إلزام التأمين الصحى بتشكيل فريق طبي متكامل لأطفال مرضى التوحد Autism

حكم للإدارية العليا يستفيد منه ٨٠٠ ألف طفل توحد 

هيئة المحكمة
هيئة المحكمة

قضت المحكمة الإدارية العليا دائرة التأمين الصحي صباح اليوم برئاسة المستشار سيد سلطان نائب رئيس مجلس الدولة بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من هيئة التأمين الصحى رقم 67215 لسنة 62 ق عليا وتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة فى الدعوى رقم 16025 لسنة 15 ق برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بكامل حيثياته الصادر بوقف تنفيذ قرار رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى السلبي بالامتناع عن صرف الدواء المقرر لعلاج الطفلة ياسمين على عبد الكريم الحوفي من مرض التوحد متوسط الشدة المتمثل فى عقار Efalex  وMemexa و Cerebrocetam  شراب وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام الهيئة بتشكيل فريق طبي متكامل ما بين طبيب أطفال متخصص في النمو وطبيب نفسي وطبيب تخاطب للطفلة وعرض حالتها  دوريًا لتقرير مدى حالتها الصحية .

اقرا ايضا|النيابة تستعجل التحريات في اتهام عاطل وزوجته بخطف فتاة بالتجمع

ولأول مرة يفرض مرض التوحد وجودة على ساحة القضاء المصري العادل ليدق ناقوس الخطر بأن هذا المرض أصبح ينتشر بسرعة مذهلة تهدد مستقبل الطفولة وهذا الانزعاج الأسري وصل لساحة القضاء المصري فى حكم جديد له على مستوى القضاء الإداري العربي.

قالت محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية برئاسة القاضى المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة – المؤيد بحكم المحكمة الإدرية العليا -  أن مرض التوحد لدى الأطفال «Autism» هو مرض العصر بحسبانه إعاقة متعلقة بالنمو وطبقا لرأى علماء الطب عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ، وهي تنجم عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ ، ويكون انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة  له , ومن ثم فإن التدخل المبكر لعلاج أطفال مرضى التوحد هو العامل الجوهرى لسرعة ونجاح علاج المرض خاصة أن تلك السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل هى التى يستطيع خلالها اكتساب المهارات  بصورة أكثر ايجابية من اكتسابها فى المراحل العمرية الأخرى .

وأضافت المحكمة أن التأخير فى منح الطفلة جرعات العلاج الدوائي وتشكيل فريق طبي فى النمو والنفسي والتخاطب يعرض حياتها للخطر ويحرمها من حقها فى العلاج المجاني وهو حق دستوري ويتوجب على هيئة التأمين الصحي بذل العناية اللازمة لتخفيف معاناة الأطفال المرضي الذين يطرقون باب العدالة الذي لا يوصد فى وجهه طارق , وبحسبان أن مرض التوحد  – كما ذهب أهل التخصص من علماء الطب - من الإعاقات التطورية الصعبة بالنسبة للطفل وأسرته حيث يعاني الصغير من مشاكل في التفاعل الاجتماعي وتأخر في النمو الإدراكي وفي الكلام وفي تطور اللغة بالإضافة إلي البطء في المهارات التعليمية كما يعاني‏ نسبة منهم من حالات صرع ومن الحركات الزائدة وعدم القدرة علي التركيز والاستيعاب‏ وأن العلاج المكثف والمبكرقدر الامكان يمكنه أن يحدث تغييراً ملحوظاً وجدياً في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب .

واختتمت المحكمة حكمها العادل المستنير أن الطفلة  ياسمين 3 سنوات مؤمن عليها لدي الهيئة العامة للتأمين الصحي طبقًا للقانون، ووالدها فقير عامل باليومية ويقيم بمحافظة البحيرة وأن الطفلة تعانى من مرض التوحد متوسط الشدة  وتحتاج إلى الدواء العلاجى المتمثل فى عقار ايفالكس شراب وميميكسا شراب وسربيوستام شراب، فضلاً عن تخصيص فريق طبى متكامل لها من طبيب أطفال متخصص في النمو وطبيب نفسي وطبيب تخاطب، وبما يتناسب مع تطور حالتها الصحية بصفة دائمة ومنتظمة دون تأخير وعلى التأمين الصحي أن يسعى إلى علاجها فى الحال دون تأجيل للغد ودون تقسيط أو تقطير فى علاجها , فلن يستطيع الأطفال أن يلبسوا ثوب العافية إلا إذا قامت هيئة التأمين الصحى نحوهم بواجبها الدستوري والقانوني والإنساني، وبهذه المثابة يشكل امتناع التأمين الصحى عن صرف الأدوية المشار إليها للطفلة  قرارا سلبياً مخالفاً لأحكام الدستور والقانون .