا: "لا توجد قوة توحيدية ملحوظة في المزاج الوطني. هذا يحصل مرة في الجيل".

جاء ذلك بعدما منت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن النفس بعودة اسكتلندا مرةً أخرى للانضواء تحت لواء الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع انفصال بريطانيا عن التكتل الأوروبي.

ومع انقضاء يوم 31 ديسمبر من العام المنقضي، أصبحت بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي بصورةٍ نهائيةٍ، بعد انتهاء الفترة الانتقالية لمغادرة المملكة المتحدة التكتل الأوروبي، والتي دامت لأحد عشر شهرًا.

وبخروج بريطانيا من التكتل الأكبر في القارة العجوز، أصبحت اسكتلندا، إحدى أقاليم المملكة المتحدة، خارج الاتحاد الأوروبي بصورةٍ تلقائيةٍ، وهو ما جاء عكس رغبة الاسكتلنديين.

اقرأ ايضًا: استقلال اسكتلندا.. هل يرى حلم وليام والاس النور على أعتاب «بريكست»؟

حنين للاتحاد الأوروبي

هذا الأمر جعل اسكتلندا ترغب بصورةٍ جديةٍ هذه المرة في الاستقلال عن المملكة المتحدة، وسط استطلاعات رأي هناك تظهر تنامي أعداد الراغبين في الانفصال عن بريطانيا، وفي مقدمتهم رئيسة وزراء اسكتلندا.

وقال ستورجن: "نأمل في الانضمام إليكم (الاتحاد الأوروبي) مرة أخرى قريبًا كدولة مستقلة"، مضيفةً "كعضو مستقل في الاتحاد الأوروبي، ستكون اسكتلندا شريكة وبانية للجسور".

وتابعت قائلةً: "يعتقد عدد متزايد من مواطني اسكتلندا أنه يمكن تلبية تطلعاتنا بشكل أفضل من خلال الاستمرار في المساهمة في المساعي المشتركة الوحدة التي تمثلها الاتحاد الأوروبي".

ولكن مساعي اسكتلندا في استفتاء تقرير المصير، حجر الزاوية نحو نيل الاستقلال، يصطدم برفض بريطانيا تنظيم الاستفتاء الثاني، حيث يُشترط موافقة لندن على إجازة هذا الاستفتاء

استفتاء سابق على الاستقلال

وأجازت بريطانيا في عام 2014 استفتاء انفصال اسكتلندا عنها، وأجرت اسكتلندا في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

لكن هذا التصويت كان قبل أن تشرع بريطانيا في تنظيم استفتاءٍ حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي صوّت خلاله البريطانيون لصالح الخروج من التكتل الأوروبي بنسبة مئوية كانت أقل من 52%.

وخلال هذا التصويت، كانت نتائج اسكتلندا مغايرة لذلك، فرغب 62% من الاسكتلنديين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل 38% رغبوا عن ذلك، وفضلوا خيار الانفصال عن التكتل الأكبر في القارة العجوز.

وفي 29 نوفمبر 2019، صوّت البرلمان الاسكتلندي لصالح إجراء استفتاءٍ جديدٍ على الاستقلال، لكن رفض بريطانيا ذلك سيظل عائقًا أما تحقيق الخطوة.