جيمس‭ ‬آرثر‭ ‬بولدوين‭

الإبداع يتطلب قدراً من التهور.. الطاقة.. والشجاعة

جيمس‭ ‬آرثر‭ ‬بولدوين‭
جيمس‭ ‬آرثر‭ ‬بولدوين‭

إعداد‭ ‬وترجمة‭: ‬رفيدة‭ ‬جمال‭ ‬ثابت

يعد‭ ‬الشاعر‭ ‬والمسرحى‭ ‬والروائى‭ ‬جيمس‭ ‬آرثر‭ ‬بولدوين‭ (‬1924-‭ ‬1987‭)‬،‭ ‬والذى‭ ‬تحل‭ ‬ذكرى‭ ‬وفاته‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الكُتّاب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬عالجت‭ ‬أعمالهم‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬ومعضلات‭ ‬ذاتية‭ ‬جوهرية‭ ‬كالعنصرية‭ ‬والتفاوت‭ ‬الطبقى‭ ‬والجنسانية،‭ ‬وقد‭ ‬تداخلت‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬لخلق‭ ‬سرديات‭ ‬إشكالية‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬حركات‭ ‬ثورية‭ ‬برزت‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬بولدوين‭ ‬ناشطًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬ثوريًا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية،‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬مقالاته‭ ‬ورواياته‭ ‬التى‭ ‬تناولت‭ ‬التبعات‭ ‬السيكولوجية‭ ‬للعنصرية‭ ‬على‭ ‬المُضطَهَد‭ ‬والقامع‭. ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أعماله‭ ‬اغرفة‭ ‬جيوفانىب،‭ ‬الا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬اسميب،‭ ‬ابلد‭ ‬آخرب‭ ‬اأعلنوا‭ ‬مولده‭ ‬فوق‭ ‬الجبلب‭ ‬ابلوز‭ ‬للسيد‭ ‬تشارلىب‭. ‬يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬والمحلل‭ ‬السياسى‭ ‬خوان‭ ‬ويليامز‭ ‬إن‭ ‬كتابات‭ ‬بولدوين‭ ‬اأضحت‭ ‬المعيار‭ ‬النموذجى‭ ‬للواقعية‭ ‬الأدبية‭ ‬نظرًا‭ ‬لدقتها‭ ‬فى‭ ‬تصوير‭ ‬الطبيعة‭ ‬المضطربة‭ ‬للكراهية‭ ‬العنصرية،‭ ‬وأنصاف‭ ‬الحقائق‭ ‬والتجديف‭ ‬والأكاذيب،‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الحياة‭ ‬الأميركية‭. ‬إن‭ ‬إتقانه‭ ‬فى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬يعد‭ ‬إنجازًا‭ ‬استثنائيًاب‭. ‬بعد‭ ‬94‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬ميلاده‭ ‬يظل‭ ‬بولدوين‭ ‬النموذج‭ ‬الفكرى‭ ‬والأخلاقى‭ ‬والإبداعى‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭. ‬هنا‭ ‬مقال‭ ‬يضم‭ ‬أهم‭ ‬نصائحه‭ ‬حول‭ ‬الكتابة،‭ ‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬خلال‭ ‬حواراته‭ ‬مع‭ ‬مجلات‭ ‬اذا‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمزب‭ ‬واذا‭ ‬باريس‭ ‬ريفيوب،‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬مقالاته‭ ‬مثل‭ ‬املاحظات‭ ‬من‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتيةب‭ ‬والا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬اسمىب‭ ‬وامعنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أمريكيًاب‭.‬

اكتب‭ ‬لتكتشفت

حينما‭ ‬تكتب‭ ‬تحاول‭ ‬اكتشاف‭ ‬شىء‭  ‬تجهله‭. ‬إننى‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬الكتابة‭ ‬برمتها‭ ‬تعتبر‭ ‬طريقة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬فى‭ ‬معرفته‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬شيئًا‭ ‬يدفعك‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‭.‬ت

