بسبب «كورونا».. شبح الإغلاق يخيم على بلدان العالم في أعياد الميلاد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم يؤذن لأشجار الكريسماس أن تنير أنوارها البراقة، وتتعالى الصيحات حولها ابتهاجًا باحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، والأضواء التي تكسو السماء ربما تخف أو لا تجد من ينظرها في الشوارع والميادين.

هكذا هو الحال في مشارق الأرض ومغاربها، وفي كثير من البلدان حول العالم، مع حلول عام 2021، الذي لن يجد من يحتفل بقدومه.

في 31 ديسمبر 2019، تم الإبلاغ رسميًا عن فيروس مستجد في إقليم هوبي الصيني، لم يتسبب وقتها في أو يعيره أحد اهتمامًا، فالتركيز وقتها كان منصبًا على كيفية الاحتفال برأس السنة الجديدة، لكن الحال تبدل بعد عامٍ واحدٍ، بعد أن ضربت جائحة كورونا العالم بضراوةٍ دون توقف إلى حد الآن.

استدعى ذلك التضحية باحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، وفرض إجراءات غلق مشددة في عددٍ من بلدان العالم تزامنًا مع المناسبتين.

بريطانيا

البداية مع بريطانيا، التي صارت بؤرة الأحداث حول العالم فيما يتعلق بتفشي وباء كورونا، وذلك بعد اكتشاف سلالة جديدة للفيروس جنوب شرق إنجلترا في 14 ديسمبر الجاري، جعلت عشرات الدول حول العالم لحظر السفر وتعليق رحلات الطيران مع المملكة المتحدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الاثنين 21 ديسمبر، كنا على استعداد لسيناريو إغلاق حدود بريطانيا.

وأعلن جونسون، في وقتٍ سابقٍ، فرض إجراءات غلق جديدة في العاصمة لندن، وذلك لمواجهة تفشي السلالة الجديدة للفيروس.

اقرأ ايضًا: بريطانيا تواجه شبح العزلة بسبب سلالة كورونا الجديدة | إنفوجراف

إيطاليا

وفي إيطاليا، قررت الحكومة فرض حجر صحي على جميع أنحاء البلاد خلال عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، بداية من اليوم 21 ديسمبر وحتى 6 يناير، وذلك في ظل سعي السلطات المحلية لكبح جماح تفشي الوباء خاصةً

وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي "الموقف صعب في أنحاء أوروبا، والفيروس لا يزال ينتشر في كل مكان".

وتابع قائلًا: "أعرب الخبراء عن قلقهم من احتمال حدوث قفزة في عدد الإصابات خلال عيد الميلاد، وهو ما دفعنا لإغلاق المتاجر والحانات والمطاعم ومنع التنقل".

وأشار كونتي إلى أنه سيتم خلال فترة غلق المتاجر والحانات والمطاعم، منع التنقل من منطقة إلى أخرى إلا لغايات العمل أو لدواعٍ صحية، مضيفا أنه سيُسمح لفرد واحد من كل عائلة بالخروج مرة واحدة في اليوم.

ألمانيا

وفي ألمانيا، اتخذت السلطات الحكومية إجراءات غلق مشددة، حيث أقفلت المتاجر والحانات والمطاعم، وأغلقت المدارس والجامعات، بدءًا من يوم الأربعاء الماضي.

وتستمر إجراءات الغلق المشددة في البلاد لنحو 25 يومًا، بدءًا من السادس عشر من ديسمبر وحتى العاشر من شهر يناير المقبل، مع دخول العام الجديد.

وهذا أكبر إغلاق تلجأ إليه الحكومة الألمانية لمكافحة تفشي وباء كورونا، منذ ظهور الفيروس التاجي في البلاد في شهر فبراير الماضي، ولكن الأمر قد لا يتوقف عند هذا الحد، فقد قالت السلطات الألمانية، في وقتٍ سابقٍ اليوم، إن الإجراءات الهادفة إلى مكافحة كورونا قد تستمر عدة أشهر حتى بعد بدأ التلقيح بمصل "كوفيد-19" في البلاد.

هولندا

وفي هولندا، بدأ البلاد غلقًا شاملًا بداية من الثلاثاء الماضي 15 ديسمبر، لتحاشي أي طفرة في إصابات كورونا خلال فترة الأعياد.

وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته فرض إجراءات الإغلاق في البلاد لمدة خمسة أسابيع لمواجهة تفشي فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن الإجراءات، تتضمن غلق جميع المدارس والكليات والجامعات حتى الـ18 من يناير المقبل باستثناء الطلبة الذين يؤدون امتحاناتهم أو اختباراتهم العملية.

وشدد رئيس الوزراء الهولندي على ضرورة أن يكون العمل من المنزل هو القاعدة، كما سيتم حجز وسائل النقل العام مرة أخرى للرحلات الأساسية.

إسبانيا

وفي إسبانيا، قررت السلطات الحكومية فرض العديد من الإجراءات الاحترازية الوقائية، بدءًا من يوم الأربعاء المقبل، حيث ستفرض قيودًا خلال الفترة من الثالث والعشرين من شهر ديسمبر وحتى السادس من شهر يناير المقبل.

وسوف يتم فرض قيود على اللقاءات الكبيرة في البلاد، بحيث لا يتجاوز عدد الأشخاص 10 أفراد كحدٍ أقصى.

فلسطين

وعربيًا في فلسطين، على الرغم من إضاءة شجرة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم أنوارها في 5 ديسمبر، استعدادًا للاحتفال بأعياد الميلاد، إلا أن إجراءات الغلق ستحجب صخب الاحتفالات بأعياد عيد الميلاد هذا العام، في ظل الإجراءات الوقائية المشددة.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، يوم الخميس الماضي 17 ديسمبر، جملة من الإجراءات الوقائية الجديدة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وذلك بعد اجتماع لجنة الطوارئ العليا في رام الله.

وقال اشتية، في مؤتمر صحفي، أعقب اجتماع لجنة الطوارئ العليا في رام الله، إن "لجنة الطوارئ العليا قررت إغلاق المدارس الحكومية والأهلية والخاصة والجامعات والمعاهد كافة اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، مع التحول إلى التعليم عن بعد حسب خطط وزارة التربية والتعليم المعدة مسبقًا".

وأضاف اشتية أن اللجنة صادقت على تمديد العمل بالإغلاق الليلي من 7 مساء وحتى 6 صباحًا في مختلف المحافظات، والاستمرار في فرض الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، ويستثنى من ذلك المخابز والصيدليات، والإبقاء على منع التنقل بين المحافظات بما يشمل القدس.

وأشار اشتية إلى أن هذه الإجراءات مدتها أسبوعان، وتبدأ من مساء اليوم 17 ديسمبر، وتنتهي صباح 2 يناير العام المقبل.