أزمة كورونا «تحبس الأنفاس».. سعر اسطوانة الأكسجين يتخطى الـ6 آلاف جنيه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: ريم حمادة

◄ نقص حاد فى المعروض.. والاستيراد وراء تعطيش السوق
◄ «باعة»: الأسطوانات موجودة ويتم إخفاؤها لمضاعفة السعر
◄ «صيادلة»: الحصول عليها بالحجز «لو عرفنا نجيبها»

رغم معاناتهم وخوفهم من الإصابة بوباء كورونا، لم تمهلهم الجائحة في الحصول على مستلزمات الشفاء منه، فمع  تصاعد حدة وأرقام  حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 خلال الموجه الثانية له، باتت اسطوانات الأكسجين التي تحتاجها بعض الحالات المتوسطة والشديدة الخطورة لإنقاذهم من هذا الوحش الذي يتسلل بداخل صدورهم .

 غاية لا يصل إليها المرضى إلا بشق الأنفس وهو ما اتضح مع انتشار الاستغاثات المطالبة بتوفيرها سواء بالقاهرة أو المحافظات، ناهيك عن سعرها المرتفع الذى يجعلها متاحة في يد المقتدرين  ليُحرم الفقير من الحصول عليها إن وجدها.

الأخبار المسائي عايشت عدداً من  اهالي مصابي كورونا في رحلة البحث عن اسطوانات الأكسجين ، وتقصت عن أسباب ندرتها بالصيديات والأسواق، كما رصدت استغلال بعض التجار للأزمة، وفي المقابل رصدنا أيضا نشاط "أهل الخير" الذين يساعدون في توفيرها.

 

ندرة اسطوانة الأكسجين بالأسواق والصيدليات

في البداية تقول نبيلة محمد، إحدى الصحفيات التى أصيبت مؤخرا هي وأسرتها بفيروس كورونا المستجد، إنها ذاقت الأمرين في البحث عن اسطوانة أكسجين لإنقاذ حياة زوجها، والذى كانت حالته أشد خطورة منها، وعندما فشلت في الحصول عليها استعانت بأصدقاء الأسرة وطلبت منهم المساعدة في البحث عن أسطوانة.  

 

وأضافت: "أسكن في منطقة المعادى التى تكتظ بكبري الصيدليات ،وللأسف لم أجد اسطوانة أكسجين تنقذ حياة زوجي بعد رحلة بحث يوم كامل، فبعد عدد كبير من الاتصالات بصيدليات منطقتى والمنطقة المحيطة لم أجد، فلجأت إلى صديق زوجي، وسأل بدوره في عدة صيدليات ولم يجدها سوى صيدلية وفي فرع المهندسين" .

اقرأ أيضا| حوار| مستشار «الطاقة الذرية» السابق: مفاعل الضبعة مؤَمَن ضد الزلازل

وتابعت: "اشتريت الاسطوانة الأكبر حجما 40 لتراً، من المهندسين وبلغ سعرها  6200 جنيه".

 فيما يقول أحمد عصام من القاهرة، والذي قابلناه أمام إحدى منافذ ومحال بيع المستلزمات الطبية بشارع القصر العيني، أنه عانى من البحث للحصول على اسطوانات أكسجين، والذى يتكفل باحضارها هو ومجموعة من أصدقاءه  كعمل خيري لمساعدة اهالى قريته ومسقط رأسه.

 

وأضاف، أنه عثر عليها في بعض الصيدليات الكبرى، إلا أنه فضل أن يأتى لهذه المنافذ لتكون الأسعار أرخص من الصيدليات خاصة وأنه يحتاج لعدد منها مؤكدا أن سعر الاسطوانة متوسطة الحجم في متاجر بيع المستلزمات الطبية أرخص ب800 جنيه من نظيراتها بالصيدليات.

 

من ناحيته قال الصيدلي ربيع دنداروي صاحب إحدى الصيدليات، وعضو سابق لمجلس نقابة الصيادلة، أن الأزمة تكمن في ازدياد الطلب على هذه الاسطوانات مع ازدياد أعداد الإصابات، فحجم الطلب يفوق حجم العرض، موضحا أن المشكلة ليست في تعبئة الغاز ولكن في ندرة أجسام الاسطوانات والمنظم  المستوردين من الصين، مضيفا أن ذلك الأزمة ليست محلية فقط وإنما  عالمية.

