أحزاب «الصفر» في البرلمان الجديد.. لماذا فشلوا في السباق الانتخابي؟

مجلس النواب - صورة أرشيفية
مجلس النواب - صورة أرشيفية

◄ غياب الكوادر وقواعد الأحزاب على الأرض.. و«المصريين الأحرار» يمر بأزمة

◄ إجراء حوار مجتمعي شامل لبحث المشكلات والحلول للأحزاب الكرتونية «ضرورة»

◄ دمج الـ 95 حزبًا في 3 اتجاهات سياسية هي اليمين واليسار والوسط.. أحد الحلول

 

أسدل الستار على ماراثون السباق الانتخابي لمجلس النواب 2020، وبدت الملامح العامة للبرلمان الجديد 2020-2025؛ والأحزاب السياسية الممثلة فيه والتي تصل لنحو 14 حزبًا، فضلا عن 93 مستقلًا، إلا أن هناك أحزاب عديدة لم تدفع بمرشحين في السباق الانتخابي ولم يبدو لها أي نشاط يذكر وباتت عبارة عن مقرات مغلقة فقط، كما أن هناك أحزابًا دفعت بمرشحين في السباق الانتخابي وخرجت منه صفر اليدين، ولم تحصد أية مقاعد لها.

في سياق السطور التالية؛ ترصد «بوابة أخبار اليوم» الأحزاب التي لم تمثل بأي نواب لها في البرلمان الجديد الذي ينعقد في 10 يناير المقبل؛ وأسباب فشل تلك الأحزاب، وكيف تصبح فعالة في الحياة السياسية المصرية؟.. فضلا عن مناقشة إمكانية دمج الكيانات المتشابهة منها، ودور لجنة شئون الأحزاب في هذا الصدد.

«أحزاب الصفر»


 التقرير الذي أصدره مجلس النواب حول الصفة الحزبية لأعضاء البرلمان؛ كشف عن الأحزاب التي لم تحظ بتمثيل داخل المجلس وهى: الوطني الديمقراطي، الأحرار، الناصري، الحرية والعدالة، المصريين الأحرار، البناء والتنمية، الوسط الجديد، التحالف الشعبي، الكرامة، مصر القومي، المواطن المصري، الأصالة، الاتحاد، الحضارة، غد الثورة، الاتحاد المصري العربي، العمل، السلام الديمقراطي، المحافظين، الحركة الوطنية المصرية، مصر بلدي، الصرح المصري الحر، حراس الثورة، العدالة الاجتماعية، الغد، الجيل الديمقراطي، مصر العربي الاشتراكي.

 

أسباب فشل الأحزاب


في البداية.. تقول الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن فشل هذه الأحزاب في حصد مقاعد لها في البرلمان الجديد لأنها ليس لها قواعد على الأرض، وليس لديها الكوادر السياسية القادرة على خوض الانتخابات، ولم تكن مدعوة للمشاركة في القائمة الوطنية؛ نتيجة أنها أحزاب كرتونية؛ وليس لها اتصال قوي بالجماهير؛ وليس لها أنشطة؛ وضعيفة من الناحية التنظيمية.

 

أزمة «المصريين الأحرار»


وتابعت د.«أبو سكين» تصريحاتها الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن حزب المصريين الأحرار كان أول الأحزاب التي لها أكبر عدد من المقاعد في برلمان 2015، وهذا يلفت النظر أن الحزب في حالة تراجع شديد في انتخابات 2020؛ وهذا ربما لأن أغلب كوادر الحزب غادرته إلى أحزاب آخرى، أو نتيجة الخلافات الداخلية على القيادة؛ وهى خلافات تعصف بالأحزاب.


وأشارت إلى أن عدد الأحزاب المصرية كثيرة وبالتالي الكوادر الحزبية عندما تجد أن الحزب لا يحتوي أفكارهم أو الحزب غير فاعل يتركوه إلى أحزاب آخرى، وبالتالي يتراجع دوره ويهمش في الحياة السياسية.

حوار مجتمعي لمناقشة الحلول


ولفتت أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إلى أهمية إجراء حوار مجتمعي شامل بين هذه الأحزاب مع عدد من المسؤولين والخبراء أو ممثل عن القيادة السياسية يكون له ثقل سياسي؛ لبحث أسباب فشل تلك الأحزاب، وإتاحة الفرصة لهذه الأحزاب أن تطرح رؤيتها لحل هذه المعضلة، كي يكون حل عادل بالاستماع لجميع الأطراف، وكذا مناقشة احتياجها لدعم خلال فترة انتقالية لتفعيل أنشطتها، واستطلاع رأيها في فكرة الدمج مع أحزاب آخرى وهل ستكون فكرة عادلة بالنسبة لها أم لا؟

لجنة شئون الأحزاب


ونوهت على أن لجنة شئون الأحزاب ليس لها دورا في نشاط الحزب إنما ينحصر دورها حول ترخيص الحزب، والأحزاب أصبحت تنشأ بمجرد الإخطار، وعند استيفاء الشروط من حيث عدد الأعضاء المؤسسين والمحافظات اللازمة، لافتة إلى أنه بعد إجراء حوار مع هذه الأحزاب وما يسفر عنه من دمج مثلا مع أحزاب آخرى سيكون ذلك وفق إجراءات تقوم بها لجنة شؤون الأحزاب فالقضية في الأساس سياسية وليست إجرائية.   

دمج الأحزاب


من جانبه قال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، لدينا حوالي 95 حزبا لا نعرف أسماءهم، ولا يوجد لهم مقرات، ولا تواجد فعلي على الأرض، وهذا ما يجعل المواطن يردد دائما عبارة "أحزاب كرتونية".

وأشار «الغباشي»، إلى أنه رغم أن الدستور لا يمنع إنشاء هذا العدد من الأحزاب، ولكن أتمنى أن الكل يبعد عن المصالح الضيقة، ويكون لدينا 7 أحزاب قوية تساهم في إثراء الحياة السياسية في مصر، لأن عدد الأحزاب الكبير يعود بالضرر على العملية السياسية.

وأوضح أنه من المفترض أن يكون لدينا 3 اتجاهات سياسية واضحة (اليمين واليسار والوسط) وعدد كبير من الأحزاب الموجودة تمثل كتلة الوسط، أما اليسار حوالي 6 أحزاب أبرزها الكرامة والتجمع والعمل والناصري.

وتابع أنه يتبقى التوصيف الاقتصادي لتيار الوسط وهو يمين الوسط ويعتمد على الاقتصاد الحر ويسار الوسط ويدعم فكرة الاقتصاد الاشتراكي واعتماد الاقتصاد على الدولة، بالإضافة لحزب الخضر المهتم بالبيئة، وبذلك يكون لدينا 7 أحزاب مثلا تتمكن الدولة من دعمهم إعلاميًا وماديًا.
 

اقرأ أيضا: ننشر أسماء الفائزين في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب