«آباء» ولكن.. «الزوج الهارب» جريمة يُعاقب عليها الدين والقانون 

أزواج كثيرون يتنصلون المسؤولية ويتهربون من المسؤولية (صورة تعبيرية)
أزواج كثيرون يتنصلون المسؤولية ويتهربون من المسؤولية (صورة تعبيرية)

◄ قصص انفصال بطلها أب بلا التزامات

◄ محام: السجن عقوبة المخالفين

الزواج هو عقد شراكة بين اثنين لابد أن يقوم على المودة والاحترام ولابد أن نؤكد هنا على كلمة المودة التي لم تذكر في القرآن من فراغ إنما الغرض منها أن يراعي الزوج الله في زوجته ويساعدها ويتحمل معها المسؤولية لأنهما يعدان في مركب واحد أما أن يتخلى الزوج عن مسؤوليته وواجباته ويلقي بعبئها على زوجته فهذا يعود إلى التنشئة الاجتماعية ويسبب العديد من المشاكل النفسية للزوجة منها الاكتئاب والطلاق.

ذهب مع الريح
سيدة شابة جميلة تزوجت من أول شخص طرق بابها وأنجبت منه 3 أطفال بنت وولدين وكانت الحياة تسير هادئة بشكل كبير ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن قرر الزوج  فجأة السفر إلى الخارج بحجة تحسين أحوال المعيشة، وبالفعل سافر وبدأ يرسل الأموال لزوجته لتنفق على أبنائها ورويداً رويداً بدأ ينقطع عن إرسال أية نقود وامتد هذا الوضع لسنوات طويلة ، مما اضطرت الزوجة إلى النزول للعمل في المنازل صباحًا ومساءً، وبالفعل تخرج ابنها الكبير من كلية التجارة والابنة من كلية الآداب والابن الأصغر من كلية التجارة وأصيبت والدتهم بالسرطان وتحمل أولادها مصاريف العلاج كل هذا والزوج للأسف ذهب مع الريح.


 خرج ولم يعد
زوجة شابة تزوجت من رجل في مركز مرموق وأنجبت منه بنتين وكانت الحياة بشكل جيد ولكن زوجها دائماً ما كان مشغولاً بالدراسة لتحسين وضعه الاجتماعي فأخذ يحضر للدكتوراه وهذا جعله في الصباح في عمله وفي المساء يتذكر دروسه ورسالته وكان ممكن أن لا يرى أطفاله بالثلاثة أيام متواصلة وإذا جلس للعب معهن لا يمكث معهن سوى 10 دقائق فقط، إلى أن فاض الكيل بها لإحساسها بالوحدة وبعدم جدوى وجود رجل في حياتها يعينها على تحمل المسؤولية بل شعرت بأنه عبئًا عليها مما جعلها تطلب الطلاق، وتعتبره خرج من حياتها ولم يعد.


قضبان متنافران
أما هذه الحالة فكانت لزوجة تزوجت من زميلها بالجامعة بعد قصة حب طويلة كانت متفوقة في كليتها وكانت تتمتع بالحيوية والنشاط عكس زوجها فكل منهما كقضبان المغناطيس دائماً متنافران لا يلتقيان أبداً، هي سيدة نشيطة للغاية وزوجها كسول يلقي كل الأعباء عليها، بدون تحمل مسؤولية، دائماً ما تحمل «هم» الأطفال داخل المنزل وخارجه، تتابع وتباشر مسئوليات المنزل وزوجها لم يبالِ لهذه المعاناة، ومع زيادة الضغط تولد الانفجار وأصيبت بالاكتئاب وعدم التحمل. 


شخصية سلبية وعاجزة
وفي هذا السياق أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أن هروب الأزواج من مسئولياته داخل الأسرة، سببه الرئيسي عدم القدرة على مواجهة المشاكل التي تقابلهما لأنه أعتاد منذ الصغر على أن شخص آخر يحمل همه سواء كانت والدته أو أسرته أو حتى شقيقته. 

وأشار فرويز، إلى أن أبرز علامات عدم تحمل المسؤولية، هى ترك الزوجة لفترات طويلة مع العمال و«الصنايعية» والرجال لمباشرة أخبار المنزل، مشيرًا إلى أن بعض الزوجات يفضلن تلك المعاملة ليفسح لهن المجال في دور القيادة.

ومن جانبها علقت الدكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك الكثير من المصريين سواء سيدات أو رجال لا يتحملون المسؤولية ويعتمدون على من حولهم على القيام بمهامهم، متابعة يجب على الأسرة تربية أبنائهم بطريقة صحيحة لكى يعتادوا تحمل المسؤولية منذ الصغر عن طريق تعليمهم لترتيب أغراضهم الشخصية والغرفة وشراء متطلباتهم بأنفسهم وعدم التدليل الزائد لهم. 

وأشارت «خضر» إلى أن الفتاة يمكنها إدراك شخصية زوجها أثناء فترة الخطوبة وكذلك الزوج أيضاً، فمرحلة الخطوبة مرحلة مهمة وفاصلة فى حياة اى زوجين، مشيرة إلى أن فترة الخطوبة ليست فترة أحلام وهدايا وخروج بل هي فترة اختبار للأخر وليست رحلة.

وأضافت خضر، في حالات كثيرة من السيدات يشكون من عدم مساعدة أزواجهم لهن وهذا يرجع إلى السيدة لابد أن تكون ذكية وتعرف شخصية زوجها، ناصحة الفتيات قبل اختيار شريك الحياة بدراسة الشاب الذي يتقدم لهن. 


يا الدفع يا الحبس
وأشار عبد الحميد رحيم المحامي بالاستئناف العالي، إلى أن الزوجة لها حق النفقة بمجرد العقد عليها سوء دخل بها أم لا، ولها حق المسكن والمأكل والملبس فهي مسؤولة مسؤولية كاملة من الزوج وفي حالة عدم الإنفاق عليها يمكن أن تلجأ للقضاء لفرض نفقة زوجية لها على الزوج.

وتابع رحيم طبقاً للمادة الأولى من القانون رقم 25 لسنة 1920 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 تلزم المحكمة الزوج بالنفقة ولا تبرأ ذمته منها إلا بالأداء أو الإبراء وتهرب الزوج من دفع النفقة يعرضه للحبس طبقًا لنص المادة 76  من القانون 1 لسنة 2000 والمعدلة بالقانون 91 لسنة 2000 التي إذ قررت في حالة عدم امتثال الزوج بأداء ما حكم به تحكم بحبسه.

واستطرد في التعديل الجديد بالقانون رقم 6 لسنة 2020 شدد بالعقاب على الزوج المتهرب من الإنفاق على زوجته وإن تم طردها من مسكن الزوجية لها حق التمكين من المسكن بالمشاركة مع زوجها ما دامت الزوجية قائمة.

وأكد رحيم، أن قانون الأحوال الشخصية المصري مستمد من الشريعة الإسلامية التي تلزم الزوج بالتكفل بالزوجة وتوفير المسكن المناسب لها وإطعامها وكسوتها حسب ظروفه المادية، وبالإضافة إلى أن الشريعة الإسلامية لا تجيز للزوج أن يتعرض لمال الزوجة الخاص بها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي