«الملك ممنوع من دخولها».. الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالكرنك.. صور

ظاهرة تعامد الشمس على قدس اقداس الكرنك
ظاهرة تعامد الشمس على قدس اقداس الكرنك

"الأقصر" منارة الثقافة والفنون كانت على موعد مع شروق فجر اليوم الإثنين، مع أهم ظاهرة فلكية في مصر الفرعونية.

وتعامد الشمس، على أقدس مكان فيه والمسمى بقدس الأقداس، والذي له أهميته القصوى عند قدماء المصريين فلم يكن مسموحا بدخوله إلا لكبير الكهنة حتى الملك، لم يكن له حق دخوله إلا في الأعياد فقط لإطلاق البخور وتقديم القرابين.

هذا اليوم قدسه قدماء المصريين لأنه موعد لبداية الانقلاب الشتوي ، وفيه ينمو محصولي القمح والشعير وهما المحصولين الرئيسيين اللازمين لإقامة أي حضارة ، وقدسه قدماء المصريين أيضا لأنه يوافق  يوم ميلاد اله الشمس الأكبر آمون رع واستطاعوا من خلال تميزهم في الدراسات الفلكية والحسابات الكونية، وتفردهم في العمارة والفنون أن يصمموا مجموعة معابد الكرنك، بحيث تتعامد الشمس على ذلك المكان المقدس والمعجزة أيضا تتمثل في أن الشعاع لايسقط على قدس الأقداس فحسب بل يسقط على القاعدة التي كان يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون ومقدمتها على هيئه رأس كبش، والعجيب أن هذه الظاهرة تستمر لمده 3 أيام.

ويجرى الاحتفال به للعام العاشر على التوالي، في تقليد سنوي، شارك فيها محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، ومحمد عبد القادر خيري نائب المحافظ، ومحمد عبد الفتاح آدم السكرتير العام للمحافظة، واللواء دكتور عماد ابو العزائم السكرتير العام المساعد، مع مجموعة من المهتمين بعلم  الآثار والفلك،  بجانب عدد من الأجانب المقيمين بالأقصر. 
 

 

 


 

 بدأ الاحتفال بالتواجد في ساحة معابد الكرنك لرصد الظاهرة في الساعة الخامسة ونصف صباحا، وعقب ذلك التوجه داخل المعبد وتتبع أشعة الشمس علي الأعمدة والحوائط والدخول إلى قدس الأقداس في الساعة السابعة، لرصد الظاهرة وبعد ذلك التوجه إلى البوابة الشرقية في نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد.

يأتي الاحتفال برصد الظاهرة ضمن جهود محافظة الأقصر ومختلف الجهات المعنية في المحافظة لاستغلال مثل تلك الأحداث في جذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية رغم الظروف التي تمر بها الدول من تفشى وباء كورونا في العالم.

كانت الأوساط الأثرية والسياحية في الأقصر، قد رصدت الأعوام الماضية ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس آمون داخل معابد الكرنك الفرعونية حيث تعامدت الشمس على قدس أقداس آمون, وجرى في يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء والذي يوافق 21 من شهر ديسمبر في كل عام
 
من جانبه أكد محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، على أن رصد ظاهرة تعامــد الشمس علي معابد الكرنك تعد احــد أهم الأحداث التي تسعي المحافظة لوجودها على أجندة مص السياحية  لتنشيــط السياحة والتعريف بالحضارة المصرية القديمة وزيادة المناسبات على أجندة السياحة المصرية، لافتا إلى أن مثل ذلك الحدث دليل على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم اجمع مطالبا بتكثيف الجهود لاستغلال تلك الظواهر التي عجز العلماء عن تفسير العديد من أسرارها حتى اليوم في تحقيق مزيد من الجذب السياحي للمواقع الأثرية المصرية مؤكدا أن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث والاحتفال بها ودعوة السياح لمشاهدتها.

ومن المعروف أن معابد الكرنك تعتبر أهم المعالم الأثرية في الأقصر، وتبعد المسافة بين الأقصر والكرنك 3 كيلومترات، يتخللها على جانبي الطريق عدد كبير من تماثيل أبي الهول الصغيرة أو ما يعرف بطريق الكباش وتعد معابد الكرنك متحفا مفتوحا لحضارة وتاريخ قدماء المصريين، فهي تضم خليطا من الطرز المعمارية المختلفة المشيدة لملوك مصر، الذي يرجع تاريخها من الأسرة الثانية عشرة حتى العصر اليوناني الروماني. ولذلك فهو مكان يبهر الزائر لعظمة بنيانه، الذي يغطي ستين فدانا