الإله «أوزير».. قتله شقيقه ووزع جسده في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر قصة أوزير، أو أوزيريس في النطق اليوناني لاسمه، وإيست، أو إيزيس في النطق اليوناني لاسمها، من أشهر القصص والأساطير في مصر القديمة والعالم كله. 

يقول د. حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المعبود «أوزيريس» سيد الأبدية، ورب الموتى، وحاكم العالم الآخر، ورمز الخير والهناء في مصر القديمة، وتم قتله عن طريق أخيه الشرير ست. 

وأضاف «عبد البصير» ، تعددت الآراء حول المكان الذي دُفن فيه المعبود أوزيريس؛ فهناك من رأى أنه لا يخرج عن كونه هليوبوليس، وآخر رأى أنه أبيدوس، وثالث قال إنه أبو صير، وتجمع أغلب الآراء على أختيار المكانين الأخيرين ليكون أحدهما مقام أوزيريس، وترجع معظم الآراء أبيدوس.

ويعتبر المعبود «أوزيريس» أهم وأشهر ورأس مجمع الآلهة المصرية القديمة، وظهرت عبادته في عصر الأسرة الخامسة عندما ذُكر اسمه في "متون الأهرام" الخاصة بالملك "ونيس" آخر ملوك الأسرة، وذُكر أيضًا في مقابر أشرافها. 

واعتبره المصري القديم إلهًا خالصًا له القدرة على الخلق والإبداع والابتكار وتم تمثيله كرب للعالم الآخر وسيد للموتى ومن ثم الأبدية. 

وبرغم اعتقادهم بأن كل المعبودات عرضة للموتى فيما عدا أوزيريس، فقد تعرض أوزيريس لمحاولة غدر وخيانة من قبل أخيه الشرير "ست" الذي قتله ووزع أجزاء جسده عبر الأرض المصرية، ونجحت أخته وزوجته الوفية إيزيس في تجميع أجزاء جسده وإعادته للحياة مرة أخرى، وفقًا للأسطورة الأوزيرية.

وإذا حاولنا تحديد مكان عبادة أوزير الأول، يصعب علينا ذلك، لكنه أرتبط بهليوبوليس عين شمس حاليًا وجاء ذكره في "متون الأهرام" مع إيزيس وست ونفتيس كواحد من أبناء الرب "جب" رب الأرض والربة " نوت " ربة السماء وكواحد من الآلهة التسعة التاسوع العظيم الخاصة بمدينة عين شمس، وتشير النقوش في هليوبوليس إلى أن أوزيريس تم تصويره مع بقية أفراد التاسوع المقدس. 

وأوضح "عبد البصير" ، لعل أهم مكانين أرتبط بهما الإله هما: أبيدوس وأبوصير، وفي أبوصير، اتحد مع معبودها القديم وأخذ كث7يرًا من صفاته، وفي أبيدوس، اتحد مع معبودها القديم "خنتي إمنتيو "، كما سلف القول، واتحد كذلك مع ملوك الموتى. 

وأصبح سيدًا للغرب، وحاكمًا لعالم الموتى، وإمامًا للغربيين أي الموتي الذين كان يتم دفنهم في الغرب عادة، وتم تصوير الإله في هيئة آدمية وكانت له شعر مستعار ولحية يخصان المعبودات. 
وصُور أيضًا على شكل مومياء ذات أرجل متصلة ملتصقة ببعضها البعض إشارة إلى طبيعة الإله الجنائزية وإرتباطه بعالم الموتى، وظهر في عصر الدولة الوسطى بالتاج الأبيض فوق رأسه إشارة إلى أصله الصعيدي، وارتدى كذلك فوق رأسة تاج يُعرف بـ "الآتف". 

وارتبط الرب أوزيريس بالزراعة والبعث والإخضرار والهناء وإعادة إخصاب التربة المصرية.

 وكان له الدور الأعظم في محكمة الموتى في العالم الآخر، واتحد مع عدد مع المعبودات الأخرى المهمة في مصر القديمة. 

وفي النهاية، أقول إن قصة الرب أوزيريس هي قصة مثيرة مثل حياتة وموتة ودفنة وأسطورة بعثه وحمل زوجته المخلصة إيزيس منه في طفلة وولي عهده الرب حورس، إن هذه هي قصة الأسطورة وصناعتها في مصر الفرعونية مبدعة الآثار والمليئة بالكثير من الغموص والسحر والجمال الأسرار.

اقرأ أيضا

«مؤامرة الحريم» تحاول اغتيال الفرعون «رمسيس الثالث»