نبذ‭ ‬أوهام‭ ‬الذات

الحياة‭ ‬المفتقدة‭ ‬للتجارب‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬العيش،ت‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬أوهام‭ ‬الذات،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬دوافع‭ ‬نبيلة‭ ‬أو‭ ‬تافهة،‭ ‬ثمن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الكاتب‭ ‬تحمله‭. ‬إن‭ ‬موضوعاته‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬ذاته‭ ‬والعالم،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬والمثابرة‭ ‬لمحاولة‭ ‬تأمل‭ ‬الذات‭ ‬والعالم‭ ‬كما‭ ‬هما‭.‬

استفد‭ ‬من‭ ‬التجاربت

يستقى‭ ‬الكاتب‭ ‬من‭ ‬تجربته‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتصاره‭ - ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭ -‬من‭ ‬تلك‭ ‬التجربة،‭ ‬بأفراحها‭ ‬وأتراحها‭. ‬إن‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للفنان‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬النظام،‭ ‬أى‭ ‬الفن،‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬الحياة‭.‬ت

اقرأ‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع

اقرأ‭ ‬كل‭ ‬شىء،‭ ‬فالمرء‭ ‬يتعلم‭ ‬الكتابة‭ ‬بتلك‭ ‬الطريقة؛‭ ‬إذ‭ ‬تعرف‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تفقه‭ ‬شيئًا،فكلما‭ ‬ازدادت‭ ‬قراءاتك‭ ‬ازداد‭ ‬شعورك‭ ‬بمدى‭ ‬جهلك‭. ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬أتعلم‭ ‬كيف‭ ‬أكتب‭. ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬الأسلوب‭ ‬الفني،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أجعل‭ ‬القارئ‭ ‬يراه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬دوستويفسكى‭ ‬وبلزاك‭.‬

سافر

إن‭ ‬القصة‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬لكاتب‭ ‬زنجى‭ ‬أمريكى‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬توضح‭ ‬ببساطة‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لأى‭ ‬كاتب‭ ‬أمريكى‭ ‬هناك‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬أنهم‭ ‬يمرون‭ ‬بنفس‭ ‬التجربة‭. ‬الانطلاقة‭ ‬الأولى‭ ‬للكاتب‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬سوى‭ ‬فوزه‭ ‬بمناوشة‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬خطيرة‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانطلاقة‭ ‬مهمة‭ ‬للكاتب‭ ‬الأميركي،‭ ‬ولكى‭ ‬يحققها‭ ‬عليه‭ ‬مغادرة‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬كثيرًا‭.‬

اكتب‭ ‬بتهور

تزداد‭ ‬عملية‭ ‬الكتابة‭ ‬صعوبة‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت؛‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تتطلب‭ ‬قدرًا‭ ‬معينًا‭ ‬من‭ ‬التهور‭ ‬والطاقة‭ ‬والشجاعة‭ (‬والتى‭ ‬أجدها‭ ‬كلمة‭ ‬غير‭ ‬مستحبة‭).‬ت

ثق‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التنقيح

أحياناً‭ ‬تأتى‭ ‬العبارة‭ ‬بسرعة‭ ‬بشكل‭ ‬عفوى‭ ‬وبدون‭ ‬تفكير‭. ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬ظلت‭ ‬مختمرة‭ ‬هناك‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الكتابة‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬دومًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال،‭ ‬بل‭ ‬تعتمد‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العبارة‭ ‬أو‭ ‬الكلمة‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تنقل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬قوله‭. ‬تقوم‭ ‬بشطبها‭ ‬وتحاول‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭. ‬ثم‭ ‬تجد‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬أنك‭ ‬نجحت‭.‬ت

