بكل الحب

صرح طبى نموذجى

نجوى عويس
نجوى عويس

ساقتنى أقدارى لزيارة أخت غالية إلى نفسى تعالج فى مستشفى بهية لعلاج سرطان الثدى وهو من أوائل المراكز المتخصصة لعلاج سرطان الثدى بالمجان.. سمى المستشفى بهذا الاسم تيمنا باسم الراحلة بهية حسين عثمان وهى عقيلة المهندس حسين عثمان التى توفيت متأثرة بإصابتها بهذا المرض اللعين.. استرعتنى الواجهة البراقة والنظافة غير التقليدية واهتمام المسئولين عنها بكل المقومات والعناصر التى يجب أن تتوفر فى مرفق صحى علاجى نموذجى..
وقد جال بخاطرى فى هذه اللحظة عقد مقارنة بين مانشاهده على الطبيعة من أول وهلة وأنا أدلف البوابة الخارجية للمستشفى وماكنت أتابعه فى زيارتى المتعاقبة لمستشفى السرطان بالقصر العينى والتى كانت تنضح بالصورة العشوائية والجوانب العادية التى يجب أن تتوفر فى الأماكن العلاجية.. وكم هالنى حجم الجهد والعمل الدءوب الذى يبذله كل العاملين بالمستشفى بداية من عامل النظافة العادى وانتهاء بمدير المستشفى ورئيس المجلس الطبى ورئيس قسم علاج الأورام.. حرص جميعهم على التحلى بالبشاشة والكياسة والأريحية التى يحتاجها المريض فضلا عن الكفاءة والخبرة الميدانية والأهلية العلمية التى تتوفر فى المتخصصين.. فلقد اندهشت عندما علمت أنهم جميعا من الذين سبق لهم العمل بالصروح العلاجية الأوربية.. .. هذه المجموعة الفدائية التى تركز فى العمل ولايجيد الإعلان عن نفسها أو اللجوء إلى الدعاية الإعلامية تبدع مهنيا وهى تعانى من قلة الإمكانات المادية وتعتمد فى إبداعها وابتكارها على القدرات الشخصية والإمكانات الذاتية.. ورغم كثرة عدد الحالات التى تلقى الرعاية والعناية المكثفة بداية من التشخيص، ثم وضع برامج علاجية وتوجيه بعض الحالات لإجراء الجراحات الدقيقة وتحديد أماكن لهم والمتخصصون الذين يصلحون لإجراء هذه الجراحات لكل حالة على حدة.. يعملون فى دأب وتركيز معتمدين على أن عملهم هذا يعتبر واجبا وطنيا ومهمة من الطراز الرفيع ويتوجهون إلى الله أن يمنحهم ثواب مايقدمون دون أن ينتظروا أى عطاء أو امتنان من البشر..
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر