حوار| عادل الغضبان: بورسعيد أكبر قلعة تصديرية بحوض البحر المتوسط.. قريباً

 اللواء عادل الغضبان خلال حواره مع «الأخبار»
اللواء عادل الغضبان خلال حواره مع «الأخبار»

 توجيهات الرئيس وراء فوزى بجائزة «أفضل محافظ»

٤٠٠ مليار جنيه استثمارات المشروعات القومية بالمحافظة

وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدى زياراته للمحافظة بأنه محافظ "شاطر" واستمر على نهج الأداء المميز خلال مشواره الممتد مع المحافظة منذ خمس سنوات ليتوج مؤخراً بجائزة أفضل محافظ عربي، وهي الجائزة الأولى من نوعها التى تفوز بها مصر وتغيرت بورسعيد معه لتصبح مدينة الجمال وجوهرة مدن البحر المتوسط إلى كونها قاطرة التنمية.. إنه اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الذى خص «الأخبار» بأول حوار صحفي بعد فوزه بالجائزة.

بعد التهنئة بالجائزة.. نريد أن نعرف قصتها وما هى خلفيات الفوز بها؟
أولا: أحمد الله على هذه الجائزة التى تحققت لأول مرة لمصر العظيمة وهى تؤكد أن الدولة المصرية تحظى بقيادة عظيمة من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي يقود المسيرة بحكمة واقتدار وأن توجيهاته ودعمه هما العامل الرئيسي فى الأداء التنفيذي على أعلى مستوى بالمحافظة، مما أدى للفوز بهذه الجائزة والتى نظمت تحت مظلة جامعة الدول العربية باسم مسابقة التميز الحكومي، برعاية من إمارة دبي وحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتنافست فيها المؤسسات والوزارات والمحافظات العربية وتم ترشيح ثلاث محافظات من مصر من بينها بورسعيد وحقيقة كانت مفاجأة سارة للغاية الفوز بجائزة أفضل محافظ عربي، وجاء الفوز على خلفية الملف الذي تقدمت به بورسعيد التي شهدت تحولات جذرية وتاريخية فى فترة زمنية قصيرة في السنوات الخمس الأخيرة.. فهى المحافظة الأولى في مصر التي أُعلنت خالية من العشوائيات في الإسكان والأسواق، وأول محافظة تطبق التأمين الصحي الشامل والتحول الرقمي، وشهدت أكبر كم من بناء الوحدات السكنية قياساً بعدد سكانها، ومشروعات التجميل وتوسيع وتطوير الشوارع والميادين التي أعادت لها طابعها ومظهرها الأوروبي، ولابد أن أؤكد أن تنفيذ هذه الإنجازات هو جهد يحسب لجميع العاملين بالمحافظة من قيادات وأجهزة وأفراد وليس المحافظ وحده.


إنجازات الدولة
بالتأكيد إنجازات الدولة المصرية على أرض بورسعيد جعلتها فى هذه المكانة المتميزة نريد إلقاء الضوء عليها وما هو تأثيرها المحلي والإقليمى؟
بالفعل ما حدث على أرض بورسعيد منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى يفوق الخيال بل هو معجزة إنجازات لم تحدث على مدى نصف قرن كامل، ويكفي أن أقول إن حجم الاستثمارات في المشروعات القومية بالمحافظة تجاوز ٤٠٠ مليار جنيه خلال هذه الفترة شملت تنفيذ المشروع العملاق بشرق بورسعيد والذى يجسد تعظيم الاستغلال الأمثل لهذا الموقع العبقرى والذى أطلق عليه الرئيس اسم حلم بكره بيتحقق، وها الحلم أصبح حقيقة ورؤوس الأموال العالمية تتسابق لإقامة المشروعات بها، وشرق بورسعيد مرشحة لتكون قبلة للاستثمارات العالمية ولذلك أطلق على هذا المشروع قاطرة التنمية لمصر وبالتبعية لهذا المشروع، نعد بورسعيد الآن لتكون مركزاً عالمياً لإدارة الأعمال المنتظرة فى هذه المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك هناك استثمارات الدولة في مشروعات اكتشاف حقول الغاز الطبيعي أمام شواطئها بالبحر المتوسط وعلى رأسها حقل ظهر أكبر حقول الغاز فى مصر والشرق الأوسط، والذى حول مصر إلى دولة مصدرة للغاز علاوة على مشروعات الطرق وإنشاء محور ٣٠ يونيو والطريق الدولي المنتظر بين شرق بورسعيد وحتى شرم الشيخ واحياء خط السكة الحديد بين الفردان جنوب بورسعيد عبر قناة السويس وحتى رفح بعد غياب أكثر من نصف قرن عندما تم تدميره مع عدوان ١٩٦٧، ضف إلى ذلك مشروعات الإسكان والمرافق ولا ننسى المشروعات الأخيرة للتأمين الصحي الشامل والتحول الرقمي.


