ليس للأطعمة والمشروبات فقط| البهو الفرعوني للتربيطات والنواب «المزوغين»

البهو الفرعوني
البهو الفرعوني

«البهو الفرعوني» بـمجلس النواب، ليس مكانا لتناول الأطعمة والمشروبات، واستراحة للنواب فقط؛ بل هو مكانا لـ«المزوغين» من حضور الجلسات العامة والغاضبين والمنسحبين من الجلسات، ولعمل التربيطات، ومن ليسوا لديهم مكاتب لاستقبال أقاربهم ومساعديهم وأبناء الدائرة ممن لهم طلبات.


وأزعج «البهو الفرعوني»، رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال؛ بسبب ترك النواب الجلسات العامة والجلوس به، ما يعطل إقرار القوانين التي يتطلب اكتمال النصاب القانوني لها حضور ثلثي الأعضاء.

 


في أكثر من مرة، وصف الدكتور علي عبدالعال، البهو الفرعوني بـ«المغارة» مهددا بغلقه وقت الجلسات العامة مراة عدة، وكثيرا ما يرسل مندوبا من موظفي الأمانة العامة يطالب النواب بترك البهو الفرعوني وحضور الجلسات العامة.


والمتتبع لجلسات البرلمان الحالي الذي ينقضي في 9 يناير؛ يجد أن الدكتور علي عبد العال كان دائم الشكوى من الحضور المحدود للنواب في الجلسات، لكن للبهو الفرعوني قصة عشق لدى الأعضاء تبدأ من مراسم أول يوم في البرلمان حيث يقضون فيه قرابة الـ10 ساعات أثناء حلف اليمين الدستورية، وتوجد فيه الكافتيريا الرئيسية للمجلس.


ويقع «البهو الفرعوني»، في منتصف قاعات مجلس النواب، من جميع البوابات السبع، لكنه أكثر قربًا من بوابة رقم 4 المسماة بوابة وزارة الصحة، نظرا لقربها من المقر القديم للوزارة، وقبل الدخول للبهو، يوجد بوابة أمن إلكترونية، لتفتيش الزوار، إذ يقوم الكثير من النواب باصحطاب مرافقين معهم من أهالي الدائرة أو أقاربهم أو مساعديهم، داخل المجلس، لذلك يتم التحقق من هوية غير النواب، والتصريح لهم بالدخول، خاصة في أيام الجلسات العامة، إذ يكثر الزوار المرافقين للنواب وأحيانًا ما يتم التنبيه على النواب بعدم اصطحاب مرافقين منعًا للزحام.


كما يلاصق البهو الفرعوني، متحف مجلس النواب الذي يضم صورًا تذكارية ومحاضر للجلسات والعربة الملكية وكرسي الملك فاروق، حين كان يحضر افتتاح الدورة البرلمانية.

 

كان من أبرز القوانين التي تعطلت، قانون «ذوي الإعاقة» حيث عقب رئيس البرلمان: «التاريخ هيحاسبني لو وافقناش على قانون ذوي الإعاقة»، وكذا قانون التحقظ على أموال الكيانات الإرهابية؛ الأمر الذي جعل نواب يقترحون عليه قطع الكهرباء وفصل التكييف عن البهو، إلا أن «عبدالعال» لم يستجب وذلك لأن البهو يستخدمه النواب كمكتب بديل لهم لمن ليس له مكتب، وهم كُثر، فالمجلس به 596 نائب، ومن يمتلكون مكاتب فقط هم قيادات الهيئات البرلمانية، وإذا تمكن نائب عضو بهيئة برلمانية من دخول مكتب الهيئة لإنهاء ومراجعة بعض الأوراق والمستندات، فلن يتمكن الناب المستقل من ذلك إلا إذا دخل في قاعات أخرى، والتي ربما تكون مشغولة.

 

 


ويتركز تواجد النواب في البهو الفرعوني، لتناول وجبة الإفطار، خاصة قبل وأثناء الجلسات، ومنهم من يفضل تدخين السجائر، وهو الأمر غير المسوح به في قاعة الجلسة العامة أو تناول كوب شاي أو القهوة أو المثلجات، كذلك يلتقي النواب ببعضهم البعض ويتداولون أحاديث السياسة تحت سقف البهو، أو مراجعة بعض طلبات المواطنين أو إجراء مكالمات هاتفية، لذلك فإن البهو يُعد متنفسًا للجميع.


وتزين البهو الفرعوني، نقوش ورسومات ذات طابع فرعوني تظهر جليًّا في جميع تصميماته وتفاصيله، وتتميز أركانه باللون الأخضر الذي تحمله أشجار الزينة، وتمثال فرعوني وحيد، يتنحى جانبًا، في نهاية "البهو الفرعوني"، وبه شاشة تلفزيون تبث الجلسات مباشرة، ليتابع النواب فاعليات الجلسة.


كما يلجأ للبهو الفرعوني النواب الغاضبون والمعترضون والمنسحبون من الجلسات باختلاف أسبابهم، وتتعالى فيه الصيحات أحيانًا نتيجة النقاشات الحادة والساخنة بين النواب، ولاسيما عمل التربيطات اللازمة.

 


أما الأسعار فتجدها مخفضة؛ حيث يحتوي على مطبخ تقتصر خدماته على تقديم الوجبات السريعة من ساندوتشات بطاطس إلى الجبنة البيضاء والرومي، سعر الواحد منها 3 جنيهات فقط، وكوب الشاي بجنيه واحد فقط، وفنجان القهوة لا يتجاوز الجنيهين.

 


 

اقرأ أيضا: «كرسي العرش».. تحفة فنية من العصر الملكي يحافظ عليها متحف البرلمان