مسافر مصاب بكورونا.. هل تنتقل العدوى على الطائرة؟ 

مسافر مصاب بكورونا.. هل تنتقل العدوى على الطائرة؟ 
مسافر مصاب بكورونا.. هل تنتقل العدوى على الطائرة؟ 

واقعة مأساوية شهدتها رحلة طيران تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية، الأيام الماضية عندما أصيب أحد الركاب بما بدا وأنها أزمة قلبية، ليهرع طاقم الطائرة وبعض الركاب لمساعدته، قبل أن يتضح أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد.


للتفاصيل عن الرحلة: ذعر بين السماء والأرض.. صعد الطائرة مصابا بكورونا فجاءت النهاية


رغم أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي(IATA) أكد أن خطر انتقال فيروس COVID-19 على متن الطائرات منخفض حتى بدون تدابير خاصة، كما قامت دراسة  قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية ونفذتها شركة الطيران الأمريكية "يونايتد إيرلاينز" ذات الشركة التي شهدت واقعة الراكب المصاب بكورونا، وشركة "بوينج" الأمريكية المصنعة للطائرات توصلت أن خطر إصابة أحد الركاب بفيروس COVID-19 أثناء وجوده على متن الطائرة، منخفض للغاية مع وجود 44 حالة محتملة محددة للانتقال المتعلق بالرحلة بين 1.2 مليار مسافر، هذه حالة واحدة لكل 27 مليون مسافر.


 لكن ماذا يحدث إذا كان هناك راكب على الطائرة مصاب بكورونا هل ينقل العدوى؟ هذا ما نحاول رصده خلال السطور التالية: 


 يقول الطيار أدهم حسن، أن داخل الطائرة الهواء الذي يقوم الراكب باستنشاقه مصدره المحركات التي تسحب الهواء الخارجي، وبعد ذلك يمر في صمامات لإعادة تدويره لتجفيف الرطوبة و أي سوائل موجودة في الهواء مثل البخار و العوالق و يتم التحكم في درجة حرارته لتكون مناسبة للركاب. 


وتابع أدهم ، بعد ذلك يدخل الهواء في وحدة خلط مضغوط MIX MANIFOLD و  بدورها تقوم بتوزيع جزء منه في كابينة الركاب عن طريق مسارين منفصلين الأيسر لكابينة القيادة و الأيمن لكابينة الركاب.


وأكد الطيار أدهم حسن، أن ما يخرج من ركاب الطائرة مثل العطس أو الكحة أو إخراج الريح أو التدخين أو رائحة العرق ، يتم إعادة سحبها لإعادة تدويرها و وبعد ذلك يتم سحب الهواء ويمر بوحدات تسمى ب HEPA Filters و وهذا اختصار ل High Efficiency Particulate Air ، هذه الفلاتر مصممة لشفط و تنقية أي أجسام محملة في الهواء حجمها أكبر من 0.3 ميكرون.


وأوضح الطيار أدهم ، أن درجة نقاء الهواء على الطائرة تصل لـ 99,95% و هي نفس نوعية الفلاتر المستخدمة في العنايات الفائقة بالمستشفيات لمنع العدوى، وهذا سبب أن الجو داخل الطائرة دائما شديد الجفاف و يساعد على الشعور بجفاف في الحلق و الأنف.


وأكد الطيار أدهم أن الهواء داخل الطائرة يمر و يعاد تدويره من خلال هذه الفلاتر تقريبا 30 مرة في الساعة الواحدة، بمعنى أن الهواء داخل الطائرة يعاد تدويره بالكامل كل 2-3 دقائق فقط و هذا أنقى مكان ممكن تتنفس فيه من بيتك نفسه لأن ضخ الهواء يمر من فوق السقف بسرعة متر في الثانية و بيتم إعادة شفطهم من أماكن مخصصة في الأرضيات تحت الكراسي.


ونوة الطيار أدهم حسن، أن الحالة الوحيدة التي من الممكن أن تتصاب من خلالها بفيروس على متن الطائرة إذا كنت تجلس بشكل مباشر بجانب مريض بالفيروس في مساحة 6-8 قدم (تقريبا صفين كراسي) لأنه بذلك إصابة مباشرة قبل تدوير الهواء المحمل للفيروس.


ونصح الطيار أدهم حسن ركاب الطائرات بارتداء قناع وجه، والحرص على بقاء الأيدي نظيفة دائما وتعقيم أي شيء قبل استخدامه، لأن فيروس  كورونا ينتقل  في أغلب الأوقات عبر الرزاز، وحينها مهما كانت جودة فلاتر التنقية للهواء لن تفيد لأنها لن تحمي من الرزاز المتساقط حول المصاب.