شباب المستثمرين
 كيف حققت المحافظة التحول من التجارة كنشاط وحيد إلى واحدة من قلاع الصناعات التصديرية فى زمن قياسى؟
الحقيقة هذه أسطورة أخرى تحققت في بورسعيد التي عاشت طوال تاريخها مدينة لصيد الأسماك وأعمال الميناء فقط ثم ساد الاعتماد على النشاط التجارى بعد إنشاء المنطقة الحرة عام ١٩٧٦ وفى أواخر ثمانينات القرن الماضي، هبت رياح التغيير فى الفكر لدى أبناء المحافظة بالتحول إلى النشاط الصناعي بعد توافر رؤوس الأموال من نشاط المنطقة الحرة وأنشأت المنطقة الحرة العامة وغلب على نشاطها مصانع إنتاج الملابس الجاهزة ثم تلتها المنطقة الصناعية جنوب المدينة وتوسعت أنشطتها بين الصناعات الكيماوية والبرمجيات والنسيج والصناعات الغذائية إلى جانب الملابس الجاهزة ومنذ خمس سنوات وجه الرئيس بإضافة نشاط الصناعات الصغيرة وهذه المصانع خلقت جيلا جديدا من شباب المستثمرين ورجال الأعمال والعديد منهم بدأ حياته العملية فى العمل كفنيين فى المصانع الكبرى الموجودة بالمحافظة وسطر كل منهم قصة نجاح فى التحدي والمثابرة حتى أصبحوا رجال أعمال ثم دخلت المحافظة عصر المشروعات العملاقة مؤخرا بخمس مشروعات بلغت استثماراتها أكثر من ٦ مليارات جنيه، أولها أكبر مصنع بالشرق الأوسط لإنتاج إطارات المركبات بداية من الدراجات النارية وحتى الجرارات والمركبات العملاقة الثقيلة ومعه مصانع تصنيع الأسماك وزيت الطعام وأكبر مصنع مصري لإنتاج لمبات الليد ومصنع أوانى الطهي وجميعها تصدر للخارج إلى جانب السوق المحلي، وهذا الزخم من المشروعات جعل بورسعيد أكبر قلعة لتصدير الملابس الجاهزة للخارج وتستحوذ على ٤٢٪‏ من صادرات مصر وتمتلك سابع مصنع فى العالم لإنتاج البويات والكيماويات.. ولذلك جاري التنسيق حالياً مع وزارة الصناعة والتجارة وتم اختيار بورسعيد مركز للصناعات التصديرية فى مصر لوجود ميناء شرق بورسعيد العالمي وميناء غرب بورسعيد بجوار هذه المناطق وستكون بورسعيد قريبا أكبر مركز لوجيستى بالبحر المتوسط للصناعات التصديرية.
ذكرت فى حيثيات الفوز بالجائزة العربية نجاح المحافظة في التخلص من الأسواق العشوائية بعد الإسكان فهل لنا من إلقاء الضوء على هذا المشروع؟
إنها قصة تحدي وليس مجرد مشروع تم تنفيذه، حيث كانت الأسواق العشوائية القديمة تمثل نقطة سلبية أمام حركة التغيير الشامل التى شهدته المدينة من النجاح الكبير فى التخلص من كابوس العشش العشوائية التى شوهت جمال بورسعيد لعقود طويلة وبنفس الطريقة كانت الأسواق العشوائية تشكل التحدى الثانى أمامنا ولا بديل سوى التخلص منها لأنها تشغل مساحة كبيرة من قلب المدينة ولا يليق استمرارها وكان التفكير أننا لا نريد مجرد تغيير لهذه الأسواق بأخرى حديثة ولكننا خططنا لإنشاء نوعية من الأسواق الحضارية غير موجودة فى مصر من حيث الضخامة والفخامة معا وبدنا بإقامة أكبر وأحدث سوق للأسماك كان محل إشادة من المسؤولين قبل المواطنين وبنفس المستوى نفتتح خلال أيام السوق الأكبر والأحدث فى مصر للخضروات والفاكهة فى مواجهة سوق الأسماك والحقيقة أنها ليست مجرد أسواق بل أصبحت أحد المزارات التى يحرص زوار بورسعيد على ارتيادها وأخذ الصور التذكارية بها بعد أن تحولت المنطقة إلى منطقة الداون تاون للمدينة بما تضمه من مطاعم وكافيهات ومناطق استراحات للزوار وجارى التخطيط لإقامة سوق حديث للملابس بنفس المنطقة ليختفي بعده سوق الملابس المستعملة الحالي ويشمل مشروع التحدي تطوير وتحديث ١٦سوقا فرعيا بأحياء المدينة لتتحول المدينة بأكملها إلى مدينة الأسواق الحضارية ويكتمل هذا المشروع فى منتصف العام القادم.


