الانتخابات الإسرائيلية «الرابعة».. هل يُطرد نتنياهو من شارع بلفور؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

"دعنا نكمل ما بدأناه ونطرد نتنياهو من شارع بلفور".. كانت هذه رسالة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في الفاتح من ديسمبر، لوزير الدفاع بيني جانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، عشية تصويت الكنيست بالقراءة الأولى على حله.

رسالة لابيد، حليف جانتس السابق، بدت أنها أتت أكلها في ذلك اليوم، فخرج بعدها وزير الدفاع الإسرائيلي ليعلن أن حزبه سيصوت بنعم لصالح حل الكنيست في اليوم الموالي، بعد فشل المباحثات بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زعيم الليكود.

وقال جانتس، خلال مؤتمرٍ صحفيٍ وقتها، "نتنياهو قرر حل الحكومة والذهاب للانتخابات بمنعه إقرار الميزانية"، مضيفًا "نتنياهو يريد أن يجعلنا إحدى الدول الفاشلة. هو قرر تفكيك الحكومة وجر إسرائيل إلى الانتخابات، والطريقة التي اختارها هي عدم الموافقة على تمرير الميزانية".

ومضى جانتس يقول: "نتنياهو لم يكذب علي بل عليكم.. لم يخدعني بل خدعكم".

وردّ نتنياهو وقتها على جانتس، بتغريدةً على تويتر، قال فيها: "هذا ليس وقت الانتخابات.. هذا وقت الوحدة"، واتهمه حينها بجر إسرائيل إلى الانتخابات من أجل مصالح شخصية.

ولم يغير هذا من الواقع شيء، وبعد ثلاثة أشهر من الآن بالتمام والكمال، سيتوجه الناخبون الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة في ظرف سنتين، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست، بعد ثلاث مرات سابقة في 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من ذات العام، و2 مارس الماضي. 

تحقيق الشطر الأول من الأمنية

الشطر الأول من أمنية زعيم المعارضة يائير لابيد، رئيس حزب تيلم، تحقق، فالكنيست تم حله بصورةٍ رسميةٍ مع انقضاء يوم أمس الثلاثاء، وذلك بعد تصويت نواب الكنيست في 2 ديسمبر، بحل الكنيست في القراءة الأولى.

ومع فشل جانتس وتنتياهو في التوصل لاتفاقٍ حول الموازنة، تراجع وزير الدفاع الإسرائيلي عن اتفاق بتأجيل البت في الموازنة لأسبوعين، مما جعل نواب الكنيست يصوتون ضد مشروع هذا القرار يوم الاثنين الماضي، لتكون هذا القشة التي قصمت ظهر الحكومة الائتلافية الإسرائيلية.

ولكن يبقى الشطر الأهم بالنسبة للابيد وجانتس، وهو كيفية إلحاق الهزيمة بنتياهو، وإسقاطه من الحكومة الإسرائيلية، وطرده من شارع بلفور، كما حلم لابيد، حيث مقر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الشارع الواقع في القدس الغربية، الذي يحمل اسم وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور، صاحب وعد بلفور الشهير عام 1917.

إمكانية التكتل ضد نتنياهو

وفي غضون ذلك، يقول الباحث الفلسطيني أيمن الرقب، الخبير في الشئون الإسرائيلية، "قد يشكل أفيجدرو ليبرمان (زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني) ونفتالي بينت (زعيم تحالف يمينا) ويائير لابيد ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون وجدعون ساعر (زعيم حزب أمل جديد) تحالفًا ضد نتنياهو في أية انتخابات مقبلة، والقاسم المشترك هو إسقاط نتنياهو".

ولكنه استطرد قائلًا، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "مع إجراء الانتخابات التحالفات ستتغير حسب ظروف الأحزاب".

وحول مدى إمكانية انخراط جانتس في هذا الائتلاف، استبعد الرقب ذلك، قائلًا: "ليبرمان لم يوجه دعوة لجانتس، إضافة إلى طرح جانتس وجهة نظره لأول مرة تجاه السلام وحل الدولتين وتقسيم القدس، وهذا لن يقبل به ائتلاف يدعو لليمينية المتطرفة التي تتنكر للحق الفلسطيني".

وتشير استطلاعات الرأي الحالية في إسرائيل إلى أن نتنياهو سيفوز بأكثرية مقاعد الكنيست، لكنه سيحظى على أقل من ربع عدد المقاعد، البالغ 120 مقعدًا، مما يجعله يجد صعوبةً في الوصول إلى حكومة ائتلافية، تحظى بتأييد 61 نائبًا في الكنيست من أصل 120 نائبًا (نسبة الـ"50%+1").

هذا الأمر يفتح المجال أمام تكالب خصوم نتنياهو ضده بمختلف تياراتهم، وتحالفهم سويًا، من أجل إزاحة الرجل صاحب أطول مدة حكم في تاريخ وزراء إسرائيل، وحرمانه من الاحتفاظ بمكانه في شارع بلفور، ولكن حدوث ذلك ليس بالأمر الهين.

اقرأ أيضًا: حرب تصريحات بين نتنياهو وحزب جانتس حول المتسبب في حل الكنيست