عندي فكرة

«صناديق مائية» لتوفير المياه وتوسيع الرقعة الزراعية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تمثل مشكلة التصحر ونقص موارد المياه العذبة التحدى الأكبر أمام التنمية المستدامة فى مصر حيث نعيش على حوالى 4% فقط من المساحة والباقى صحراء، ومع التزايد المستمر للسكان، أصبح حتمياً ايجاد حلول بديلة غير نمطية للحفاظ على الأمن الغذائي والمائي في مصر.

د. محمود سيد مصطفى عبد الواحد المدرس بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة بنى سويف والحاصل على الدكتوراه فى أبحاث الماء من فنلندا قام بتطوير فكرة (صناديق الماء) وهى تقنية هولندية لكي يتم تنفيذها في مصر.. عن تفاصيل ومميزات ابتكاره كان معه هذا الحوار..

فى البداية نود التعرف على فكرة الصناديق المائية؟

- الصندوق المائى تقنية هولندية عبارة عن وعاء بلاستيكي بتصميم خاص في منتصفه فتحة تتيح زراعة شتلتين من نفس النوع أو من نوعين مختلفين، وهو يوفر بيئة مثالية للشتلات خلال المراحل الأولى من نموها في التربة الطبيعية الخارجية، سواء من حيث حاجتها إلى المياه، أو الحفاظ على رطوبة سطح التربة، أو حمايتها من أشعة الشمس المباشرة. وتكفى سعة الصندوق المائى البالغة 16 لترا لزراعة نباتات تستهلك فى العادة كميات تصل إلى 700 لتر من الماء خلال نفس الفترة.


ما طريقة عمل هذه التقنية؟

- يُملأ الصندوق بالماء مرة واحدة فقط عند الزراعة، بنحو 16 لتراً وهذه الكمية المحدودة تكفى حاجة النبات عاماً كاملاً حتى فى أكثر مواسم الصيف حرارة، ويقوم الصندوق بتزويد النبات بالمياه من خلال فتيل من النسيج يمتد من أسفله إلى داخل التربة فيضمن تزويد النبات بكمية من المياه تحميه من العطش والجفاف، مع المحافظة على نشاط الجذر واتجاه نموه عمودياً داخل التربة بحثاً عن مصادر المياه الذاتية، من دون أن يعتريه الخمول أو الاتكال على ما يمده به الصندوق. وقد صمم الغطاء العلوى للصندوق المائى بطريقة تسمح بتجميع قطرات المطر، وتجميع قطرات الندى المتكونة فى ساعات الفجر والمساء مع عدم السماح ببخر المياه من داخل الصندوق أو من التربة. ويتيح اتجاه فتحته (شرق ـ غرب) للنبات التعرض لأشعة الشمس الخفيفة فى ساعات الصباح وبعد الظهر، من أجل عمليات التمثيل الضوئي وإنتاج الغذاء، وفى الوقت نفسه تظليله وحمايته من أشعة الشمس الشديدة المباشرة في ساعات الظهيرة.

كيف يمكن تطوير هذه التقنية والاستفادة منها فى مصر؟

- يمكن تطوير هذه الفكرة لتصلح فى استزراع الأشجار المثمرة بجميع أنواعها فى جميع أنحاء مصر سواء فى الأراضى الزراعية العادية أو الأراضى الصحراوية، فهى توفر المياه فى الأراضى الزراعية الطينية وأيضاً تعمل على إمكانية الزراعة فى الأراضى القاحلة. ونحن فى مصر فى أمس الحاجة لهذه التقنية خصوصاً فى ظل التحديات الراهنة من نقص موارد المياه حيث تستهلك الزراعة حوالى 80% من موارد المياه فى مصر ولكن مع استخدام هذه التقنية فإن النبات الذى يستهلك 700 لتر من المياه خلال فترة معينة يستهلك فقط 16 لترا فلنا أن نتخيل حجم التوفير. أيضاً هذه الفكرة سوف تساعد فى اتساع الرقعة الزراعية فى مصر لتمتد إلى جميع صحارى مصر، ويمكن التطوير فى زيادة حجم صندوق المياه للعمل كمصيدة لمياه الأمطار وبالتالى زراعة جميع أنواع الأشجار.

ما مميزات هذه التقنية؟

- تكمن أهمية هذه التقنية فى ان الاستخدام الأمثل لموارد المياه المحدودة يعتبر حلا مثاليا لنظم الرى الموفرة للماء، ومن جهة أخرى توفير تكلفة الطاقة اللازمة لتشغيل مضخات الرى، كما أن هذه التقنية تركز على النظام الجذرى للنبات والنظام الجذرى السليم والقوى هو مفتاح النجاح فى زراعة أى نبات. وهذه التقنية تصلح لزراعة الأشجار المثمرة وغير المثمرة والشجيرات والخضراوات فى المناطق الصحراوية والصخرية والعادية. ويمكن تعزيز محتوى تربة الزراعة فى الأراضى الصحراوية من خلال خلط كمية بسيطة من التربة الطينية مع التربة الرملية فى قاع حفرة الزراعة أسفل الصندوق.