«خليها على الله».. التواكل يهدد بكارثة صحية في ظل وباء كورونا

«خليها على الله».. التواكل يهدد بكارثة صحية في ظل وباء كورونا
«خليها على الله».. التواكل يهدد بكارثة صحية في ظل وباء كورونا

كتبت: داليا أمين

◄فرويز: الاستهتار واللامبالاة قد يُهدد بكارثة تفوق استيعاب المستشفيات
◄الحكومة تدرس تحصيل غرامات فورية  على المخالفين
◄سامية: مراجعة اتباع سُبل الوقاية فى جميع المحال والمواصلات والمصانع ضرورة


خليها على الله .. العمر واحد والرب واحد .. اللي كاتبه ربنا هنشوفه.. سلمها لله .. ربنا يسترها .. إحنا مش خايفين .. إحنا نفوت فى الزلط ..كورونا دى مجرد شوية برد .. هذه الأقاويل وغيرها يرددها المصريون ليلاً ونهاراً ضاربين عرض الحائط بكل الإجراءات الاحترازية ،بل ومتنمرين على من يرتدى الكمامة أو من يحافظ على التباعد الاجتماعى .. تراهم يتزاحمون فى الأسواق والمترو ويرتادون المقاهى والكافيهات ويقيمون الولائم الأسرية ويحضرون الأفراح ، وكأن فيروس كورونا اختفى رغم دخول فصل الشتاء وارتفاع أعداد المصابين وتحذيرات وزارة الصحة ومجلس الوزراء .. فما هو السبب وراء حالة اللامبالاة والاستهتار والانكار التى يواجه بها المصريون هذا الفيروس القاتل ؟ وكيف يمكن إقناعهم بالعودة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية كما كانوا بالموجة الأولى.


فيروس غير مرئى


فى البداية يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى إنه من الصعب التزام الناس بالإجراءات الاحترازية لأشهر طويلة خاصة مع فيروس غير مرئى ، إلى جانب أن البعض يتعللون بأن قوت يومهم يوم بيوم ويصعب عليهم ارتداء الكمامة وهم يمارسون أعمالاً شاقة ، وآخرون يتحججون بارتفاع سعر الكمامة وأن بيتهم أولى بهذه الجنيهات الزهيدة ، مما يشكل حالة عامة من اللامبالاة ، محذراً بأنه إذا استمر التهاون والاستخفاف بإجراءات الوقاية وإقامة الأعراس والمشاركة في الجنائز والتجول بحرية وعدم استعمال الكمامات والمطهرات والتباعد الاجتماعي فإن الأمر ينذر بكارثة ، لأن ذلك سيؤدى بالطبع إلى زيادة اأعداد المصابين ، ومع الدخول أكثر في الشتاء الوضع سيكون أصعب عن الموجة الأولى وخاصة أن المصل الواقى لن يتم تعميمه على جميع المواطنين إلا بعد عدة شهور.


الأمان الزائف


ويضيف الدكتور إبراهيم عوض استشارى الأمراض النفسية إلى أنه من أسباب الإهمال فى اتباع الإجراءات الوقائية أن بعض المواطنين يعتقدون بأنهم فى أمان طالموا لم يصابوا بالفيروس حتى الآن .. وآخرون يرون أنه طالما أصيب من قبل بالفيروس فإنه لن يصاب به مرة أخرى ، إلا أنه من المؤكد احتمالية الإصابة بكورونا مرات متعددة ، فكورونا موجود حولنا فى كل مكان ، وقريب منا ، وحقيقي ومميت هذا ما يجب أن ندركه جميعًا، ولا ينبغي أن نستبعد وجوده أو الإصابة به حتى لا ندخل في دائرة اللامبالاة التي خطرها في الاستمرار على ممارسة العادات والسلوكيات غير الصحية التي تسهل الإصابة بالفيروس وانتشاره، وهو ما يعني ترك الأخذ بالأسباب ، والتواكل على الله.


حملات التوعية


وتطالب الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وزارة الصحة والمؤسسات الإعلامية بزيادة حملات التوعية للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا فى مصر، لمنع تفشى الوباء فى المجتمع، وللحد من أعداد الوفيات ،قبل أن يتحول الأمر لكارثة حقيقية ، مع عدم قدرة المنظومة الصحية على استيعاب أعداد المصابين ، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية ، مشدداً على ضرورة مراجعة إجراءات الوقاية فى جميع المحال ووسائل المواصلات والمصانع والشركات والتأكيد باستمرار على كل المواطنين بهذه الأماكن على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعى وغسيل الأيدى وتطهيرها بالكحول ، وعدم التهاون فى الأمر، مناشداً المواطنين بعدم التزاحم على المصالح والهيئات وأماكن الحصول على الخدمة ، وأن يتم تغيير أسلوب الحصول على هذه الخدمات وان تكون من خلال الأون لاين ، وأن يكون المواطن حريصاً على حياته أكثر من ذلك، وحياة المحيطين به والمجتمع بشكل عام.
وأوضح الدكتور عادل خطاب استشارى الأمراض الصدرية أنه وفقًا للدراسات، فإن استخدام كمامات الوجه على مستوى السكان قد يقلص الإصابة بمرض كوفيد - 19، الناجم عن انتقال عدوى فيروس كورونا، إلى مستويات يمكن السيطرة عليها فيما يتعلق بانتشار الوباء، ويمكن أن يحول دون موجات ثانية أو ثالثة للمرض الوبائي ، محذراً من التهاون فى التعامل مع الأزمة، مؤكدًا أن هذا الأمر سيكلف المواطنين والدولة العديد من الخسائر، ما يستوجب التعامل مع الأزمة بمزيد من الحرص والجدية وعدم اللامبالاة فى التعامل مع هذا الوباء العالمى، والتوعية بشكل مستمر سيكون لها دور كبير فى مزيد من الحرص لدى المواطنين.


إجراءات احترازية


وكان قد أكد الدكتور مصطفى مدبولي على ضرورة الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، وفرض الغرامات على المخالفين عن طريق تكثيف الحملات من قبل الجهات المعنية، وكذا كلّف بتشديد العقوبات على مخالفي الإجراءات الاحترازية، وأن يتم دراسة إصدار قرارات يتم بمقتضاها تحصيل الغرامة فورياً من المخالفين ، مع استمرار إغلاق دور المناسبات وحظر إقامة سرادقات العزاء، فضلا عن تجمعات الأفراح في القاعات المغلقة، مع التشديد على غلق مراكز الدروس الخصوصية.