اعلم‭ ‬متى‭ ‬يجب‭ ‬الصمت

حينما‭ ‬تنتهى‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬رواية‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬االقطار‭ ‬توقف‭ ‬وعليك‭ ‬النزول‭ ‬هناب‭. ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬الكاتب‭ ‬أبدًا‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الذى‭ ‬يتمناه،‭ ‬بل‭ ‬يقنع‭ ‬بالكتاب‭ ‬الذى‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭. ‬لطالما‭ ‬لازمنى‭ ‬شعور‭ ‬أنى‭ ‬حينما‭ ‬أنهى‭ ‬عملًا‭ ‬هناك‭ ‬شىء‭  ‬لم‭ ‬انتبه‭ ‬له،‭ ‬وعادة‭ ‬حينما‭ ‬ألاحظ‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬فات‭ ‬الأوان‭.‬

حارب‭ ‬المؤامرة‭ ‬المحبوكة‭ ‬ضدك

يداخل‭ ‬الكاتب‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬شعور‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬يحيك‭ ‬مؤامرة‭ ‬ضد‭ ‬صقل‭ ‬موهبته،‭ ‬وهو‭ ‬شعور‭ ‬له‭ ‬دلائل‭ ‬كثيرة‭ ‬تدعمه‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يضطر‭ ‬الفنان‭ ‬إلى‭ ‬تعظيم‭ ‬شأن‭ ‬موهبته‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬بلامبالاة‭ ‬مخيفة‭. ‬لكن‭ ‬حينما‭ ‬يمعن‭ ‬الكاتب‭ ‬فى‭ ‬ماضيه‭ ‬يجد‭ ‬أنه‭ ‬عاجز‭ ‬عن‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬تؤذيه‭ ‬وتلك‭ ‬التى‭ ‬تساعده‭. ‬فالمساعدة‭ ‬تُقدم‭ ‬له‭ ‬بطريقة‭ ‬معينة‭ ‬لأنه‭ ‬تألم‭ ‬بطريقة‭ ‬معينة،‭ ‬وهذه‭ ‬المساعدة‭ ‬تنقله‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬وتحركه‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

الكتابة‭ ‬صعبة

جميع‭ ‬الأشكال‭ ‬الأدبية‭ ‬صعبة‭. ‬إنها‭ ‬مراوغة‭ ‬وصعبة‭ ‬المنال‭.‬ت

لا‭ ‬تكن‭ ‬ساخرًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازمت

أجد‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يُطلق‭ ‬عليه‭ ‬الكتابة‭ ‬الطليعية‭ ‬يتصف‭ ‬بالتفاهة‭. ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مسألة‭ ‬أخلاقية،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬مدعاة‭ ‬للكتابة‭. ‬إننى‭ ‬كاتب‭ ‬قديم‭ ‬الطراز،‭ ‬وأريد‭ ‬تغيير‭ ‬العالم‭ ‬برغم‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭. ‬إننى‭ ‬أرغب‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬أنقل‭ ‬إليه‭ ‬السعادة‭ ‬والحب‭ ‬واليقين‭ ‬بأن‭ ‬اختياراتنا‭ ‬فارقة‭.‬

لا‭ ‬تصف،‭ ‬عبّر

مسوداتى‭ ‬الأولى‭ ‬مكتوبة‭ ‬بشكل‭ ‬منمق؛‭ ‬لذا‭ ‬أعيد‭ ‬كتابتها‭ ‬بقصد‭ ‬التنقية‭ ‬والإيضاح‭. ‬لا‭ ‬تصفوا‭ ‬الأمر،‭ ‬بل‭ ‬عبروا‭ ‬عنه‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أحاول‭ ‬تعليمه‭ ‬لجميع‭ ‬الكُتّاب‭ ‬المبتدئين،‭ ‬لا‭ ‬تصف‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬الأرجواني،‭ ‬بل‭ ‬اجعلنى‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬أرجواني‭.‬

تأمل‭ ‬مليًا

لابد‭ ‬للكاتب‭ ‬من‭ ‬فحص‭ ‬المواقف‭ ‬وتجاوز‭ ‬السطح،‭ ‬وتقليب‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأوجه‭.‬

البساطة‭ ‬هى‭ ‬المفتاح

اكتب‭ ‬جملة‭ ‬سلسة‭ ‬غير‭ ‬منمقة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭.‬ت

