الأحياء يطاردون الموتى.. مقابر أسوان غارقة في الصرف الصحي

جبانة أسوان
جبانة أسوان

«الموت راحة».. جملة ترددها الألسنة كثيرًا خاصة عندما يغوص الإنسان في شقاء الدنيا وعنائها، إلا أن مسئولي المحليات في أقصى جنوب مصر وتحديدا في أسوان يأبوا أن ينال الموتى راحة لطالما تمنوها في الدنيا ولم يجدوها.


هناك في أسوان ضاعت حرمة الموتى، نتيجة تقصير مسئولي المحليات ونومهم في العسل وتقاعسهم في مشاريع الصرف الصحي التي أغرقت مقابر أسوان.


غض المسئولون أبصارهم عن مطاردة الأحياء لمساكن الموتى، حيث امتدت العشوائيات وزحفت حول جبانة أسوان من الجهة لشرقية لتصبح امتدادا لمنطقة  الصحابي العشوائية المصنفة بالخطرة والتي يطلق عليها «الربع الخراب».

 


كما أقيمت الأبراج الشاهقة والمساكن العشوائية دون أن تمد لها خطوط الصرف الصحي مما أدى لتشبع التربة بمياه الصرف الصحي وتسببها في غرق المقابر.


ووقف المسئولون في المحليات في موقف المتفرج أمام زحف المياه الجوفية وارتفاع منسوبها من الجهة الغربية ما ساعد على ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي.


وتسببت المياه الجوفية في غرق مقابر السيد البدوي التي تضم مقابر الفاطميين، رغم أن الإسلام ساوى بين حرمة الميت والحي، إضافة إلى أن المسلمين قديمًا حافظوا على نظافة المقابر ولم يلقوا بها القمامة لدرجة أن المرء كان يخلع نعليه حين يمر بين القبور


 وفي هذا الإطار، يقول الشيخ محمد عبد العزيز المدير الأسبق بـ وزارة الأوقاف، إنه لا خلاف على حرمة الميت، مؤكدا أن والميت يتأذى كما يتأذى الحي.


وتابع: حياة الميت هي البرزخية وتعد أرقى من الحياة الدنيوية والموت ما هو إلا الانتقال من دار الدنيا الفانية إلى دار الأخرة الباقية ولذلك يجب على كل مسلم حماية مقابر الأموات من «الأدناس والأوساخ» أو مياه المجاري.


وأشار الشيخ عبد العزيز إلى أن حماية الميت من هذه الأشياء كحماية الحي منها حتى أن العلماء أجازوا نقل الميت من مكان لآخر إذا وجد أنه يتأذى من هذه الأشياء.


ومن جانبه، قال الشيخ سعودي محمد مرزوق إمام مسجد منصور حمادة، إن كسر عظام الميت ككسره حيا مما يعني وجوب الحفاظ على رفات الميت لدرجة تحريم كسر عظامهم، مشيرا لوجوب عدم دفن الموتى في أرض مملحة.

 


وطالب أهالي أسوان بوقف الدفن في جبانة أسوان القديمة، خاصة بعد إقامة مدافن بمدينة أسوان الجديدة وخصص بها مدافن لمعظم العائلات فضلا عن تخصيص مدافن لكل الجمعيات الأهلية لدفن موتى الأسر التي لا تمتلك مدافن خاصة.

 


ومن ناحية أخرى، يقول محمود سيد على رئيس جمعية الشيخ صالح، «ليت الأمر يتوقف على مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية بل تعدى الأمر لاستخدام كثير من مدمني الخمور للمدافن لتعاطي المخدرات والخمور تحت سمع وبصر حراس المدافن»، مردفا «يتم ارتكاب الأفعال المشينة بين مقابر الموتى دون عظة من الموت ولا مراعاة لحرمة الموتى» .

 

اقرأ أيضًا: تحويل القرى القديمة إلى تراثية .. ورقة بحثية بجامعة أسوان