دراسة: إنسان العصر الحجرى القديم حافظ على التوازن البيئي

حفريات لحيوان برى
حفريات لحيوان برى

رصد الباحث الباليو أنثروبولوجي «ياسر الليثي » في دراسة له حرص إنسان ما قبل التاريخ على احترام الطبيعة والحفاظ على الحيوانات والنباتات باعتبارها أحد مكوناتها ولم يصطادوا الإناث في فترة التكاثر ظنًا منهم أن قتل الحيوان في البرية قد يوازي قتل الجنين داخل بطونهن.

وأوضح الباحث الباليو أنثروبولوجي ياسر الليثي أن الإنسان في تلك الفترة كان لديه إحساس فطرى  بالحفاظ على التوازن البيئى والتنمية المستدامة حيث أن البشر في تلك العصور لم يبحثوا  في عميلة الصيد مطلقًا عن التسلية ولم يبحثوا عن أكثر مما يحتاجون إليه وذلك لاعتقادهم أنهم إذا ما فعلوا ذلك فأنهم  سيواجهون الأرواح أو الأشباح وأنهم قد يعانون من العقاب في المستقبل إذا ما عبثوا في ذلك الأمر وعندما كانوا يقررون الذهاب للصيد  لم يذهبوا في أعداد كبيرة وتجنبوا الإفراط في استغلال موارد الطبيعة و ذلك من خلال الاعتقاد السائد أنذاك بأن الطبيعة مقدسة ومن الواجب أحترامها و لذلك فقد قاموا بحماية الطبيعة و البيئة و بالتالي حماية أنفسهم.

وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إن سكان العصر الحجري القديم اعتقدوا أن بعض الأفراد منهم لديهم بعض القدرات الخاصة والقوة اللازمة لمواجهة تلك الأرواح ( الأشباح) وبالتالي التغلب على المرض وعلاجه وهؤلاء الأفراد هم أنفسهم من قاموا بوظيفة رجل الدين "الشامان" و للقيام بتلك الوظيفة  كان يجب علي  الفرد أن يكون أذكى الناس في المجتمع  وأن يكون أكثر شخص لديه القدر الكافي من المهارة لشفاء المرضي و مواجهة الأشباح و التحديات .

ولقد كان الشامانات أشخاصًا محترمين للغاية في مجتمعاتهم و كانت لهم مكانتهم السياسة و الاجتماعية وكان الشامان يقوم بالغناء اثناء طقس جلب الأمطار أو طقس شفاء المريض  وكانت الطبلة بالنسبة له بمثابة الفم الذي يتحدث به مع الأرواح والتواصل معها و كذلك التواصل مع الكائنات الخارقة للطبيعة من أجل جلب الخير و منع الشر.

وأوضح من خلال الدراسة، أن العصر الحجري القديم الأعلي تميز بظهور المدافن لأول مرة ولقد كان الإنسان العاقل (الإنسان البدائي) أول من قام بطقوس الدفن حيث وجد الباحثون والأركيولوحيون بعض الجثث مغطاة بمسحوق أحمر يسمى بالمغرة الحمراء وأيضًا وجدوا بعض الأشياء والأغراض التي استخدموها في حياتهم اليومية مدفونة مع موتاهم وظهرت لوحات الكهوف وكان القيام بممارسة رسمها جزءًا من طقوسهم ، حيث كانوا يعتقدون أنه إذا فعلوا ذلك فإن القوى الخارقة للطبيعة ستساعدهم في البحث عن الطرائد بسهولة أكبر بينما يعتقد البعض الآخر أن اللوحات كانت مرتبطة بعبادة الخصوبة.

كما تم العثور علي العديد من التماثيل الصغيرة  والتي ترجع إلي نهاية العصر الحجري القديم تظهر تلك التماثيل شخصيات بدينة جدًا حيث يظهر فيها الثدي والبطن والوركين بشكل بدين جدا وكانت تسمى تلك التماثيل الأنثوية ب " فينوس العصر الحجري القديم " والتفسير الأنثروبولوجي الأكثر قبولًا لتلك المنحوتات.

اقرأ ايضا || البيت الأبيض المزدوج.. أقدم مقر حكم مصري في التاريخ