باحث بيئي يقدم 3 توصيات لغوص آمن مع القرش المحيطي

كيف تغوص فى أمان وسط القروش
كيف تغوص فى أمان وسط القروش

فسر الدكتور أحمد شوقي الباحث البيئي والمتخصص في البيولوحيا البحرية، أسباب حادث هجوم قرش محيطي على غواصة بشعاب الفنستون في مرسى علم.

وقال شوقي، إن الأسباب جاءت بناء على دراسات علمية قام بها لعدة سنوات على أسماك القرش بجنوب البحر الأحمر من خلال مواجهتها أثناء الغوص Encounter Underwater وبالتحديد على القرش المحيطي، حيث تضمن التقرير طبيعة القرش المحيطي وغوصة القرش المحيطي بشعاب الفنستون وظروف الحادثة وواقعة مشابهة وتفسير الحادثة وهل يمكن تفادي الحادثة والتوصيات.

اقرا ايضا|رفع 103 أطنان قمامة بمركز شبين الكوم

وأوضح: "المياه فوق هذه المنطقة تسمى Oceanic، وأنه ليس معناها المحيط كالهادي أو الأطلنطى والهندي، ولكن هي طبيعة الأعماق لأن البحر الأحمر يتمتع بالعديد من هذه البيئات على طول الساحل، وأي منطقة شعاب مرجانية أمامها انجراف قاري بعمق كبير يتوقع وجود هذا النوع من أسماك القرش لأنها بيئتها الطبيعية".

وتابع «شوقي» أن غوصة القرش المحيطي بشعاب الفنستون تعتمد على الغطس على الجزء الجنوبي من الشعاب (البلاتوه)، وهي منطقة تواجد مراكب الغوص وعادة تأتي القروش المحيطية بعدد قليل واحد أو اثنان بهذه المنطقة بمعدل مرة أو اثنين خلال الغطسة، وكل مواجهه تكون أقل من دقيقة مع الغواصين.

وأوضح: "في حالة الرغبة في التمتع بفرص مشاهدات أكثر وزمن بقاء مع القروش أكثر، فيتم الانجراف مع التيارات البحرية والاتجاه جنوبا في البحر المفتوح وفي هذه اللحظة يقوم مرشد الغوص برفع عوامة السطح كي يتنبأ قائد المركب بمكان الغواصين ويتتبعهم ليكون مرافقاّ لهم باستمرار حتي نهاية الغوصة، والتي عادة تنتهي على بعد حوالي 500 متر بعيداً عن الشعاب".

وأوضح أن من يقوم بالغطس في هذه المنطقة يعرف جيدا الذي يمكن أن يحدث، وهو ظهور القروش المحيطية بأعداد أكثر وزمن بقاء أكثر مع الغواصين، وبالتالي المحترفين فقط هم الذين ينفذوا الغطسة.

وأضاف: "من مشاهدة الفيديو الوحيد للحادث وما لدينا من معلومات مؤكدة عن القرش المحيطي وسلوكه مع الغواصين من خلال دراسات علمية تمت على المنطقة من قبل، يمكن تفسير الواقعة على أنها حادث وليس هجوما مباشرًا من سمكة القرش".

وتابع: "من أول المهارات التي يتدربها مع الغواص مع أسماك القرش هو التعرف على التأثيرات السلبية التي تؤثر على أسماك القرش قبل الغوصة من على سطح الماء مثل تواجد مراكب صيد، صيد بالسنار، صرف صحي، أنشطة ساحلية، ويلي ذلك تسجيل مشاهدات لتواجد أي تأثيرات سلبية تحت الماء مثل وجود مخطاف السنار في فم القرش وتقديم أكل للقروش، والصرف الصحي من المراكب، وصوت المحركات، وإلقاء المخلفات في الماء".

وأشار شوقي إلى أن تواجد مخطاف صيد بالسنار في فم القرش هو السبب الأساسي للحادثة لأن القرش يتألم من تواجد الجسم المعدني للمخطاف ويرغب في التخلص منه عن طريق الاحتكاك بأي جسم لإزالته، ومثل هذا السلوك يتم مشاهدته في أي كائن سواء بري أو بحري، مؤكدا أن واقعة مشابهة لنفس الغوصة في نفس المكان مع نفس النوع من القروش تم رصده عام 2016 حيث تواجدت إحدى إناث القروش المحيطية في فمها مخطاف صيد.

 

وقال إن من التصرفات الاحترافية من قبل أحد الغواصين الذي اتقرب القرش منه، هو مد زعانف قدمه للأمام في مواجهه القرش بكل لطف، وذلك لخلق حائل بينه وبين القرش كمنطقة آمنة لا يسمح للقرش بالتواجد داخلها.

وكشف «شوقي» أن تفسير الحادثة أن القرش المصاب بمخطاف الصيد حاول الاحتكاك بالغواصين كمحاولة منه لإزالة المخطاف وليس بقصد الهجوم.

ولفت إلى أن رد فعل الغواصين تجاه الحادثة تحت الماء بشكل مفاجئ في توقيت معين أدى إلى وقوع الحادث، وإصابة سيدة بجرح سطحي في الكتف.

وأكد أنه يفترض لتفادي تكرار هذه الحادثة منذ أول مشاهدة لتواجد قرش مصاب بمخطاف في الفم، أن:

1- الإبلاغ ومنع الغوص بالمنطقة.

2- اتخاذ القرار للإمساك بالقرش وقت مشاهدته مرة أخرى بواسطة متخصصين وبطريقة سريعة على السطح واقتلاع المخطاف من فم القرش وإعادته مرة أخرى للماء بسرعة.

3- اقتصار الغوص فقط على متخصصين ومحترفين لمدة أسبوع على الأقل لمتابعة تغير سلوك القرش بعد إنقاذه.

ولخص «شوقي» التوصيات الهامة للغوص مع القروش التي تتمثل في:

1- التوعية الجيدة بالمعلومات الكافية والمهارات العملية للغوص مع القرش المحيطي خاصة والتدريب عليها بشكل جاد وعملي.

2- بقاء وضع الجسم عمودياً في مواجهه القرش المحيطي والنظر إليه وجها لوجه.

3- خلق منطقة عازلة بينك وبين القرش مثل كاميرا التصوير أو الزعانف لمنع القرش من اختراق دائرة الأمان الخاصة بك مع البقاء هادئاً طوال الغوص ومنع أي حركات عشوائية متكررة.

4- الإبلاغ الفوري عن أي تأثيرات تؤثر سلبياً على أسماك القرش سواء فوق سطح الماء أو تحت الماء.