لأتفه الأسباب.. قتل زوجته البريئة!‎

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم يلفت نظرها أو يتعلق قلبها بأي شاب من شباب قريتها، التي ولدت وعاشت فيها، واختارت رجلا يكبرها بعشرين عاما، لتتزوجه، وأنجبت طفلة، وبمرور الأيام تحولت حياتها إلى جحيم، وعذاب بسبب غيرة زوجها، وشكه في كل تصرفاتها، وبصوت يشوبه توسل في محاولة أن توضح له بأنه رجلها الأول، والأخير، ورفضها الزواج من أي شاب من قريتها، واختارته هو لما تشعر به من أنه الزوج، والأخ الكبير، وكل حياتها، لكنه لم يقتنع لما تقوله، وطلب منها عدم مغادرة المنزل، وتحولت حياتها إلى كابوس أسود، وأصبحت في سجن لا ترى فيه غير زوجها الذي أصبح جلادا بشكه، وتحولت كل مشادة كلامية بينهما إلى مشاجرات تنتهي بالاعتداء عليها بالضرب.

اقرأ أيضا| النيابة العامة تعاين حريق شب داخل محل «تنجيد» بحلوان

وفي أحد الأيام، أثناء عودته ليلا حاول فتح باب الشقة، وتملكته حالة من الغيظ، والحنق، يجول بخاطره خيانة زوجته له، حيث باب الشقة مغلق من الداخل، وفي نفس اللحظة، شاهد رجلان يهرولان مسرعين نحو الطريق المرصوف بعد أن قفزا من الشباك، واشتاط الزوج غيظا، وأخذ يطرق باب الشقة بهستيرية، بينما انتفضت الزوجة من فوق سريرها، وتعلو وجهها علامات الخوف، والهلع، وأمسك بالفأس، وسابقت ساقيه الرياح ومطاردة الشخصين، لكنهما نجحا ولاذا بالفرار، وسط الزراعات، ارتاب الزوج، وتبدلت معالم وجهه يعلوها التجهم، والغيظ، يسأل زوجته التي أنكرت معرفتها بهما، وأنها كانت نائمة بجوار ابنتها، ولم تشعر بأحد، انهال عليها الزوج ضربا مبرحا، وبدموع تنساب فوق وجنتيها تحاول أن توضح له بأنهما لصين، ويعلمان بعدم وجوده، وقاما بغلق الباب من الداخل، ليتمكنا من السرقة، لم يبال الزوج، وانتابته لوثة، وأمسك بالإيشارب، ولفه حول عنقها بإحكام، يجذب طرفيه بقوة وغل غير مسبوقين، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، ولم يبال بتقطع أنفاسها، وأنينها، وما إن تأكد بأنها فارقت الحياة وضعها في جوال، وتسلل ليلا، وقام بدفنها في مقابر القرية، ودون أن يشعر به أحد.

وتصادف في اليوم التالي زيارة الأب يسأل عن ابنته، وتغيبها عنه وأمها وعدم زيارتها لهم منذ فترة، وببرود شديد يخبره الزوج بوفاتها، بعد أن أصابتها أزمة قلبية، تشكك الأب في كلام الزوج، بينما أخذ يبحث عن حفيدته التي انتزعت بجوار أحد أركان الغرفة، وأرادت في أحضانه تروي له ما فعله أبيها بأمها، وقيامه بخنقها.

وأمام المستشار، صلاح دياب رئيس نيابة حوادث الجيزة، أكدت الطفلة بأنها استيقظت على صوت خارج غرفة النوم، وما إن قامت تتفقد الأمر فوجئت باللصان، وقامت بتهديدها ملوحين بالسكين في وجهها، وقطع لسانها إذا نطقت بكلمة، بينما كانت أمها تغط في نوم عميق، انفجر الزوج في البكاء يلطم خديه، عندما أكدت الطفلة براءة أمها، لكن حيث لا ينفع الندم، ولو أمطرت دموعه تراب قبر زوجته، فما عاد ينفع الندم، ولا النعايا.

وقرر رئيس النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار منصور القاضي، المحامي العام، باستخراج جثة الزوجة، وعرضها على الطب الشرعي، وحبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات.