عبدالمحسن الفرماوى
على مدار أكثر من 120 عاماً ظلت حديقة الحيوان بالجيزة أحد أهم المزارات الترفيهية التى يقصدها الملايين من المصريين الباحثين عن المتعة خلال الأعياد والمناسبات والعطلات الأسبوعية. وشهدت الحديقة خلال السنوات الأخيرة خطوات جادة لتطويرها بما يتناسب مع روح العصر ويتطابق مع ما يحدث فى الحدائق العالمية سواء على مستوى الاهتمام بأنواع وأجناس الحيوانات التى تضمها الحديقة، أو على مستوى راحة الزوار وزيادة استمتاعهم وهم يتجولون بين أقفاص الحيوانات والطيور والزواحف بمختلف أنواعها.
قامت ∀آخر ساعة∀ بجولة ميدانية بالحديقة للوقوف على آخر التطورات فى أكبر حديقة للحيوان فى الشرق الأوسط.. وفى البداية يقول اللواء طبيب محمد رجائى، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحفاظ على الحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة، إن حديقة الحيوان بالجيزة تُعد من أجمل حدائق الحيوان فى العالم وأغناها بما تحتويه من مختلف أجناس الحيوانات والنباتات، ولقد جعلها الخديو إسماعيل تحفة فى عالم البساتين وجلب إليها النباتات النادرة من كافة بقاع العالم وجمل طرقاتها بالزلط الملون بأشكال هندسية، وحفر فيها الغدران والأنهار والبحيرات وشيد فيها الجبلايات وزرع حولها الكثير من نباتات الصبار.
بينما تقول الدكتورة مها صابر، مدير عام الحديقة، إن حديقة الحيوان بالجيزة بدأت كحديقة نباتية تحتوى على أندر النباتات من شتى بقاع الأرض وكان الخديو إسماعيل أول من فكر فى إنشاء حديقة حيوان فى مصر، وافتُتحت فى عهد الخديو توفيق فى الأول من مارس عام ١٨٩١، كانت مساحتها ٥٠ فداناً اقتطعت من أرض سراى الجيزة، وفى عام ١٩٣٨ أضيفت للحديقة أرض حدائق الأورمان القبلية وأصبحت بمساحتها الحالية ٨٠ فدانا تقريباً، وبالحديقة ٧٠ نوعا من الثدييات و٦٥ نوعا من الطيور و٢٧ نوعا من الزواحف، وتضم الحديقة ما يقرب من أربعة آلاف حيوان تقريباً، والحديقة مفتوحة أمام الجمهور طوال أيام الأسبوع عدا الثلاثاء.
وتؤكد أنه فى إطار الحفاظ على الحديقة تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهه فيروس كورونا على الرغم من أن الحيوانات لا تصاب به، ومن منطلق الحفاظ على سلامة الزوار والعاملين كما أن الفيروس قد ينتقل من الإنسان المصاب إلى الحيوان وليس العكس، وفى حالة الاشتباه بإصابة أحد عمال الحديقة بالبرد أو الإنفلونزا (أعراض البرد) يتم منحه إجازة أسبوعين فوراً وتوفير العلاج المناسب، ويقوم رجال الأمن المتواجدون أمام بوابات الحديقة بإلزام الزوار بارتداء الكمامات وقياس درجة الحرارة لكل زائر مع التطهير والتعقيم للبوابات بصفة دائمة، كذلك هناك بعض شركات النظافة المتخصصة تقوم بتطهير وتعقيم جميع دورات المياه بصفة دائمة، كما أن مساحة الحديقة الشاسعة وسطوع الشمس طوال النهار كل ذلك يقلل الإصابة بفيروس كورونا، لذلك نؤكد للمواطنين مرة أخرى أن الحديقة خالية تماماً من كورونا.
تتابع: الذهاب إلى حديقة الحيوان بالجيزة أصبح أجمل من الماضى، والسر فى ركن الحيوانات الأليفة Petting Zoo تلك المساحة الصغيرة فى قلب الحديقة العريقة البالغ مساحتها ٢٠٠٠ متر، التى تستقبل الأطفال والكبار لتسمح لهم بالتفاعل المباشر مع الحيوانات الأليفة والمدربة وإطعامها والتقاط الصور معها، وأعظم ما فى الفكرة هو خلق رابطة ودية بين الطفل والحيوان واحتواء أى خوف أو سلوك عدوانى ضد الحيوانات..
هذه الفكرة صممها ونفذها المهندس هادى إمبابى مدير حديقة الحيوانات الأليفة، والذى يشير إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الزائرين خصوصاً الأطفال وسعر التذكرة 20 جنيها فقط وهنا يتعامل الأطفال مباشرة مع الحيوانات الأليفة والطيور بعد أن كانت هذه الحيوانات حبيسة الأقفاص الحديدية وكان الأطفال لا يملكون صورة ذهنية عنها إلا من خلال أفلام الكارتون أو القصص المصورة.
ويوجد بالركن أنواع نادرة من الحيوانات والطيور وغيرها مثل الدجاج القطنى والذى يعيش فى الأماكن الباردة ويمتاز بريشه الأبيض، ودجاج الكوشن والذى يعيش فى أمريكا والصين وأوروبا عامة، وطائر البغبغان الفصيح، والماعز الفرنساوى الجميل، وطائر البجعة، وحيوان اللاما الأهلية وكذلك الأيل الأوروبى يعيش فى الأجواء الباردة يسمى الذكر بالظبى بينما الأنثى تسمى شاة والصغير خشف، وأيضاً حيوانات الدببة تعيش فى الأماكن الباردة والجليدية..
الطريف أن الحديقة حسبما تقول الدكتورة مها صابر شهدت العديد من الولادات النادرة فأنثى فرس النهر ∀رشا∀ ولدت مولودا جديدا وأطلق الحراس بالحديقة عليه اسم سامح، كذلك القرد كابوش، والقرد المكاك البغالى وهناك ولادات كثيرة بالحديقة خاصة السباع فأنثى الأسد وضعت مولوداً جديداً ويتمتع بصحة جيدة، والإدارة الطبية العامة بالحديقة تقوم بالكشف الطبى المستمر على الحيوانات وتوفير الأدوية اللازمة مع توفير الجو المناسب للحيوانات للمساعدة فى عملية التكاثر.
وإلى جانب ما تحتويه الحديقة على حيوانات وطيور نادرة فإنها تحتوى على تحف معمارية، حيث يوجد بالحديقة خمس جبلايات ∩القلعة ــ الشمعدان ــ جزيرة الشاى ــ جبلايتا الكوبرى المعلق∪ أكبرها جبلاية القلعة التى صممها المهندس سايبوس عام ١٨٦٧ وهى مكسوة بالشعب المرجانية والأشجار المتحجرة ويغطى طرقاتها الزلط الملون بأشكال هندسية جميلة انتهى العمل بها عام ١٩٣٥..كما انشئ أول متحف حيوانى عام ١٩٠٦ وتم نقله إلى موقعه الحالى فى عام ١٩١٤ وتم تجديده عامى ١٩٦٢ و ١٩٨٨ وتطويره عام ٢٠١٥.
