خبير آثار: أكلات المصرى القديم «هيلثي» لاعتمادها على البروتين والأسماك

أكلات المصرى القديم
أكلات المصرى القديم

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الآثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن المهنة الرئيسية  للمصري القديم، كانت الزراعة وذلك بسبب توافر الموارد الطبيعية من مياه وتربة خصبة.

 وكان المصري القديم يزرع الشعير والقمح الجبلي وقمح الدقيق لذلك كان غذاؤه الرئيسى رغيف العيش وهو المصدر الرئيسي للكربوهيدرات و كان يصنعه بأشكال متعددة وصلت إلى 40 نوع مختلف .

وتنوعت اشكاله فبعضه يحشى بالعجوة و منه عيش كماج وهو أبيض ويعجن بدون خميرة، وعيش خشكار ويصنع من الردة، وعيش بلدي من دقيق بالردة، يشبه الرغيف البلدى حاليًا، و هو خبز أغلب المصريين لأنه مفيد للصحة ولا يؤدى إلى التخمة وهو خبز يساعد على نصان الوزن، لأنه يحتوى فيتامين "ب" و ألياف .

 
ويضيف الدكتور ريحان أن المصرى القديم صنع السميط على شكل حلقة من دقيق أبيض منخول مع إضافة السمسم، وهو قليل الاستعمال وعيش بتاو أو فلاحى من دقيق الذرة ويخبز حتى اليوم بالوجه البحري، بالإضافة إلى عيش شمسى ويخبز حتى اليوم فى صعيد مصر من خلال تركه في الشمس والعيش الناشف المحمص على شكل مربع من لوازم السفر و كانت الخميرة تصنع من الشعير المحصول الرئيسي.

وينوه الدكتور ريحان إلى اعتماد المصرى القديم على البروتينات النباتية أكثر من الحيوانية ومصدرها البقوليات مثل الفول و العدس واللوبيا و الحلبة و البسلة والترمس والحمص بالإضافة إلى حرصه على تناول الخضروات الطازجة مثل البامية و الملوخية والقلقاس و الكرنب واللفت و الخس و الثوم و البصل و الكرات .

كما حرص المصرى القديم على تناول الفواكهة مثل العنب والجميز والرمان والبطيخ و الكمثرى والنبق والحرنكش والدوم وكلها أطعمة توصف حديثًا للرجيم كمان استخدمت الزيوت فى الطبخ وفى أغراض طبية و كانت تستخرج من حبوب الكتان والبندق والخروع والفجل وكلها زيوت مفيدة واستفادوا من أشجار المورينجا المتعددة الفوائد

وعن أهمية المورينجا فى حياة المصرى القديم وعلاقتها بنظامه الغذائى الصحى، يشير الدكتور ريحان إلى أن المصريين القدماء عرفوا شجرة (المورينجا) واستخدموها فى حياتهم وفقا للمخطوط المهم الموجود في كتاب "اللآلئ الدرية فى النباتات والأشجار القديمة المصرية" لأحمد أفندى كمال الموظف بالأنتيقة خانة بمصر  وطبع بمدرسة الفنون والصنائع عام 1306هـ والذى أشار إلى شجرة المورينجا بأنها وردت فى الباب الحادى والثلاثين من كتاب ( الأموات).

 وعرفت فى مصر القديمة بشجرة (اليسار) وهى شجرة طولها خمسة أمتار وكانت كثيرة الانتشار فى مصر وبلاد العرب ولها زيت لطيف يسمى "بقا" كان يستخدمه المصريون القدماء فى التعطير وله فوائد طبية نافعة للبطن منها تفتيت الحصاة ونافعة للرأس وإزالة الدوخة موضحًا أن العالم ماريت باشا ذكر فى كتابه ( أبيدوس) أن هذا الزيت كان من ضمن الزيوت التسعة المقدسة فى مصر القديمة ومن فوائد ( زيت المورينجا ) أنه  يحتوى على 46 مضاد للأكسدة ويعالج أمراض الجهاز الدورى وتصلب وضيق الشرايين وتنشيط عضلة القلب وتحافظ بذور المورينجا على مستوى جيد للسكر ومعظمها أمراض ناتجة عن السمنة المفرطة .

ويوضح الدكتور ريحان أنه من حسن الحظ أن اللحوم و المنتجات الحيوانية لم تكن من نصيب كل شعب مصر بل كانت معظمها أكلات الأغنياء  واستخدم لبن البقر فى شراب الأطفال والعلاج و جسدت بعض النقوش الملوك يرضعون من البقرة حتحور كما انتشرت تربية الأوز والبط والدجاج وكان السمك طعامًا هامًا لكل المصريين لرخص ثمنه لكثرة وجوده فى النيل والبحيرات وكان يتم صيده بالشباك والرماح والحراب والفخاخ وكان المصريون يستهلكون كميات كبيرة منه لقيمته الغذائية الكبرى وهو أفضل الطعمة الآن لانخفاض سعراته الحرارية.