«متاتيا».. قصة أشهر مقهى في العتبة

 قهوة متاتيا
قهوة متاتيا

محمود عراقي


ظلت قهوة «متاتيا» في العتبة الخضراء، شاهدا على فترة من أروع فترات النهضة الأدبية في مصر، اتخذها الشاعر حافظ إبراهيم، مركزا له حتى وفاته.

 

كانت "متاتيا"، ملتقى الشعراء في ذلك الوقت، جمعت حافظ إبراهيم، وإمام العبد، والمويلحي، والمازني، وعبدالعزيز البشري، وألف فيها حافظ إبراهيم، الكثير من قصائده ومنها ملحمة "عمر بن الخطاب"، وأنشد فيها وطنياته.

 

وكانت "متاتيا"، تحمل اسم "يونيفرسال" وقبله "جراسمو" قبل أن تتحول إلى اسم مؤسسها، ولم يقصد أحد حافظ إبراهيم، فيها إلا ودعاه إلى مائدته وبادله الحديث وإذا كان شاعرا أنشده أو سمع منه، وكان الباعة الجائلون وماسحو الأحذية لا يكفون عن التجول في أرجائها لعرض بضائعهم.

 

 

وبعد وفاة حافظ إبراهيم، عام 1932 انصرفت عن "متاتيا" حشود الشعراء والأدباء، وبعد نقل المحكمة المختلطة من وسط ميدان العتبة أمام القهوة كان ذلك إيذانا بانتهاء العصر الذهبي لها، حتى تحولت في أيامها الأخيرة إلى مجرد حانة من حانات الدرجة الثالثة قبل أن تغلق أبوابها.

 

ووجدت بلدية القاهرة أن مبنى قهوة "متاتيا" المواجه لدار الأوبرا آيل للسقوط، فأمرت بإخلاء القهوة، وتم الإخلاء وأزيلت لتنتهي قصة مقهى شاعر الشعب "حافظ إبراهيم".


أخبار اليوم 4-4-1964

 

اقرأ ايضا || العتبة الخضراء .. رواية نجيب محفوظ «الضائعة»