«رجل الجبلين».. أول مومياء محنطة في التاريخ المصري

مومياء رجل الجبلين
مومياء رجل الجبلين

عرفت مصر التحنيط، وله طرق ومواد معروفة ولكن الجديد في هذه الدراسة للباحث الأثري على سرحان الباحث بجامعة جنوب الوادى هو حفظ الجثامين في الرمال البيضاء حيث ساعدت خاصية التربة الجبلية في تحنيط المومياوات.


ويشير الباحث على سرحان، إلى أن مومياوات الجبلين من عصر ما قبل الأسرات هي ست مومياوات حُنّطت تحنيطًا طبيعيًا تعود لحوالي 3400 ق.م من نهاية عصر ما قبل الأسرات في مصر، وتعد أول جثامين كاملة تُكتَشَف من عصر ما قبل الأسرات وأول عملية تحنيط طبيعياً في التاريخ المصري القديم ، استطاع "واليس بادج" حارس قسم المصريات في المتحف البريطاني بالكشف عنها في نهاية القرن التاسع عشر وكانت في مقابر رملية صغيرة بمدينة الجبلين (مكانها الحالي مدينة نجع الغريرة).

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن "بادج " استخرج جميع الجثامين من نفس المقبرة وأمكن تمييز جنس جثمانين منهم، أحدهما ذكر والثاني أنثى،أما الآخرين فغير محددي الجنس وأخذ المتحف البريطاني الجثامين عام 1900م.

وسجلت الوثائق وجود بعض الموجودات في المقبرة وقت الكشف من "قدور وقطع من أدوات من حجر الصوان".

وكانت ثلاثة جثامين من المعثور عليها مغطاة بأنواع مختلفة من الأغطية مثل حصيرة من البوص أو ألياف النخيل أو جلود الحيوانات وهي ما زالت باقية مع الجثامين وكانت الجثامين تتخذ وضع الجنين في بطن أمه راقدة على جنبها الأيسر وقت العثور عليها وعُرض أول جثمان كُشِف عنه بدءًا من عام 1901م في المتحف البريطاني باسم "جنجر" وهي كلمة تعني بني اللون وذلك بسبب شعره المائل للحُمرة وهذا الاسم لم يعد يُستخدم رسميًا وفقًا لسياسات أخلاقية جديدة تجاه البقايا البشرية.

 

ويوضح خبير الآثار، عملية الكشف عن الجثامين من حلال الدراسة حيث اتصل أحد سكان منطقة جبلين بالآثارى بادج عام 1896م وزعم عثوره على المزيد من المومياوات انتقل بادج إلى مكان الجثامين وأدرك على الفور أنها من عصر ما قبل الأسرات وأنها أول جثامين كاملة يجري التعرف عليها من هذا العصر وبدأ الكشف الذي أسفر عن ستة جثامين محنطة استُخرجت من الرمال الضحلة، ولم تشمل متعلقات المقبرة سوى قدر وُجد مع جثمان الأنثى البالغة مع بعض بقايا غصون وفروع وكتان مع الجثامين الأخرى وكانت الجثامين تُدفن عادةً في عصر ما قبل الأسرات عارية وأحيانًا ملفوفة بغير إحكام.

وبالدفن على هذا النحو يكون الجثمان مُغطى بالرمال الساخنة، فتتبخر معظم مياه الجثمان بسرعة أو تنفذ في مثل هذه الظروف البيئية ويعني هذا جفاف الجثمان وحفظه طبيعيًا واستُخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في عصر ما قبل الأسرات قبل تطور عملية التحنيط .

وينوه خبير الآثار، إلى أن عملية التحنط الطبيعي بالدفن في الرمال الجافة على هذا النحو، أدت إلى بدء الاعتقاد في البعث بعد الموت وسن عادة ترك الطعام والأدوات للحياة الأخرى وكانت جميع الجثامين في أوضاع متشابهة مرنة نائمين على جانبهم الأيسر وركبهم مرفوعة لأعلى جهة ذقونهم وبهذا فقد تم تحنيط هذه المومياوات تحنيطًا طبيعيًا في الرمال البيضاء وساعدت خاصية التربة الجبلية في تحنيط المومياوات.

ويعتير هذا هدية إلهية حتى تكمن فكرة المصري القديم في الخلود وقد كشفت البحوث التي أجراها عالم الأنثربولوجيا " جوفاني مارو " مدير مركز الأنثربولوجيا بمتحف تورين عن صائص مورفولوجية تتعلق بالجمحمة وأجزاء أخرى من الجسم يدل على الوضع الإجتماعي العالي لأهل المنطقة وعن طريق التكنولوجيا المتقدمة في جامعة لينكوبينج باستخدام تقنية التمثيل البصري المطورة في جامعة لينشوبينج تحت رعاية مركز التصوير المرئي C أمكن الكشف عن رجل الجِبلين  قبل 5500 سنة الذى كان محنطًا بالتحنيط الطبيعي أحد أشهر المومياوات المحفوظة بالمتحف البريطاني الذى عثر عليها عام 1896م في الجبلين.

وقد دفن المتوفى في حفرة ضحلة وكانت المومياء ملفوفة في الكتان وعلى الرغم من أن رجل الجبلين توفي قبل 5000 سنة  إلا أنه واحد من أفضل المصريين القدماء الذين تم الحفاظ عليهم على الإطلاق وبقاياه محنطة طبيعيًا بالرمال الحارة والجافة ولكن لم يكن معروفًا سبب وفاته.

 

اقرأ ايضا ||خبير في الأثار يكشف سرا من أسرار التحنيط عند الفراعنة.. فيديو