استمرار التدخل التركى وتأجيج الصراع من «المتوسط إلى قره باغ»

دمار كبير نتيجة الحرب فى قره باغ
دمار كبير نتيجة الحرب فى قره باغ

لم يتوان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال العام الماضى عن التدخل السافر وإشعال الحرب وتأجيج الصراع بين الدول، فقد تنوعت أطماع أردوغان بين غاز المتوسط إلى مطامعه فى النفط الليبي، إلى تدخله فى إقليم ناجورنو قره باغ، لمطامعه فى النفط الأذربيجاني، مروراً بسوريا، التى أشعلها من قبل ومدها بالمرتزقة لنشر الإرهاب، إلى ليبيا التى جعلها مرتعاً للجماعات الإرهابية، إلى العراق التى انتهك سيادتها مراراً، بغارات أسفرت عن العديد من القتلى، بحجج واهية، إلى المتوسط الذى حاول إشعاله باستفزازه اليونان وقبرص.

 

الحلقة الأحدث فى سلسلة التدخلات التركية كانت الأزمة الأرمينية- الأذرية ودور تركى كبير فى إشعال الحرب بين حليفتها أذربيجان وأرمينيا، بسبب إقليم ناجورنو كارباخ، الذى استولى عليه ارمينيا فى حرب سابقة منذ 20 عاما مع أذربيجان.

 

وكانت تركيا استغلت هذه المشكلة لترسل قواتها بجانب القوات الأذربيجانية، ما أسهم فى سرعة حسم النزاع بالقوة، وهو ما يستغله رئيس النظام التركى، الذى يمتلك طموحات فى توسيع نفوذه فى القوقاز وآسيا الوسطى وكذلك الشرق الأوسط.

 

وبدا مقدمة لإعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن طموحاته الإمبراطورية التى تستهدف استعادة نفوذ بلاده التى فقدتها منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية فى الكثير من دول آسيا الوسطى، خلال هذا العام أيضا ارتفعت حدة التوتر بين أثينا وأنقرة، اللتين تتنازعان مناطق فى شرق المتوسط، يعتقد أنها غنية بالغاز والنفط.

 

ومع إصرار تركيا على فرض الأمر الواقع فى منطقة شرق المتوسط ازداد منسوب التوتر العام الفائت فى شرق المتوسط من خلال المضى قدمًا فى التنقيب عن الثروة النفطية، رغم اعتراض عدة دول مجاورة.

وتعارض أنقرة مساعى جمهورية قبرص إلى رسم حدودها البحرية من جهة الغرب، وتتمسك بذريعة أن شمال قبرص الذى تعرض لغزو تركى سنة 1974، من حقه أيضا أن يستفيد ويمد منطقته الاقتصادية أيضا.

 

وفى ظل هذا الخلاف، ترسم تركيا حدودا بحرية خاصة بها، على نحو يتقاطع مع النطاق الذى حددته جمهورية قبرص لنفسها، وهذا الأمر يفرز نزاعا حول مناطق مهمة فى شرق الأوسط.

 

لكن أنقرة تواجه تحذيرات أوروبية تصل إلى حد التلويح بفرض عقوبات، وأصبحت الشركات الأوروبّية والأمريكية شريكة مع دول المنطقة فى أنشطة الاستكشاف، الأمر الذى زاد من عزلة تركيا، التى ردّت بإنشاء منطقة اقتصادية خالصة مع حكومة الوفاق فى ليبيا، وهو اتّفاق يواجه مستقبلًا مجهولًا، بالنظر إلى الاضطرابات السياسية فى ليبيا.

 

وترى قبرص، واليونان، أن ضررا كبيرا سيلحق بهما من جراء اتفاقية السراج وأنقرة، نظرا لوجود مشروع مع إسرائيل يقضى بإنجاز خط غاز إسرائيلي، يسلك مسارا يبدأ من إسرائيل ثم يعبر قبرص قبل أن يصل إلى جزيرة كريت اليونانية، أى أنه يعبر النطاق الذى تزعم تركيا أنه ضمن الحدود البحرية المشتركة مع ليبيا.

 

كما قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها وثلاثة موظفين، عقاباً لأنقرة على شرائها منظومة دفاع جوى روسية.