تساؤلات

هل يجرؤ «كيمو»!

أحمد عباس
أحمد عباس

فى الثامن عشر من يوليو من العام قبل الفائت ٢٠١٨، أعلن المشغل الأحمر لخدمات التليفون المحمول "فودافون" رسميًا عن إطلاق خدمة الجيل الرابع، التى قالوا عنها فى حينها إنها ستغير وجه الاتصالات فى مصر، ويمكن عبرها أن يحدث أى شىء، فإذا أردت أنت المواطن أن تشاهد فيديو عالى الدقة والجودة ستستطيع ذلك بمجرد ضغطة زر، وربما قبل أن تضغط سيجرى تحميل الفيديو لتشاهده فورا بمنتهى السرعة.

وإمعانا فى ثقة الشركة الحمراء فى ذاتها، أقامت حدثا فريدا من نوعه، أقيم فى حلبة لتسارع السيارات بمنطقة مدينة العبور، دُعى إليه صحفيو قطاع الاتصالات فقط للحضور، أما المذيعون ومشاهير الإعلاميين فأقيم لهم حفل فاخر من نوعية "الفايڤ ستارز" بأحد الأماكن الفارهة جدا.

المهم.. استعانت الشركة بنجم سنيمائى فى رياضة قيادة السيارات فى مصر اسمه "عمرو ماجيڤر"، لزوم "شُغل السيما"، واستحضرت الشبكة الإنجليزية سيارة أعتقدها كانت من ماركة "سوبارو"، وغطت زجاج نوافذها وواجهتها الأمامية بلاصق استيكر مُعتم منقوش عليه علامة "فودافون"، بحيث لا يرى من فى الداخل الطريق أمامه تمامًا. استقل ألكسندر فرومان الرئيس التنفيذى السابق للشركة كرسى قائد السيارة، وصاحبه نجم السنيما الشهير، وأدار سيارته وانطلق بها يمرق بين منحنيات صعبة جدا مرسومة بأقماع بلاستيكية تحدد المتاهة، ذلك طبعًا بعد أن زرعت الشركة شاشات صغيرة داخل صالون السيارة موصولة بالإنترنت عبر شبكتها "الخطيرة"، لنقل صورة لحظية من الخارج للداخل اعتمادا على سرعة الشبكة التى لا يجسر على التشكيك فيها أحد، والحق أن الترتيبات التقنية للاختبار كانت عالية جدا، فلا يمكن أن تضحى الشركة بسلامة رئيسها التنفيذى لإثبات جودة وسرعة الشبكة للعملاء.

جرى الحدث بالدقة المطلوبة، وصفق الحضور وأنا معهم، حيينا الرجل بكلمات إنجليزية ركيكة من نوعية "واو.. كم كان هذا مذهلا"، وانتهى العرض.

تبعت الشركة هذه "اللقطة" بحملة إعلانية ضخمة على كل الشاشات الفضائية، والطرق، حتى كوبرى أكتوبر والمحور لم يسلما من هذه البوسترات الحمراء، التى تقنع أكثر من نحو ٤٣ مليون شخص هم إجمالى عدد عملاء الشركة حينها، بأنه لا مثيل لشبكتهم، وأنهم سينعمون بخدمة اتصالات مميزة للغاية لن يلاقوها مع أى شبكة أخرى.

الآن أنا أسأل.. ماذا لو قررت الشركة إجراء نفس التجربة الآن برئيسها التنفيذى الجديد محمد عبد الله الشهير بـ "كيمو"، ولكن بظروف عادية بلا أبراج لتقوية الشبكة فى المكان المطلوب!، هل سيخرج السيد "كيمو" سليمًا معافى من هذا الاختبار!، بالقطع لا، فلن تصله صورة لحظية من الخارج، وربما لن تصله صورة أصلا، ولا حتى سينجح أحد فى إنقاذه بمكالمة هاتفية عبر الشبكة، أو لعله سيصطدم بعلامة مملة تدور أمامه "جارى التحميل∪ فيفقد طريقه، ويرشق فى قُمع لئيم يكون مختبئا بمهارة..

الآن وبعدما آلت إليه الشبكة من سوء خدمة.. هل تجرؤ يا سيد "كيمو" على إعادة تجربة "فرومان" مرة أخرى!