المصريون القدماء أول من قدسوا واحترموا ذوي الإعاقة «العازف الأعمي»

الفراعنة أول من قدسوا ذوى الإعاقة
الفراعنة أول من قدسوا ذوى الإعاقة

كان المصرى القديم أول دعم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، حيث تولوا مناصب هامة في الدولة المصرية، كما أن هناك ثلاثة فراعنة كانوا ملوكا مشاهير من ذوي الاحتياجات الخاصة.

نسى العالم أن المصريين القدماء هم أول من قدسوا واحترموا ذوي الإعاقة، وكانت الدولة المصرية القديمة منذ نشأتها الأكثر التزاما بحقوق الإنسان، دون التفرقة في النوع أو الشكل أو البناء الجسدي أو ظروفه الخاصة، وكانت مصر سباقة في تمكين أصحاب الإعاقة قبل ظهور الأديان السماوية، حيث مارسوا كل الوظائف ووصل بعضا منهم لأن يكون فرعونا لمصر.

اقرأ أيضا|  «جيسكا» أول طيار بلا ذراعين في العالم 

 العازف الأعمي

يقول الباحث الآثري بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي «علي سرحان» إن تلك الفئة مارست بعض الأعمال في مجتمع مصر القديمة، فهناك العازف الأعمي الذي يظهر في معظم الحفلات، وها هي المقابر بالدولة القديمة والدولة الوسطى، والدولة الحديثة، تمتلىء بمناظر من فقدوا بصرهم من العازفين الذين تميزوا بالقدرة على حفظ الترانيم الدينية والجنائزية والمقامات الموسيقية، وبالإحساس الموسيقي وسجلت تلك المناظر المنقوشة على جدران المقابر والعديد من التماثيل الجيرية الصغيرة في المتحف المصري .

وأضاف سرحان، أن العازف الأعمي كان دائماً ممسكاً بآلة الهارب "القيثارة" الموسيقية القديمة، التي عزف عليها الأناشيد الدينية الخاصة بالإله؛ حيث يتمنى المتوفي أن تساعده تلك الأناشيد في البعث مع شروق كل صباح والبعث والخلود في العالم في العالم الآخر.

وتابع: جاورت مصر حضارات كانت تتعامل مع المعاقين على أنهم فئة شاذة وفقًا لقاعدة البقاء للأصلح، وكان ينظر لعاهاتهم أنها نوع من مس الجن والتخلص منهم فك للسحر، فالحضارة الإغريقية لم تقدم أي رعاية للمعاقين وكانت نظرة أثينا لهم بإزدراء وإحتقار، حتى أن الفليسوف أفلاطون رأى إخراجهم من جمهوريته الفاضلة لأن وجودهم يعيق قيام الدولة.

واستطرد: الرومان تركوا تقرير مصير المعاقين بيد شيخ القبيلة أو بالقائهم في البحر أو بتركهم فوق الجبال في الصحراء، وكان القانون ينص على التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق تعريضهم للبرد القاسي، أو القائهم في نهر أورتاس أو في الطريق، وكان العرب قبل الإسلام يتفاخرون بين القبائل بخلوهم من العاهات.

اقرأ أيضا|  طب الفراعنة| مرض «شلل الأطفال» في مصر القديمة.. صور

وكشف مجدي شاكر كبير الأثريين، عن موقف الأديان السماوية من المعاقين، ففي المسيحية كان السيد المسيح يهتم بأمرهم ويعالج الأبرص والأعمى والأجذم، ونظر الإسلام للإنسان على أساس عمله وليس جنسه أو عرقه أو تركيبه الجسماني، وأشار القرآن لذلك في سورة عبس وعاتب الرسول عند إعراضه عن الأعمى عبدالله بن أم مكتوم وإنشغاله بهداية صناديد قريش.

وقال: أما الحضارة المصرية كانت في مقدمة الحضارات التي إحترمت الإنسان، وقد أظهرت نقوش المقابر أن صاحب الإعاقة كان يعامل كفرد عادى فى المجتمع، ونجد فى كثير من الحفلات كفيف يعزف على الهارب، والإهتمام بهم إمتد إلي المرض.