كيف تعتبر التنمية السياحية جزءا من إعداد بورسعيد كمركز عالمي لإدارة الأعمال؟
سبق وأن قلت فى أكثر من مناسبة إننا نسابق الزمن لتجهيز وإعداد بورسعيد لتكون مركزا عالميا لإدارة الأعمال كما نستهدف تعظيم الاستغلال الأمثل لموقع بورسعيد العبقري المعروف عالمياً والتى يمر عليها أكثر من 100 ألف سفينة سنوياً بقناة السويس، فكيف لا تكون المدينة مقصد سياحي عالمي كما أننا واجهنا تساؤلات كل رجال الأعمال من دول العالم الذين زاروا المدينة لمتابعة الظروف والإمكانات الموجودة بها باعتبارها أقرب نقطة لإدارة مشروعاتهم بشرق بورسعيد وفى المدينة ذاتها وكان السؤال المتكرر كيف لا يوجد فى مدينة باسم وسمعة بورسعيد فنادق وموتيلات من فئة الخمسة نجوم وتضم داخلها مركز لإدارة الأعمال للشركات والمستثمرين ومن هنا جاء الاتجاه لإقامة هذه النوعية من المشروعات السياحية وبالفعل ظهر أول مشروع سياحى على شاطئ غرب بورسعيد ويتبع سلسلة من الفنادق السياحية الكبرى المنتشرة فى مصر وهناك مشروع آخر بنفس المنطقة سينتهى العمل به قريبا تديره إدارة هيلتون العالمية بالاضافة إلى ثلاث مشروعات سكنية سياحية داخل المدينة بنفس المستوى ومشروع رابع ببورفؤاد وبذلك أصبحت بورسعيد جاهزة من الآن لتلعب دورها الذى سيظهر قريبا كمركز عالمى لإدارة الأعمال وفى نفس الوقت تؤدى هذه المشروعات دورها فى جذب السياحة العالمية للمحافظة ولم نكتفى بذلك بل هناك مفاجات سياحية كبرى جاري العمل بها ستكون نقلة نوعية كبرى للتنمية السياحية، اولها هو بدء الاعداد لتستغلال بحيرة المنزلة سياحيا لاول مرة فى تاريخها بعد ان اوشك مشروع تطهيرها على الانتهاء وسيقاع على ضفافها بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة منتجعات سياحية للألعاب المائية وبدأنا المشروع بإقامة كورنيش سياحى على ضفاف البحيرة بطول ٦٠٠ متر سيمتد إلى ٣ كيلو مترات.
وما هى فلسفة التوسع فى مشروعات التجميل للميادين وتوسعات الطرق التى لفتت أنظار زوار المدينة؟
بورسعيد بطبيعتها مدينة ذات طابع أوروبي سواء فى مبانيها أو شوارعها وشارك فى تأسيسها الجاليات الأوروبية التى استوطنتها مع إنشاء قناة السويس ومع طغيان سرطان العشش التى شوهت جمال المدينة كأحد النتائج السلبية للمنطقة الحرة التى اجتذبت آلاف الأسر من المحافظات المجاورة واقاموا بها بلا تخطيط وعندما توليت المسؤولية قبل خمس سنوات أخذت عهدا على نفسى أن تعود بورسعيد جوهرة لمدن البحر المتوسط وأطلقنا مبادرة حدائق بلا أسوار وشهدت تطويرا كاملا لكافة الحدائق والمتنزهات الكبرى بكل الأحياء وزلنا الأسوار المحيطة بها وتحولت مناطق مفتوحة على أعلى مستوى من الجمال والمناطق الخضراء وأحواض الزهور والنباتات النادرة وعلى رأسها حديقة فريال التاريخية التى شهدت حفل افتتاح قناة السويس وأعدنا فيه تجسيد المنصة الخديوية التى أقامها الخديوى إسماعيل لاستقبال الملكة أوجينى ملكة فرنسا وغيرها من المشاركين فى حفل الافتتاح.
أبناء المحافظة
أخيرا كل ما ذكرناه سابقا ارتبط بالمشروعات المختلفة فأين نصيب المواطن البورسعيدى من اهتمامكم كمسؤول عن المحافظة؟
كل هذه المشروعات التى تحدثنا عنها فهي في المقام الأول مسخرة لخدمة أبناء المحافظة سواء بتوفير فرص العمل لأبنائها للعمل فى هذه المشروعات أو توفير ظروف حياتية أفضل لأبناء المحافظة ومع ذلك فهناك اهتمام كبير بالإنسان قبل البنيان فى مجالات عديدة فقد أنهينا كابوس السكن غير الآدمى لسكان العشش وأوشكنا على تسكين المرحلة الثالثة والأخيرة لمشروع الإسكان الاجتماعى ووفرنا لهم أسواقاً حضارية وطرقاً ممهدة ومتنزهات رائعة.