سنة للأب قاتل ابنه «الحيلة»

قاتل ابنه
قاتل ابنه

 دينا صبري


احتفلت عائلتا أحمد وراوية بزواجهما على مدار سبع ليال، عمت الفرحة أرجاء محافظة أسيوط، ظفر أحمد بها بعد أن لفتت أنظاره واستولت على قلبه بجمالها الأخاذ وحيائها.


عاشا حياة هنيئة مستقرة، وبعد أشهر قليلة زفت راوية لزوجها خبر حملها بعد شعورها بأعراضه، طار من الفرحة وتمنى أن يرزقه الله طفلا ذكرا يحمل اسمه.. حتى حان موعد الولادة أخبره الطبيب أنها فتاة.. شابه بعض الضيق ولكن سرعان ما احتضن مولودته وحمد الله على هبته، بدأ الأهل يتوافدون على المستشفى للاطمئنان على راوية وحين علم أخوته أنها فتاة ألقوا على مسامعه كلمات السخرية التي أثارت غضبه ولكنه التزم الصمت.


مر عام ورزق بفتاتين توأمين.. اسود وجهه وهددها بالطلاق إذا لم تنجب له ذكرا، بكت راوية على حظها العثر وشرح له الطبيب أن الزوج هو المسؤول عن نوع الجنين وليس الزوجة.


لم يسلم أحمد من نكات إخوته الجارحة ونعتهم له أنه عاجز عن خلفة الصبيان، تولد لديه شعور بالعجز والقهر وقرر ترك المحافظة وأخذ بناته وزوجته وسافروا الى القاهرة واستقروا في منطقة مصر القديمة.


مرت سنوات وفقدت الحياة الزوجية بينهما معانى الحب والود وعاش أحمد في سجن مظلم صنعه اخوته من كلماتهم القاسية.. حلم بقلبه أمنية واحدة هي انجاب صبي يمحو أنين سنوات مضت.


حتى استجاب له الخالق ورزقه الصبي الذي طالما حلم به، ولكنه فقد زوجته التي أصيبت بنزف حاد بعد الولادة وتوفيت على الفور، تألم أحمد لفقد حب عمره واستطاع المولود تخفيف ألمه النفسي، وما إن أتم الصغير عامه الأول حتى اكتشف والده الصدمة الكبرى أنه يعاني من مرض العظم الزجاجي وعليه الاعتناء به وحذره الطبيب من اللعب مع أخوته حتى لا يصاب بأي مكروه قد يودي بحياته.


نزلت كلمات الطبيب كالسهام على قلبه وحزن على حال ابنه الصغير وأخذ على عاتقه حمايته وأفرط في تدليله على عكس اخوته البنات.


كبر الصغير وأصبح فى سن المراهقة وحاول سرقة أبيه وتسلل إلى غرفته ليلا وفتش عن المال ولكن استيقظ من نومه ورآه فصدم الأب وحاول تأديبه وجذبه من ملابسه وكال له ضربة بقبضة يده استقرت بصدره ثم طرحه أرضا بكل قوته...شعر الابن بآلام مبرحة بجسده وفقد وعيه.


قام الأب مسرعا بنقله إلى المستشفى لاسعافه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.. انهار الأب وسقط على الأرض واعترف بجريمته وتم التحفظ عليه وأحيل إلى النيابة التي أحالته إلى محكمة جنايات القاهرة وقضت برئاسة المستشار عبد السلام يونس وعضوية المستشارين طه إبراهيم عبد العظيم وولاء وجدى طاهر بمعاقبة المتهم بالسجن لمدة سنة مع الرأفة.