وأشار إلى أن هذه الاسطوانات من الممكن تعقيمها وإعادة استخدامها ولكن بشكل عام عدد الاسطوانات غير كافي ، وتابع: "أنا كصيدلي بجبها بالحجز والطلب، ولو عرفت اجيبها من التجار يبقى كويس".

 

استغلال الأزمة 

على الجانب الآخر، يظهر من يحاولون استغلال الأزمة حيث أكد محمد، أحد العاملين بأحد منافذ بيع المستلزمات الطبية، إن هذه الاسطوانات موجودة ولكن يتم منع نزولها الأسواق عن عمد من قبل عدد من المستوردين بهدف رفع سعرها، وهو مايحدث عادة مع الكثير من السلع أو المستلزمات وقت ذروة الطلب عليها، حيث يزداد تجار السوق السودا.

ومع مرورنا على عدد من منافذ بيع الاسطونات، وجدناها متوفرة  بعدد منهم دون آخر، وقال أحد البائعين متحدثا عن الأحجام والأسعار إنها تتوفر بأحجام متفاوتة من 10 : 40 لترا، أما سعر الـ10 لتر بـ 1750 ويصل إلى 3500 جنيه للحجم الكبير بالإضافة لسعر المنظم، مضيفا أنه يتم ملئها من منطقتيتن فقط إما من صيدلية الإسعاف بوسط البلد أو من صيدلية بجوار قسم ثان مدينة نصر او من عند «عم سيد عند كوبري امبابة»، وتكلفة ملئها بالغاز لاتتعدى 30 أو 40 جنيها.

 

واستطرد: "الازمة في جسم الاسطوانة نفسة والمنظم لأنه يتم استيرادهم .. أحيانا ناس من الأقاليم بيجوا يخدوا مننا وأحيانا أخلى نقوم بشحنها لهم".

واضاف صاحب محل آخر، أن هذه الاسطوانات ناقصة بالأسواق وعدد من الصيدليات القليلة تبعيها أو تأجرها، مؤكدا أن سبب نقصها بالاسواق لاستغلال عدد من المستوردين الأزمة لانها تأتي مستوردة من الصين، فهناك من التجار من يعطش السوق لها للتربح من ارتفاع الأسعار، واشار إلى أن هذه الاسطوانات لا يمكن لمن يشتريها إرجاعها مرة ثانية للمحل بعد ان يتم تفريغها، ولكن المريض ممكن يأن ملاءها بالغاز ويستخدها أكثر من مرة إلا اننا لانقبلها بعد الاستخدام لانها «ممنوع ترجع».

فاعلي الخير

مع تزايد الأزمة، نجد أيضا نشاط الخير من الشباب المصري الذي يدعم ويساند دائما بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية، وهو ما لاحظناه من انتشار صفحات الخير على مواقع التواصل الاجتماعي وجروبات (الواتس اب )في محاولة لتجميع المبالغ والبحث عن هذه الاسطوانات لتوفيرها لأهالى منطقتهم  أو قريتهم .

ورصدت "الأخبار المسائي" استغاثات عدد كبير من صفحات المدن والقرى المختلفة من عدم توفر هذه  الاسطوانات وندرته ،  وقال إسلام احد الشباب المتطوع بمحافظة الغربية، إنه كان يساعد هو وزملاءه  مرضى كورونا من خلال توفير الوجبات الصحية ولكن مؤخرا تم تغيير النشاط وتوجيه كل المبالغ التى يتم تجميعها لتوفير اسطوانات الأكسجين التى يحتاجها المرضى، متابعا: "للاسف غير متوفرة وسعرها مرتفع، ونبحث عنها في محافظات أخرى".

وتابع: "مؤخرا اتفقنا على 100 اسطوانة  بعد تجميع المبلغ من فاعلي الخير وبعد ما دفعنا التاجر قالنا معلش  مش حعرف أسلم.. هي دي الأزمة الحقيقية  تجار معندهاش ذمة ولا ضمير".

وعود بانفراج الأزمة 

من ناحيته أكد محسن التاجوري عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستوردين بالغرفة التجارية، أن هناك اعتمادات لدفعات جديدة من الاسطوانات والمنظمات، تم استيرادها من الصين وستكون بالأسواق خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفاً أن هناك محاولات أيضاً لتخفيض أسعارها مطالباً الجهات الرقابية بعمل حملات مستمرة على الأسواق لكشف تجار السوق السوداء والضرب بيد من حديد لمن يستغل الأزمة.