حكايات من السجون| أشعلت النار في زوجها.. والسبب مش بحبه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄امراة من الجحيم.. احرقت زوجها لانها لا تحُبه

أكدت في اعترافاتها أنها تزوجته رغما عنها ولم تُحبه بعد الزواج، وعندما طلبت الانفصال رفض بشدة وبدأ يتفنن في تعذيبها لشكه أنها على علاقة بشخص آخر يشغل قلبها وعقلها، حتى لو كانت هذه هي الأسباب الحقيقية التي دفعت المتهمة لقتل زوجها فهي مبررات لا ترقى لأن تكون سببًا مباشرًا يقف وراء ارتكاب جريمة قتل بهذه البشاعة كما سنوضح، والأمر المؤكد الذي لا يختلف عليه اثنين هو أن كل الأسباب التي ساقتها لتبرر بها قتل زوجها ليست أسباب كافية أو منطقية لـ تخفيف الحكم عليها.

لم يتخيل يوما المجني عليه أن نهاية رحلة حياته ستكون على يد زوجته التي اختارها وفضلها على الجميع، لم يكن يعلم وهو يوقع على عقد الزواج أنه يوقع بنفسه على شهادة وفاته، لم يمر أكثر من عام واحد على زواجه حتى انتهى كل شيء، بدأت القصة بلقاء عابر في إحدى المناسبات شاهدها المجني عليه لأول مرة، كان اللقاء الأول هو الباب الذي تسلل منه الحب إلى قلبه الوحيد، لم يستغرق وقتًا طويلًا في التفكير، على الفور تقدم لخطبتها على أمل أن يبدأ معها حياته الزوجية كما خطط لها، لكن على الجانب الآخر لم تكن العروس في قمة سعادتها بهذا الارتباط.

رفضت العريس بشكل بات وقاطع معللة رفضها بأنها مازالت في مرحلة الدراسة ولا ترغب في هذا الأمر، لكن أمام العادات والتقاليد بإحدى قرى شبين القناطر، رأي الفتاة لا يمثل سوى موضوع على هامش القضية، وبعد محاولات من الشد والجذب بين الفتاة وأسرتها كان قرار الأسرة هو الفيصل وتم إجبار الفتاة على الزواج بمن لا تحب، كان الجميع يقنعها بأن الحب سيأتي بعد الزواج، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، تبدل الحال تماماً بعد الزواج، لم تمضي سوى أيام قليلة حتى شعرت العروس أنها تسرعت كثيرًا في هذا الزواج، كان من المفترض أن تمنح نفسها بعض المقاومة حتى تدرس شخصية شريك حياتها، اكتشفت في زوجها بعض الصفات السيئة، أبرزها بخله الشديد، وغيرته عليها التي تجاوزت حدود المنطق على حد قولها، فرض عليها سجن اختياري، منعها من الخروج مطلقًا دون أن يصاحبها، وفرض قيودًا أكبر على زائري البيت بما فيهم أسرتها.

حاولت الزوجة في البداية أن تتجاوب مع طباع زوجها لكنها اصطدمت بالحقيقة المُرة، الحياة مع زوجها شيء شديد الصعوبة وأمر لا يطاق، حدثت أكثر من مشادة بينها وبينه في الأيام الأولي للزواج، بكت بحرارة بعد أسبوع واحد من زواجها، لم تصدق أن عروس في شهر العسل تعيش هذا الجو الكئيب، فكرت في أشياء كثيرة، الطلاق، الانتحار، الهروب من المنزل، لكن أين تذهب؟ أدركت أن الشيطان يقودها إلى الهاوية، اشتكت لوالدتها لكن دون جدوى، حيث قللت الأم من معاناتها وطلبت منها طاعة زوجها فقط ولا شيء غير ذلك.

ضاقت الزوجة بهذا الحصار، طلبت الطلاق وأصرت عليه هذه المرة، تركت منزل الزوجية وغادرت إلى منزل أسرتها، لكن النتيجة كانت أسوأ ما توقعت على الإطلاق، طردها والدها من المنزل وأجبرها على العودة لزوجها مؤكدًا لها أن الفتاة بعد الزواج ليس لها مكان سوى منزل زوجها، عادت إلى منزل الزوجية وهي تجر أذيال الخيبة وقلة الحيلة بعدما فقدت أي أمل في وضع حلول لحياتها الزوجية.

 القتل هو الحل

طلبت من زوجها أن يكف عن معاملته السيئة لها، وجهت له تحذير شديد اللهجة، مؤكدة له أنه سيدفع الثمن غاليًا، لكن الزوج لم يعرها أي اهتمام، لذا شرعت الزوجة في التخطيط للانتقام، تجردت من مشاعر الإنسانية، عقدت العزم على التخلص من زوجها، بعد أن ضاق بها الحال، من كثرة المشاكل معه ووصلت إلى طريق مسدود، ظلت تفكر يومًا تلو الآخر، في طريقة للتخلص من زوجها، حتى جاءت لها الفكرة الشيطانية، وهي قتله بشكل بشع لا يمكن لعقل أن يتخيله أو يفكر فيه، جاءت لها الفكرة الشيطانية، بأن تنتقم منه أشد انتقام.

 وضعت له المخدر في الطعام حتى ذهب في سُبات عميق، ثم أشعلت النيران في منزل الزوجية حتى اختفت ملامح الزوج تمامًا ثم غادرت المنزل ليبدو كل شيء طبيعيًا، كان كل شئ مرتب بدقة وعناية، ثم عادت بعد ارتكاب الجريمة بساعات، وجدت تجمعًا كبيرًا من الأهالي وسيارات الإطفاء تملئ المكان وعندما سألت عن السبب كانت الإجابة أن شقتها اشتعلت فيها النيران، تظاهرت بالحزن وبدأت في الصراخ والعويل وكأن الأمر كان مفاجئًا لها، وتطوع جميع الأهالي لتهدئتها والجميع يجعل الخدعة الكبرى التي قامت بها الزوجة القاتلة. 

تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق، وعثروا على جثة الزوج متفحمة تمامًا داخل غرفة النوم، وتم استدعاء رجال المعمل الجنائي للتحقيق في الواقعة وبيان سبب الحريق، كانت كل الدلائل تشير أن الحريق وقع نتيجة تسرب الغاز، لكن الصدفة البحتة جعلت أحد رجال النيابة العامة يتشكك في ملابسات الحادث، وأمر بتشريح الجثة لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة، كانت المفاجأة بعدما أكد تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه تناول كمية من الحبوب المخدرة وضعت له في الطعام، ما يفسر لغز احتراق المجني عليه دون أي محاولة منه للفرار من النار أو طلب الاستغاثة، بعد تضييق الخناق على الزوجة ومحاصرتها بالأسئلة قدمت اعترافات تفصيلية لجريمتها معللة ارتكابها للجريمة بأنها كانت لا تحب زوجها، قررت النيابة العامة توجيه الاتهامات لها بقتل زوجها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة تضليل العدالة وإحالتها إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.