تعيش مدينة ماسنتا، الواقعة جنوب جمهورية غينيا، بين حينٍ وآخر على وقع اشتباكاتٍ عرقيةٍ طائفيةٍ عنيفةٍ، نتيجة صراعات جوهرها عقائدي في هذه المدينة.
ودامت أخر هذه الاشتباكات يومي السبت والأحد الماضيين، وأسفرت عن سقوط 11 قتيلًا على الأٌقل، حسبما أفادت مصادر طبية وكالة فرانس برس.
ولا تخلو مدينة ماسنتا، الواقعة في منطقة غينيا الغابية، من أعمال العنف التي تحدث باستمرار بين طائفتين، هما "توما مانيا"، ذات الأغلبية المسلمة وقبيلة "توما"، التي يعتنق أغلبيتها عقيدة أفريقية تقليدية تُسمى "العقيدة الأرواحية".
ونقلت الوكالة الفرنسية، عن مصادر محلية قولها: "إن أعمال العنف الأخيرة اندلعت بسبب رفض أفراد طائفة توما مانيا تدشين مقرّ إقامة للزعيم الروحي لطائفة توما في المدينة، وإقامة حفل تنصيبه فيها".
(للمزيد طالع: 11 قتيلًا على الأقل في أعمال عنف طائفية في جنوب غينيا)
ويمثل المسلمون الغالبية العظمى من مجمل تعداد سكان غينيا، الذي يبلغ أكثر من 13 مليون مواطن، وتبلغ نسبتهم نحو 85% من جملة السكان، فيما تمثل نسبة المسيحيين نحو 8% من السكان، أما أتباع الديانات الأفريقية التقليدية، والتي على رأسها العقيدة الأرواحية أو الإحيائية (في مسمى آخر).
ما هي العقيدة الأرواحية؟
العقيدة الأرواحية هي الاعتقاد بوجود الأرواح، وأن أي نظام حي أو كائن أو حتى المواد الجامدة أحيانًا يمتلك نوعًا من الروح مثل الحجارة، والنباتات، وكذلك في الظواهر الطبيعية مثل الرعد، وحتى بداخل الجبال والأنهار، وفق معتقدات أتباع هذه الديانة الوضعية.
والعقيدة الأرواحية أو الإحيائية، ضمن الديانات الأفريقية التقليدية، التي تشمل الإيمان بكمية مختلفة من الآلهة العليا والسفلى، حسب معتقدات أتباعها، بما في ذلك في بعض الأحيان خالق أعلى، والإيمان بالروح، وتكريم الموتى، واستخدام السحر والطب التقليدي الأفريقي.
والعقيدة الأرواحية في الديانات الأفريقية التقليدية، هي عبارة عن مجموعة من المعتقدات بروح الطبيعة المختلفة قد تكون موصوفة بأنها إحيائية، ولكن هذه العبارة سبب الكثير من الاختلافات بالرأي بين علماء الثقافة الأنثروبولوجيا.
ويعتبر وصف ما تُسمى بالديانات الأفريقية التقليدية بـ"الإحيائية" هو بمثابة اختصار التفاعل الأغنى والأكثر تعقيدًا بين الشيوخ، والأجداد في المناطق الأفريقية، التي تعرف تواجد هذه النوعية من المعتقدات.