اكتب‭ ‬من‭ ‬أجلت‭ ‬الحقيقة

لا‭ ‬أؤمن‭ ‬بمقولة‭ ‬الفن‭ ‬لأجل‭ ‬الفن،‭ ‬إنه‭ ‬منظور‭ ‬أوروبى‭ ‬لم‭ ‬أفهمه‭ ‬قط‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬تحاشى‭ ‬الشعارات‭ ‬والتحلى‭ ‬بالشجاعة‭ ‬لمقاومتها،‭ ‬مهما‭ ‬بدت‭ ‬مآربها‭ ‬نبيلة؛‭ ‬فالشعارات‭ ‬دومًا‭ ‬تخفى‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬يميط‭ ‬عنها‭ ‬اللثام،‭ ‬وهى‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭.‬

الموهبة‭ ‬فى‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية

المثابرة‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الموهبة‭. ‬اعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموهوبين‭ ‬لكن‭ ‬حالفهم‭ ‬الفشل‭. ‬وراء‭ ‬الموهبة‭ ‬تكمن‭ ‬الكلمات‭ ‬المعهودة‭ ‬كالنظام‭ ‬والحب‭ ‬والحظ،‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬والصمود‭.‬ت

حافظ‭ ‬على‭ ‬مسافةت

لا‭ ‬تعبر‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الكاتب‭ ‬الرئيسية؛‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬مسافة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬تسمح‭ ‬ببعد‭ ‬نظر،‭ ‬كى‭ ‬يُتاح‭ ‬له‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬متمعنة‭ ‬قبل‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬مغزى‭.‬

اكتب‭ ‬ما‭ ‬تراه

حينما‭ ‬أكتب‭ ‬عملًا‭ ‬أدبيًا‭ ‬لا‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أتنبأ‭. ‬الأمر‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يجازف‭ ‬لتدوين‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سيخبره‭ ‬بما‭ ‬سيحدث،‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يمكنه‭ ‬التحكم‭ ‬بالواقع‭. ‬وهذا‭ ‬يذكرنى‭ ‬بشىء‭  ‬قاله‭ ‬بيكاسو‭ ‬إلى‭ ‬جيرترود‭ ‬ستاين‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬برسم‭ ‬صورة‭ ‬لها‭. ‬قالت‭ ‬جيرترود‭: ‬الا‭ ‬أبدو‭ ‬هكذاب،‭ ‬فرد‭ ‬عليها‭ ‬بيكاسو‭: ‬اسوف‭ ‬تبدينب‭ ‬وكان‭ ‬محقًا‭.‬

تذكر‭ ‬لماذا‭ ‬تكتب

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬أنك‭ ‬تكتب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬العالم،‭ ‬ورُغم‭ ‬يقينك‭ ‬أنك‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬لن‭ ‬تستطيع،‭ ‬تثق‭ ‬بأن‭ ‬الأدب‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭. ‬إن‭ ‬تطلعاتك‭ ‬وآمالك‭ ‬تبدأ‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬العالم‭ ‬حينما‭ ‬يغير‭ ‬الناس‭ ‬طريقة‭ ‬رؤيتهم‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬قمت‭ ‬بتغيير‭ ‬المنظور‭ ‬الذى‭ ‬يرى‭ ‬به‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬الواقع،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بمقدار‭ ‬ضئيل،‭ ‬تكون‭ ‬عندئذ‭ ‬قد‭ ‬غيرت‭ ‬العالم‭.‬

استمر‭ ‬فى‭ ‬الكتابة

اعثر‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬لتستمر‭ ‬فى‭ ‬الكتابة‭. ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كاتبًا‭ ‬لن‭ ‬يمنعك‭ ‬شىء‭ ‬،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانى‭ ‬مساعدتك‭. ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬هو‭ ‬شخص‭ ‬يجعلك‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬جهودك‭ ‬المبذولة‭ ‬تستحق‭ ‬وستؤتى‭ ‬بثمارها‭.‬ت