دراسة وزارة الدفاع الأمريكية 
بينما قمت وزارة الدفاع الأمريكية، باختبار أكد انخفاض مخاطر انتقال فيروس كورونا COVID-19 على متن الطائرات، وكشفت الدراسة الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن خطر انتقال فيروس كورونا المستجد على متن رحلات الطيران منخفض جدا، وأكد الباحثون أنه حينما يكون راكب الطائرة مرتديا للكمامة، فإن ما يقارب 0.003% فقط من جزيئات الهواء التي تتحرك في منطقة تنفسه هي التي تكون ناقلة للعدوى.
وأوضحت الدراسة أن نسبة نقل العدوى بين ركاب الطائرات تظل في هذا المستوى المتدني جدا، حتى وإن كانت مقاعد الطائرة مشغولة بالكامل، وهذا معناه أن خفض الطاقة الاستيعابية ليس ضروريا، كما أوصى من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي.


وقامت الدراسة التي نفذتها شركة الطيران الأمريكية "يونايتد إيرلاينز" وشركة "بوينج" الأمريكية المصنعة للطائرات، أن هناك راكب واحد مصاب على متن الطائرة، ثم قاست احتمال نقل المرض إلى آخرين، لكن الباحثين لم يأخذوا بالحسبان احتمال قيامه بالتحرك داخل الطائرة.
وتم تمويل الدراسة والإشراف عليها من قبل إدارة النقل التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وهي مؤسسة تقوم بتسيير رحلات تجارية لفائدة أفراد الجيش الأمريكي وعائلاتهم.


وقال كبير مسؤولي العملاء في شركة "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية، توبي إتكفيست، إن هذه الدراسة تكشف أن احتمال الإصابة بالفيروس خلال الرحلات يكاد يكون شبه منعدم.


معالجة الهواء


وتم إجراء التجربة على طائرتين من طراز "بوينج 777" و"بوينج 767"، وكشفت النتائج أن الكمامات ساعدت على تقليل خطر انتشار العدوى عندما يقوم شخص ما بالسعال حتى وإن تعلّق الأمر بأشخاص قريبين منه، وذلك لأن أنظمة معالجة الهواء على متن الطائرة تتيح تصفية ما يقارب من 99.99% من تلك الجزيئات بشكل فعال.


واستغرقت الدراسة ما يزيد عن 6 أشهر، كما حرصت على إجراء 300 فحص خلال 38 ساعة من الطيران، و45 ساعة من الاختبارات على الأرض، وقدّر الباحثون أن الشخص المعافى من العدوى، يحتاج إلى السفر لمدة تصل إلى 54 ساعة على الطائرة مع شخص مصاب حتى يتلقى جرعة قادرة على الإصابة بالعدوى.


أظهر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا)، انخفاض معدل انتقال فيروس كورونا المستجد COVID-19 على متن الطائرة مع إحصاء محدث للحالات منذ بداية عام 2020، حيث تم الإبلاغ عن 44 حالة إصابة بـ"فيروس كورونا" يُعتقد أن انتقال العدوى كان مرتبطًا برحلة طيران (بما في ذلك الحالات المؤكدة والمحتملة  خلال نفس الفترة التي سافر فيهل حوالي 1.2 مليار مسافر.

خطر الإصابة 
ويبدو أن خطر إصابة أحد الركاب بفيروس COVID-19 أثناء وجوده على متن الطائرة، منخفض للغاية مع وجود 44 حالة محتملة محددة للانتقال المتعلق بالرحلة بين 1.2 مليار مسافر، هذه حالة واحدة لكل 27 مليون مسافر.


قال الدكتور ديفيد باول، المستشار الطبي لاتحاد النقل الجوي الدولي: "نحن ندرك إن هذا قد يكون أقل من الواقع، ولكن حتى لو لم يتم الإبلاغ عن 90٪من الحالات، فستكون حالة واحدة لكل 2.7 مليون مسافر ونعتقد أن هذه الأرقام مطمئنة للغاية علاوة على ذلك، حدثت الغالبية العظمى من الحالات المنشورة قبل انتشار ارتداء الكمامات على نطاق واسع".


جاء سبب انخفاض الأرقام المصابين بكورونا على متن الطائرات لما قامت به شركات إيرباص و بوينج و إمبراير لتصنيع الطائرات للأبحاث الديناميكية المنفصلة التي أجراها كل مصنع في طائراتهم في حين اختلفت المنهجيات بشكل طفيف، حيث أكدت كل شركة أن أنظمة تدفق هواء الطائرات تتحكم في حركة الجسيمات في المقصورة، مما يحد من انتشار الفيروسات.