«الدكرونى» صائد الثعابين

صائد أفاعي: «الثعابين لا تألف الإنسان.. والدجالين يستخدمونها في النصب»

 أحمد يصطاد إحدى الافاعى
أحمد يصطاد إحدى الافاعى

«الأصلات» تحب معاملة البشر.. و«الأسود الخبيث» أخطر الأنواع

على الرغم من جانب الرعب الكبير الذى تثيره الثعابين فى قلب كل من يشاهدها إلا أنها من الزواحف المهمة للبيئة، فهي تعمل على تحقيق التوازن البيئي في اصطياد القوارض والأبراص والسحالي، لكونها غذائها الرئيسي، وإحداث أي خلل في أعداد الثعابين أو الزواحف بشكل عام يسبب مضاعفة أعداد القوارض والأبراص.

ويوجد الكثير من العاشقين لتربية الثعابين ومن بينهم أحمد رجب الدكروني صائد ثعابين يحمل كارنيه مزاولة المهنة من الاتحاد العام لصيادي مصر، وتخصص في ذلك العمل بمحض الصدفة ولتحقيق هوايته التي كان يتمناها طوال حياته، ولا يتاجر فيها، فقط يهدف لحماية الأشخاص الذين يتعرضون لخطر اللدغ من الثعابين، ولنشر الوعي بأهمية الزواحف في المجتمع، وما يستخلص من أجسادها يفيد البعض ويدخل فى عدد من الصناعات.

وأكد أن قصته مع الثعابين جاءت بمحض الصدفة، عندما كان طفلا يبلغ 10 سنوات ويسير مع شقيقه الصغير الذى يحمل مجموعة من الأشياء، وفجاءة ألقى شقيقه الطفل بها على الأرض من هول ما رأى ثعبانا بداخل ما يحمله، وتحرك الدكروني على الفور بإلقاء حجر على رأسه ليسقط، ويظل الثعبان حيا وفي حالة هدوء، ليمسكه الدكروني في هذه اللحظة، ويشعر باللطف بملمسه، ومن هنا جاءت لديه فكرة الإمساك بهذا الكائن، وبدأت رحلته مند ذلك الموقف، وظل يبحث ويقرأ في هذا العلم، ليصبح لديه ثروة معلوماتية وقدرة كبيرة على التعامل مع جميع الأنواع السامة وغير السامة.

وأضاف، أن لديه مزرعة ثعابين، ويجتهد فى البحث والدراسة عن سلوك الزواحف ليكون ملمًا بكامل التفاصيل والمعلومات يستطيع من خلال هذه المعلومات تحقيق التربية السليمة بمزرعته، ونشر السلوك القويم بالمجتمع، مع التوعية بكيفية التعامل مع هذه الزواحف والتي تمثل خطورة على من لا يستطيع التعامل معها، وهو دائم التحذير بعدم الاقتراب من الثعابين لاسيما السامة، لأن سلوكها عدواني واللدغة منها قاتلة.

وأشار الدكروني إلى أنه يصطاد جميع أنواع الثعابين، وكل نوع له طريقة مختلفة في الصيد والإمساك به، لاختلاف سلوك بعضها البعض، مشيرا إلى أنه أحيانًا يصطاد من الصحراء والأراضي الزراعية في حالة احتياجه لبعض الأنواع التي يدرس عليها مثل الكوبرا والطريشة والحية الغريبة، فضلًا عن قيامه بالاصطياد من المنازل التي يهاجمها الثعابين ويتعرض الأهالي لخطر اللدغ، ويقوم بهذا العمل دون مقابل فقط لحماية الأشخاص من هجوم الثعابين.

وروى صائد الثعابين عن تعرضه لموقف شديد الصعوبة، أثناء قيامه بإنقاذ منزل من ثعبان هاجمه، ليتفاجأ بوجود الثعبان ونوعه أفعى كوبرا بين منزلين داخل الحائط، وظل الصائد معلقا في الدور الثالث بشرفة المنزل لمدة ما يقرب ساعتين حتى تمكن من اصطياده.

وأشار الصائد، الى أن الثعابين لا تألف الإنسان، ومن النادر صحبتها، ولكن هناك بعض الأنواع مثل الأصلات يمكن تهدئتها لأنها تحب معاملة البشر، ولا يدوم ذلك طويلاً لأنها سرعان ما تعود لفطرتها وهي اللدغ والالتفاف حول الفريسة.

وأوضح أن وطبيعة تعامله مع الثعابين تكون بالصيد وأخذ ما يحتاجه ووضعه بالمزرعة، أما النوع الوحيد الذي لم يتعامل معه نظرا لأنه شديد الندرة في مصر لم يتم العثور عليه حتى الآن من قبل الصيادين، هو الثعبان «الأسود الخبيث» ويطلق عليه «حفار سيناء»، وهو الوحيد الذي لا يُمسك باليد مباشرة، لوجود أنيابه بخارج الفم بشكل بارز مما يسهل عملية اللدغ، ولايوجد له مصل مضاد.

وتحدث عن نوع من الثعابين وهو أفعى الكوبرا أو أبو السيور وغيرها والذي يستخدمها بعض الدجالين والرفاعية «الحاوى» للنصب على المواطنين، ونظرًا لوجود بعض السمات السرية لدى الثعبان وقدرته على الاختفاء، يدخل الدجال وبحوزته الثعبان مخبأ بداخله، ثم يبدأ إلقاءه بشكل احترافي دون أن يشعر أصحاب المنزل، ليتظاهر بعد ذلك أنه أخرج ثعبانا من داخل المنزل ويطلب مقابلا ماديا.