أستاذ علوم لغة: «لغتنا تأثرت بالتكنولوجيا وحمايتها مسؤولية اجتماعية»| فيديو

محررة بوابة أخبار اليوم خلال إجراء الحوار مع  دكتور محمد العبد
محررة بوابة أخبار اليوم خلال إجراء الحوار مع دكتور محمد العبد

"التكنولوجيا الحديثة" استطاعت أن تغير حياة البشر، ولم نكن نتوقع أن يكون لها أثرًا على اللغة، واحتفالا باليوم العالمي للغة العربية، نستعرض تأثيرات التكنولوجيا الإيجابية والسلبية على اللغة العربية، وطرق مواجهة تلك السلبيات في حوار مع دكتور محمد العبد أستاذ علوم اللغة بكلية الألسن جامعة عين شمس وعضو مجمع اللغة العربية.

التأثيرات الإيجابية للتكنولوجيا على اللغة العربية

قال دكتور محمد العبد: "نحن نتأثر بالتكنولوجيا في حياتنا اليومية بكل لحظة وتتأثر معنا أيضًا اللغة التي نتحدث بها، فالتكنولوجيا يمكن أن تؤثر تأثيرًا إيجابيا أو سلبيا".

وأشار إلى أن التأثير يكون إيجابيًا إذا تمكنا من استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة جيدة ومناسبة في تطوير استعمال اللغة، قائلا: "على سبيل المثال تنتشر فيما بيننا بعض التعابير اللغوية بتأثير التكنولوجيا وهذه التعابير لم تكن معروفة من قبل وعلى سبيل المثال تعبيرات (الهواتف الذكية، والقرية الذكية، والاقتصاد الصديق للبيئة).

وأكمل: "نجد أن هذه التعابير اللغوية ظهرت منذ فترة قصيرة ولم يكن من المألوف أن نجد هذه العلاقة الدلالية بين كلمة هاتف وكلمة ذكي، واقصد بتلك الأمثلة أن التكنولوجيا يمكن أن تؤثر في اللغة العربية تأثيرًا إيجابيا، لأنها أوجدت تعابير لغوية جديدة لم تكن معروفة من قبل".

وأضاف العبد: "نعرف أيضًا في لغة التراث تأثيرًا قويًا لمظاهر تكنولوجية سابقة في اللغة العربية، ولكن الآن اتسع هذا التأثير وأصبح موجودًا في حياتنا اليومية، وبالنسبة للأجهزة المنزلية نجد الناس يستخدمون كلمة (التفريز) وهي كلمة تعني التجميد ومشتقة من (فريزر) وهي كلمة أجنبية صار الناس يستخدمونها ويتعاملون معها في الاستعمال اليومي كأنها كلمات عربية، وهي طبعا ليست عربية الأصل".

التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على اللغة العربية

واستعرض أستاذ علوم اللغة بعض التأثيرات السلبية لتكنولوجيا على اللغة العربية قائلًا: "هناك بعض التأثيرات الأخرى السلبية، فنجد عددًا من الأجيال المختلفة، يخلطون بين الألفاظ عربية الأصل والألفاظ الأخرى الوافدة سواء كانت هذه الألفاظ مرتبطة بلغة الحياة العامة أو بأسماء الأشياء والأجهزة، وهذا أعتبره من التأثيرات السلبية، وبعض الناس يتخذون من هذه الظاهرة مظهرًا اجتماعيا للوجاهة والمعرفة باللغات الأجنبية".

"الفرانكو" أخطر سلبيات التكنولوجيا على اللغة العربية

وأضاف العبد :"بالنسبة للإنترنت نجد شكلًا معينا من كتابة الألفاظ والحروف بحروف أخرى غير عربية" فرانكو"، فالكلمات تتحول من صورتها العربية المألوفة للعين إلى صورة أخرى صار الشباب يتداولونها فيما بينهم.

طرق مواجهة التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على اللغة العربية

فيما أكد دكتور محمد العبد أن المواجهة ليست سهلة وقال: "ينبغي أن يكون لها الزمن والوقت المناسب فلا ينبغي أن نتأخر حتى تنتشر الظاهرة بين الناس، ثم نشكو من انتشار تلك الظاهرة، ثم نأتي ونتحدث عن طرق مواجهة هذه الظاهرة، أقصد أنه يجب أن تكون هناك مبادرات اجتماعية، وتكون هذه المبادرات في الوقت المناسب، ولا نستطيع أن نقول إن مجمع اللغة العربية هو الوحيد المسؤول عن مواجهة هذه المشكلات، فهي مشكلات اجتماعية وينبغي أن تكون مواجهتها مواجهة اجتماعية بمعنى أن المجتمع كله مسؤول عن مواجهة هذه المشكلة، وفئات المجتمع المختلفة كل فئة منها لها مسؤولية تخصها، فالناس خارج مجمع اللغة العربية لا يهتمون كثيرا بما يقدمه من نصائح وإرشادات".

حماية اللغة العربية مسؤولية جماعية

وأنهى العبد حواره مع بوابة أخبار اليوم، قائلًا: "إذا اتفقنا على أن اللغة العربية هي لغة تاريخ وثقافة وحضارة، وانها صالحة للتعامل بها الآن في جميع المجالات واستطعنا أن نتعامل بهذه اللغة ونحن نحبها، سينعكس هذا بالتأكيد على الأجيال الحاضرة وعلى الأجيال التي تأتي بعد ذلك.. فحماية اللغة العربية مسؤولية جماعية".

 

اقرأ أيضا

«اليونسكو» تحتفل باليوم العالمي للغة العربية