العنف ضد التركيات «متواصل».. مقتل أستاذة جامعية بإسطنبول وحرق جثتها

الأستاذة الجامعية الضحية
الأستاذة الجامعية الضحية

لقت محاضرة جامعية تركية مصرعها في مدينة اسطنبول، على يد شخصٍ مجهولٍ، قتلها في منزلها، ثم قام بإحراق جثتها، في حادثةٍ فتحت من جديد مجال الحديث عن حوادث العنف ضد المرأة في تركيا.

وقالت وسائل إعلام تركية إن المحاضرة الجامعية إيلين سوزر قُتلت في منزلها في حي مالتبيه باسطنبول، بعد أن ضربها قاتلها، الذي يشتبه أن يكون صديقها السابق، بأداة حادة، ثم قام بإحراق جثتها عبر استخدام مادة كاوية.

وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن الأستاذة الراحلة سوزر كانت تعمل مساعدةً لعميد كلية التربية في جامعة إيدن في مدينة اسطنبول، كبرى المدن التركية.

وفي الأثناء، أصدرت جامعة إيدن، التي كانت الضحية تعمل بها، بيانًا نددت خلاله بالجريمة، قائلةً إن مثل هذه الجرائم باتت تتصاعد في السنوات الأخيرة في البلاد، وضحاياها من النساء وآخرهم "سوزر".

مسلسل متواصل

وتواصل بذلك مسلسل العنف ضد المرأة في تركيا، والذي تصاعد في الآونة الأخيرة، ففي وقتٍ سابقٍ من شهر ديسمبر الجاري، أعلنت منظمة "KCDP" المناهضة لقتل الإناث، عن وفاة 29 امرأة في تركيا خلال حوادث عنف أسري، خلال نوفمبر الماضي فقط، مشيرةً إلى أن غالبية النساء قُتلن لرفضهن عرض الزواج، أو طلب الطلاق، أو المصالحة مع أزواجهن.

وأشارت المنظمة حينها إلى أن في بعض الحالات لم يكن من الممكن تحديد سبب الوفاة، مضيفةً أن 86% من النساء المتوفيات قتلن بالرصاص في منزلهن، حسب قولها.

وانحنت المنظمة باللائمة على الحكومة التركية، متهمةً إياها بعدم السعي نحو التطبيق الفعلي لاتفاقية اسطنبول، الخاص بحماية العنف ضد المرأة.

غياب تنفيذ اتفاقية اسطنبول

وقالت منظمة "KCDP"، إن الحكومة التركية لديها موقف سلبي تجاه قتل الإناث، وإن اتفاقية اسطنبول لم تُنفذ بشكل فعال، خاصة القانون رقم 6284، الذي يهدف إلى حماية المرأة من العنف.

وأكدت المنظمة أن المحاكم أصدرت أحكامًا مخففة على الرجال بناءً على حسن سلوكهم، وزعمهم أنهم تعرضوا للعنف من قبل النساء.

يذكر أن اتفاقية اسطنبول، التي وقعت عليها تركيا في مارس 2012، تشير إلى أن العنف ضد المرأة يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وإحدى صور التمييز ضد المرأة، وتنوه إلى جميع الانتهاكات القائمة على نوع الجنس، والتي يرتب عليها، أو قد يترتب عليها، إيذاء جسدي أو جنسي أو نفسي أو اقتصادي أو معاناة للمرأة، بما في ذلك التهديد بهذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، وذلك في الحياة العامة أو الخاصة.