«صناعية زراعية وبدون أمية»| قرية السلام بالشرقية تعيش بالجهود الذاتية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«السلام» هي إحدى قرى مركز بلبيس بمحافظه الشرقية، أيقن أهلها منذ سنوات أن التنمية بقريتهم لن تتحقق إلا بسواعدهم فبادروا بالتبرع بالأراضي والأموال لتنفيذ العديد من المشروعات الخدمية والتي ساهمت في ارتفاع نسبة التعليم بها وانخفاض معدل محو الأمية والبطالة.

وضربت القرية المثل الأعلى في تنفيذ المشروعات بالجهود الذاتية دون انتظار لدعم الدولة المادي والخدمي، وأصبحت من القرى النموذجية التي تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون مدينة.

 

عمدة القرية

يقول محمود صالح عمدة القرية إن القرية تأسست عام 1970 وتعد من أكبر القرى المصرية من حيث المساحة إذ تبلغ مساحتها 60 كيلو متر وتمتد حدودها من مدينة بلبيس وحتى مدينة العاشر من رمضان وتضم 40 عزبة يقطنها 50 ألف نسمة ويخترقها الطريق الدائري الإقليمي الجديد بطول 3 كيلو متر وهي تضم ضريح ومسجد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الذي يقام له سنويا احتفالية كبرى يشهدها كبار المسئولين .

 

مدير الأوقاف الأسبق

أضاف: «ضرب أحد أبنائها المثل الأعلى في تقديم الجهود الذاتية وهو المرحوم الشيخ عبد الغني محمود مدير عام الأوقاف الأسبق الذي يعد الجندي المجهول وصاحب اليد البيضاء لتنفيذ المشروعات الخدمية بالقرية»..

 

وأكمل عمدة القرية: «الشيخ عبد الغني تبرع بمساحة 41 فدانا لإقامة مجمع تعليمي أزهري يضم 7 معاهد ابتدائية وإعدادية وثانوية و10 مدارس للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي الزراعي كما تبرع بمساحة 5 أفدنة لإقامة مجمع للمصالح الحكومية يضم رئاسة الوحدة المحلية القروية وبنك القرية ومكاتب للبريد والضرائب العقارية والتضامن الاجتماعي ودار حضانة مستشفى تكاملي .. كما تبرع بـ 12 قيراطا لإقامة جمعية زراعية وصرف مستلزمات الإنتاج الزراعي لأبناء القرية».

 

وامتدت جهود الشيخ عبد الغني لرعاية كبار السن حيث تبرع بنصف فدان لإقامة دار لرعاية المسنين مزود بكافة مقومات المعيشة التي توفر الراحة النفسية لنزلائه، ولكن للأسف بعد مرور عدة سنوات على تشغيله تم إغلاقه وتحويله إلى مخزن تابع بمديرية التضامن الاجتماعي دون مبرر، وطالب بضرورة تشكيل لجنة تقص الحقائق لبحث أسباب غلق تلك الدار التي كانت تضم عدد من الموتيلات ونادي ومطعم كبير وسيارة لرحلات المسنين».

 

ويقول عمدة القرية إن تبرعات الشيخ عبد الغني محمود امتدت بعد وفاته، حيث خصصت الجمعية الخيرية الخاصة به مساحة 10 آلاف متر مربع فضاء لإقامة مجمع للمدارس التجريبية يضم مدارس للروضة الابتدائي والاعدادي والثانوي وصدر قرار بتخصيص من الجهات المختصة منذ أكثر من عامين ولم يتم تنفيذه رغم افتقار مركز بلبيس بأكمله لتلك النوعية من المدارس  ... كما تبرعت أسرته بعد وفاته بمساحة 16قيراطا من أملاكه لإنشاء مدرسة إعدادية للبنات لفصلها عن المدرسة المشتركة وأصر أهل القرية على إطلاق اسمه عليها تكريما لذكراه».

 

الأهالي يكملون المسيرة

وسار أهالي قرية السلام على نفس نهج الشيخ عبد الغني محمود، حيث تبرع عدد من الأهالي بالأراضي اللازمة لإنشاء 5 مدارس للتعليم الابتدائي والإعدادي، كما بادروا بتأسيس 3 جمعيات خيرية لخدمة أهالي القرية وتقديم المساعدات المادية والعينية لذوي الدخول المحدودة بها.

 

اللافت للنظر في قرية السلام أن نسبة التعليم مرتفعة وتكاد تكون الأمية معدومة بين أبنائها بسبب انتشار المدارس بين ربوعها هذا علاوة على قيام عدد من المستثمرين بإنشاء 3 معاهد خاصة الهندسة وإدارة الأعمال والحاسب الآلي على الطريق الصحراوي الممتد أمام القرية.

 

بدون بطالة

ويقول عبد الحليم عبد السلام من أبناء القرية إن نسبة البطالة في قرية السلام تكاد تكون معدومة وذلك لإقامه عشرات من المصانع على أرضها والتي ساهمت في توفير ما يقرب من 12 ألف فرصة عمل هذا بالإضافة إلى قربها من مدينة العاشر من رمضان التي تضم المئات من المصانع.. كما تنتشر الصوب الزراعية ومعامل تخليق النباتات في القرية التي تساهم في توفير فرص عمل للشباب هذا علاوة على جمعية العادلية لاستصلاح وزراعة الأراضي  والتي تضم مساحة 14 ألف فدان  .

 

ويقول محمد حلمي عبد الحميد من مواطني القرية أن قرية السلام مؤهلة بأن تكون مدينة سياحية، حيث تضم تل أثري مساحته 70 فدانا يطلق عليه اسم تل اليهودية ولم يتم التنقيب فيه حتى الآن للكشف عن الكنوز المدفونة بأسفله حتى لا تتعرض للنهب والسرقة، كما يقام على أرضها سنويا مهرجان الخيول العربية التي تنظمه الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالمحافظة لتنشيط السياحة، كما تقرر  إنشاء على أرض القرية نادي للفروسية وقرية أولمبية، كما تشتهر تلك القرية بالحدائق المثمرة والمحاصيل الزراعية بكافة أنواعها ولذلك لمرور ترعة الإسماعيلية بها.

 

وأوضح أن المشكلة الوحيدة التي تعاني منها القرية هي افتقارها لمشروع الصرف الصحي ومركز شباب متطور .

شاهد ايضا :- الشرقية في أسبوع| تفعيل مبادرة «حياة كريمة» وإجراء اختبارات كورونا