دراسة بالقومي للبحوث لتحسين العوامل المسببة لمرض الزهايمر

دراسة بالقومي للبحوث لتحسين العوامل المسببة لمرض الزهايمر
دراسة بالقومي للبحوث لتحسين العوامل المسببة لمرض الزهايمر

أوضح د.عويس فوزي عويس، أستاذ مساعد بقسم الكيمياء العضوية الفلزية والعضوية شبه الفلزية بالمركز القومي للبحوث، أن مرض الزهايمر هو خلل في وظائف الدماغ تنتهي بفقدان الذاكرة في كبار السن.

 

وقال عويس، أن من أسبابه النقص في مستوي الاسيتيل كولين في المخ أو وجود تجمعات في الجهاز العصبي المركزي التي تؤثر على الوظائف المعرفية للدماغ، وبالتالي منع تكسير الاسيتيل كولين -الذي يتحلل مائيا في الجهاز العصبي المركزي بواسطة أسيتيل و بيوتيريل كولينستيراز- يحسن من الوظائف المعرفية للدماغ وبالتالي تتحسن الذاكرة.

 

وأضاف أنه يجب البحث عن مثبطات لهذه الانزيمات مع أعراض جانبية أقل لمعالجة هذا المرض، كما أن تركيب انزيم الاسيتيل كولينستيراز له نقطتين اتصال على سطحه، لذا من الأفضل أن ترتبط مثبطاته بهاتين النقطتين وبالتالي تتفاعل مع الأحماض الامينية وتتنافس مع المواد المسببة لارتفاع  الاسيتيل كولينستيراز مما يؤدي لانخفاض مستواه وبالتالي يحسن الذاكرة.

 

وأشار إلى أن معظم الأدوية الموجودة في الأسواق تعتمد في دورها علي معالجة الأعراض دون التعرض للعوامل المسببة للمرض وقد أقرت منظمة الدواء الأمريكية أربعة أنواع من الأدوية هي التاكرين والدونيبيزيل وريفاستيجمين وجالانتامين التي تحسن من الوظائف الدماغية ولكن لا تمنع تطور الزهايمر أو توقفه، لذا كان الهدف الرئيسي للبحث هو محاولة تحضير مشتقات كيميائية عضوية فوسفورية جديدة تعالج الأعراض وتتعامل مع تجمعات الاميلويد سواء الايه بيتا اميلويد (Aβ) و التاو بروتين (tau)  وذلك لما للمركبات العضوية الفوسفورية من تطبيقات عديدة في مجال الطب وكمضادات لانزيم البيتا سيكرتيز لمعالجة مرض الزهايمر و يوجد مركب عضوي  فوسفوري هو ميتريفونات الذي يعمل كمثبط لانزيم الاسيتيل كولينستيراز، كما أنه يحسن النقل العصبي داخل الجهاز العصبي المركزي.

 

وتابع: "لذا اعتمادا علي الحقائق العلمية السابقة قام فريق بحثي مكون من د. عويس فوزي عويس ود. نجلاء فتحي السيد و د. مروة الحسيني عواد و د. ليلي صادق بولس بالمركز القومي للبحوث - شعبة بحوث الصناعات الكيمياوية بالتعاون مع أ.د. مروة أحمد فؤاد كلية الصيدلة جامعة القاهرة بتحضير عديد من مركبات الفوسفازين والفوسفازايد المختلفة التي تم إثبات تركيبها الكيميائي وقد تم اختبار المركبات الجديدة -معمليا علي الفئران- كفئة جديدة من مثبطات الأسيتيل كولينستراز ومثبطات تجمع بيتا-أميلويد بالمقارنة بالدواء الموجود في الاسواق (دونيبيزيل)".

 

واشتطرد: "ووجد منهم ثلاثة مركبات أكثر فعالية مقارنة مع دواء الدونيبيزيل، وأدت هذه النتائج إلى مزيد من الدراسة لتثبيط بوتيريل كولينستراز بالإضافة إلى انزيم الزنك - وهو أحد انزيم البيبتيديز ذات مستوي منخفض في المخ- للتعامل مع التجمعات الموجودة في المخ، ووجد أن مركب  فوسفازايد الكومارين الذي وجد له أفضل مؤشر انتقائية لتثبيط الإنزيمات وكذلك التجمعات الموجودة في المخ.. وقد تم تأكيد قدرة مركب فوسفازايد الكومارين على تثبيط التجمعات في المخ الناجمة عن المعادن.. وقد تحسنت الذاكرة عند استخدام مركب ـفوسفازايد الكومارين على تراكم الزنك الناتج عن التجمعات في المخ المسببة للمرض".

 

وقد أثبتت الدراسة المعملية للمركب فوسفازايد الكومارين أنه مثبط تنافسي للانزيم اسيتيل كولينستيراز. كما أنه يمتلك سمية منخفضة على خلايا الورم الأرومي العصبي ويمكن أن يحسن الضعف الإدراكي للنموذج الناجم عن السكوبولامين في الفئران (cognitive impairment of scopolamine-induced model) بالمقارنة بالدواء الموجود في الاسواق (دونيبيزيل).

 

كما تم إجراء دراسة النمزجة الجزيئية التي كانت متوافقة مع هذه النتائج المتحصل عليها عمليا مما ينتج عن هذه الدراسة التي اجريت سواء (in vivo and in vitro) أن المركب فوسفازايد كومارين ذات نشاطا يفوق في نشاطه الدواء المستخدم في علاج الزهايمر.

 

وقد تم نشر بحث في مجلة علمية عالمية متخصصة (Bioorganic chemistry) وجاري إستكمال الأبحاث في المجال البيولوجي تمهيدا للمراحل الأخرى في إثبات الفاعلية.

 

اقرأ أيضا| ابتكار جهاز يساعد في الوقاية من مرض الزهايمر| صور